10 يناير، 2025 11:54 م

المخابرات الامريكية : انتشار الفوضى في العراق يزيد من التدخل الايراني

المخابرات الامريكية : انتشار الفوضى في العراق يزيد من التدخل الايراني

رأت مؤسسات مخابراتية امريكية ان تصاعد الفوضى السياسية والامنية في العراق تزيد من التدخل الايراني في شؤون هذا البلد وقالت ان تفجيرات بغداد الخميس هي من تدبير ميليشيات سنية اغضبتها الاتهامات الموجهة الى نائب الرئيس طارق الهاشمي. وحذرت وكالات المخابرات الامريكية من ان المكاسب الامنية التي تحققت في العراق يمكن ان تتحول الى عنف طائفي بعد انسحاب القوات الامريكية الذي يقول مسؤولون امريكيون انه قلص النفوذ الامريكي في البلاد بعد احتلال دام نحو تسع سنوات.

وكانت التفجيرات التي وقعت امس الخميس في العاصمة العراقية بغداد وأدت الى مقتل 72 شخصا على الاقل دليلا جديدا على تدهور الموقف الامني بعد ايام معدودة من انسحاب آخر جندي امريكي من العراق.

وقال مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الامريكي “ما يحدث يجب الا يكون مفاجأة لاحد.” واضاف روجرز وهو جمهوري في تصريحات صحافية “معظم الناس يعتقدون.. والتقييمات التي تخرج من هناك ترى ان هذا الانسحاب السريع المفاجيء وعدم وجود قوات على الارض سيخلق هذا الفراغ الذي سيملأه هذا النوع من المشاكل التي نراها.”

واشار الى ان سحب القوات الامريكية قلص النفوذ الامريكي وان انتشار الفوضى في العراق هو في مصلحة ايران التي تريد ان تزيد نفوذها في المنطقة.

ويمثل الصراع الطائفي المحتمل في العراق تحديا سياسيا لادارة الرئيس الامريكي الديمقراطي باراك اوباما التي أنهت الوجود الامريكي الذي بدأ عام 2003 بقرار غزو العراق الذي أمر به الرئيس الامريكي الجمهوري السابق جورج بوش.

وأمس الخميس هاجم المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل ميت رومني الرئيس الديمقراطي لما وصفه “بفشل مميز” في الاحتفاظ ببعض القوات في العراق لمنع الانزلاق الى صراع طائفي.

وكان بوش رغم ذلك هو الذي وافق في الاشهر الاخيرة له في الرئاسة على انسحاب القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011 .

وفشلت المحادثات التي اجرتها حكومة اوباما للاحتفاظ بوجود عسكري محدود في العراق بعد انتهاء هذا الموعد حين طلبت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) حصانة من المحاكمة للجنود الامريكيين عن اي جرائم يرتكبونها هناك. ورفضت الحكومة العراقية المطلب كما انقسمت النخبة حول وجود عسكري امريكي بعد هذا الموعد.

وفي تعليقه على تقارير مخابراتية قال مسؤول رفيع في الادارة الامريكية “كانت هناك انقسامات طائفية في العراق قبل ان نغزوه وستكون هناك على الارجح صراعات طائفية بعد انسحاب القوات الامريكية هذه نقطة واضحة.”

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه “لكن هذه الخلافات يجري الان حلها من خلال السياسة والحوار. سفارتنا تساعد في العمل على حل هذه الخلافات. استمرار وجود القوات الامريكية لم يكن له دور .. “كما ان المجتمع المخابراتي رأى ان قوات الامن العراقية قادرة تماما على توفير الامن الداخلي.”

وصرح المسؤول بأنه من المهم التفريق بين توقعات الحكومة الامريكية عن هجمات للقاعدة في العراق بهدف تقويض اتفاق اقتسام السلطة وبين توترات سياسة بين قادة البلاد.

وتعليقا على تفجيرات بغداد قال جاي كارني المتحدث الصحفي باسم البيت الابيض أمس الخميس انها لن تخرج العراق عن “مسار التقدم المستمر.”

وبعد يوم واحد من الانسحاب الامريكي أصدر رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي أمر اعتقال لطارق الهاشمي الذي يشغل منصب نائب رئيس العراق وهو أكبر مسؤول سني في العراق بتهمة التورط في اعمال ارهابية.

وترى التقييمات الامريكية الاولية ان تفجيرات الامس في بغداد هي من تدبير ميليشيات سنية اغضبتها الاتهامات الموجهة الى الهاشمي . وقال مسؤول امريكي آخر ان العراق مر بالكثير من الازمات السياسية ويمكنه ان يتخطى هذه الازمة ايضا.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة