22 ديسمبر، 2024 12:56 م

المساعدات الأوروبية للاجئين السوريين في تركيا .. لا حديث عن دفعة ثالثة ومصيرهم في الهواء !

المساعدات الأوروبية للاجئين السوريين في تركيا .. لا حديث عن دفعة ثالثة ومصيرهم في الهواء !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تعهد “الاتحاد الأوروبي”، بموجب الاتفاق الذي عقده مع “تركيا”؛ بالمساهمة في تكاليف إيواء اللاجئين السوريين على الأراضي التركية، بعدما أكدت “أنقرة” أنها أنفقت أكثر من 30 مليار يورو من ميزانيتها، خلال 8 سنوات، مضت نتيجة وصول 3.7 مليون سوري إليها، لذا رأت أنه من العدل أن يساهم الاتحاد في دفع فاتورة سيولة المهاجرين.

ومنذ توقيع الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ، في 20 آذار/مايو من العام 2016، أطلقت “بروكسل” برنامجًا لدعم اللاجئين السوريين، واتفقت الدول الأعضاء على دفع 3 مليارات يورو إلى “أنقرة” خلال العامين الأولين للاتفاق، (2016 و2017)، وتمت الموافقة على إرسال مبلغ مماثل خلال عامين آخرين، 2018 و2019، لكن “أنقرة” تسلمت 5.6 مليارات يورو من هذا المبلغ حتى الآن، بحسب بيانات التكتل، والآن أوشك العام الجاري على الإنتهاء دون أن يعلن الاتحاد نيته إرسال دفعة ثالثة للعامين المقبلين، فهل يتخلى عن دعم المهاجرين؛ أم أن الخلافات بينه وبين “أنقرة” هي السبب ؟.

المساعدات سوف تستمر مع استبعاد دفعة ثالثة..

أوضح مسؤول في لجنة “الاتحاد الأوروبي” بـ”أنقرة”، آثر عدم ذكر اسمه، أن: “بروكسل لديها حزمة من الإجراءات، لكنها لا تزال مجمدة بسبب عدم وجود اتفاق بشأنها بين الدول الأعضاء”، وأشار إلى أنه لا يعتقد أن برامج المساعدات سوف تتوقف، لكن على دول الاتحاد التوصل إلى شكل من أشكال الإلتزام بالدفع.

من جانبه؛ استبعد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى تركيا، “كريستيان برغر”، أن يقدم الاتحاد دفعة ثالثة من المساعدات، مشيرًا إلى أن: “بروكسل لا تزال تناقش الإطار الذي سوف تسير وفقه الميزانية، خلال السنوات السبع المقبلة، كما أننا لا نعلم بدقة التأثيرات التي سوف تنتج عن خروج بريطانيا من الاتحاد، لأنه إذا حدث، (بريكسيت)، شاق فسوف يعني ذلك تقليصًا كبيرًا للأموال”.

لكنه أضاف أن: “المساعدات التي يقدمها الاتحاد لتركيا من أجل الأمور المتعلقة بالمهاجرين سوف تستمر”، “كما سوف نتابع تقديم المساعدات الإنسانية، لكن ما لا نعرفه حتى الآن هو قيمة المساعدات لأنها تعتمد على الاحتياجات المطلوبة”، وأكد: “نعم، إذا كانت هناك حالة طارئة سوف تمرر الإدارة العامة للحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية المساعدات بسرعة”.

وأوضح “برغر” أن أموال المساعدات لن تدخل في الميزانية التركية بشكل مباشر، وإنما سوف تمنح على أساس المشاريع، ولن تكون المؤسسات التركية هي المقصد الأساس لهذه الأموال من أجل دعم اللاجئين، وإنما سوف يخصص 48% منها للبرامج التي تديرها وكالات تابعة لـ”الأمم المتحدة”، وسوف يوزع 22% منها على المؤسسات المصرفية مثل؛ “البنك الدولي” و”بنك التنمية الألماني” الحكومي، إلى جانب تخصيص 22% أخرى للوزارات التركية، خاصة “التعليم” و”الصحة”، والحصة المتبقية ونسبتها 8% سوف تذهب إلى المشروعات التي تديرها المنظمات الإنسانية؛ “الهلال الأحمر” و”الإدارة العامة للحماية المدنية” والمساعدات الإنسانية الأوروبية.

الدفعة الأولى للإنشاءات والثانية لبناء الإنسان..

يشار إلى أن سلوك “الاتحاد الأوروبي” تغير عما كان عليه في الدفعة الأولى؛ إذ تقرر تقليص المبلغ المخصص للمساعدات الطارئة؛ مثل تقديم الطعام والإغاثة والأدوية للاجئين، بشكل ملحوظ خلال الدفعة الثانية، كذلك تغير الأمر بشأن التحويلات إلى أنظمة “التعليم” و”الصحة” التركية؛ إذ ركز الاتحاد في الدفعة الأولى على تخصيص مبالغ كبيرة لإنشاء مدارس ومستشفيات في المحافظات الحدودية التي تشهد حضورًا كبيرًا للاجئين، وتلك التي تعتبر من المناطق الأكثر فقرًا، بينما أنصب الاهتمام في الدفعة الثانية على المبادرات التي تهدف إلى التطور الاجتماعي مثل؛ دورات التدريب المهني وتعليم اللغة التركية للبالغين، ومشاريع لإدماج اللاجئين في المجتمع التركي، بالإضافة إلى توفير البنى التحتية الأساسية التي يستفيد منها السوريون وأبناء البلد أيضًا.

نتائج ملموسة..

بينما تشتكي الحكومة التركية من تأخير “الاتحاد الأوروبي” في إرسال الدفعات، يشعر مسؤولو التكتل في “تركيا” بالرضا بشأن نتائج برنامج المساعدات، رغم أن إدماج السوريين في المجتمع لا يزال بعيدًا ويعيش أغلبهم في فقر مدقع، لكن في مجال التعليم حقق البرنامج نتائج ملحوظة؛ إذ قبل 5 سنوات لم يكن هناك مقعدًا سوى لـ 8% من الأطفال السوريين في نظام “التعليم”، لكن الآن يمتلك 90% منهم الفرصة للحصول على “التعليم”.

وأشار “برغر” إلى أن التعليم كان أولوية بالنسبة إلى الاتحاد، “لم نكن لنسمح بأن يصبح هذا الجيل ضائعًا يحيا أبناءه بدون مستقبل أو آمال لا يتكلمون لغة البلد الذي يعيشون فيه، كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى سقوطهم في شباك جماعات متشددة خطيرة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة