“المحاصصة” .. تُصيب الانتخابات الإيرانية بانشقاق الجبهات !

“المحاصصة” .. تُصيب الانتخابات الإيرانية بانشقاق الجبهات !

خاص : تر جمة – عبدالرحمن محمد عبدالعظيم :

رغم بقاء أقل من أسبوعين على الانتخابات البرلمانية الإيرانية، في دورتها الحادية عشر، مع هذا لم يُحقق الأصوليون الوحدة التي يتطلعون إليها.

وقبل فترةأعلنت (جبهة الثبات) انفصالها رسميًا عن “مجلس تحالف الأصوليين”، بنشرها قائمة منفصلة تضم 60 شخصًا، وبهذا أصبح هناك قائمتين للأصوليين. وكما يبدو فسيكون علينا توقع أحداثًا جديدة في معسكر الأصوليين.

وكذلك فإن إرجاء نشر قائمة “مجلس التحالف”، بعكس وعود الأصوليون، تسبب في انتشار الشكوك بشأن قائمة الأصوليين وتحديد رئيس القائمة ونصيب كل مجموعة من القائمة.

لذلك من المحتمل، بل من غير المستبعد، أن تسلك بعض الأحزاب مثل (المؤتلفة) الإسلامي، طريق (جبهة الثبات)، وتتقدم بقوائم منفصلة.

إما الوحدة أو الفرقة !

ما تزال الفرقة والتشتت تضرب معسكر الأصوليين، ومن المحتمل أن يتقدم الأصوليون بأكثر من قائمة في الانتخابات المقبلة.

هذا في ظل دعوة التيار المنافس للإمتناع عن تقديم قائمة انتخابية، في “طهران”، بسبب عدم إمكانية المنافسة. في غضون ذلك، يبحث الأصوليون عن حل ناجع للتجمع والوحدة، لكن لأن الجميع داخل التيار الأصولي يعتبر نفسه محورًا أساسيًا في التيار وعدم الاستعداد للتنحي لصالح الآخرين أو خفض المطالب من أجل الوحدة، فد أبدى الجميع استعدادهم للتقدم بقوائم منفصلة وعدم الإستسلام للوحدة.

والنموذج البارز يتضح توجه (جبهة الثبات) الأخير بخصوص الوحدة مع “مجلس التحالف”، والذي تسبب بالنهاية في الإنعزال ونشر قائمة مستقلة برئاسة، حجة الإسلام “آقاتهراني”.

ولم يتوقف الأمر على ذلك، فلم تكن (جبهة الثبات)، المنسحبة الوحيدة من “مجلس التحالف” بسبب المحاصصة، بل تتمتع مجموعة “محمد باقر قاليباف”؛ وحزب (المؤتلفة)، وكافة المجموعات الأصولية، داخل التحالف، بالقابلية للانفصال وتقديم قوائم منفصلة بسبب عدم إدراج مرشحيهم في القائمة النهائية.

أضف إلى ذلك، تعاظم قوة احتمالات تقدم فريق “أحمدي نجاد”، بقائمة (ربيع الخدمة). وتلكم المسألة كانت سببًا، بحسب “برويز سروري”، أمين “مجلس التحالف”، لإرجاء الإعلان عن قائمة التحالف.

يقال: لازال الخلاف بشأن صدارة القائمة بين شخصيات، أمثال “قاليباف” و”مير سليم”، حال الاتحاد مجددًا مع “آقاتهراني” عن (جبهة الثبات) سببًا في تأخير الإعلان عن القائمة.

الإلتزام بالائتلاف أم للقوائم المستقلة ؟

تعليقًا على القائمة الأصولية الموحدة، قال “أحمد كريمي الأصفهاني”، عضو اللجنة المركزية بحزب (المؤتلفة): “في الواقع لا يمكن أن تكتسب أحدًا بدون إقناع أي شخص أو تيار، وحتى اللحظة لم يتمكن الأصوليون من الوصول إلى نتيجة واحدة بشأن القائمة الموحدة. لكن المحاصصة تبعث على عدم التقدم بقائمة واحدة، وهو الموضوع الذي يحدث في كل دورة انتخابية ونأمل ألا يتكرر.. وفشل الأصوليون حتى الآن في الوصول إلى نتيجة نهائية، وأتصور أن يتم الإعلان عن القائمة النهائية لمجلس التحالف، خلال الأيام الأربعة المقبلة”.

موضحًا: “وبالفعل فقد نشرت (جبهة الثبات) قائمة تضم 60 مرشحًا، بينما نشر (مجلس التحالف) قائمة أخرى تضم 90 مرشحًا؛ وهما حاليًا في مرحلة المساومة. لكن هذا لا ينفي أن (جبهة الثبات) لا تزال جزءً من (مجلس التحالف)، لكن الإعلان عن قائمة الـ 60 مرشحًا، إنما يعني مطالبتهم بحصة أكبر في الانتخابات”.

وعن انفصال حزب (المؤتلفة) والتقليديين، إذا ما حصلت (جبهة الثبات) على نصيب أكبر، أضاف: “لم تُطرح هذه المسألة حتى اللحظة، بسبب وجود الكثير من أعضاء (المؤتلفة) ضمن قائمة الـ 90 مرشحًا، لكن إذا طرأت مشكلة حينها سوف نتخذ القرار”.

بدوره قال، “حسين أنوري”، عضو حزب (المؤتلفة)؛ تعليقًا على احتمالات التقدم بقائمة منفصلة برئاسة “مير سليم”: “(حزب المؤتلفة) مرتبط بـ (مجلس التحالف)، ومتمسكًا بكلمته، ولم تُطرح مسألة الانسحاب من التحالف، لكن وفي الوقت نفسه لن نشارك في أي وقت ولن نقول إن كان فلان في مجموعة فلن نكون وإذا لم يكن فسنكون”.

وأكد أنه في الوقت الحالي يُشارك مجتمع رجال الدين المتشددين في “مجلس الائتلاف”، ومع ذلك فإن وجود اختلاف وجهات النظر لا يعني وجود اختلافات عميقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة