خاص : ترجمة – بوسي محمد :
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، (بي. بي. سي)، أن إبنة حاكم “دُبي”، الشيخة “لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم”، تم ضبطها في يخت قبالة ساحل “الهند” بعد فرارها من دولة “الإمارات العربية المتحدة”.
الشيخة “لطيفة بنت محمد آل مكتوم”، هي إبنة الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم”، حاكم “دُبي” ورئيس وزراء دولة “الإمارات العربية المتحدة”، وقد تم ضبطها من قِبل “كوماندوز” على يخت، فقد أمضت سبع سنوات في التخطيط للهروب من الدولة الخليجية، التي اعتبرتها سجنًا مذهبًا، وفقًا لتصريحات أصدقائها المقربين.
هروب مسجل في فيلم وثائقي !
وكانت الأميرة الإماراتية إبنة حاكم “دُبي” الحالي، قد نشرت مقطع فيديو، يوم 9 آذار/مارس الماضي، بواسطة محاميها المقيم في “الولايات المتحدة”، قصّت فيه تفاصيل هربها من الأسر الذي تعيش فيه بـ”دُبي”، وقالت إنها هربت لأنها لا تملك أي حرية خاصة، حتى في التنقل، وأنها لم تغادر “دُبي” منذ سنة 2002.
تم وضع التخطيط التفصيلي للهروب من دولة “الإمارات” لأول مرة في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية، (BBC)، وهو الهروب من “دُبي”، من خلال مقابلات مع أستاذ فرنسي قال إنه ساعدها على التخطيط للهرب، والفريق الفلبيني الذي يقول حاولوا الإبحار بها إلى حياة جديدة.
“لطيفة”، هي ثاني إبنة الشيخ “آل مكتوم”، حاولت أن تهرب من حياة الرفاهية في قفص ثم تختفي بعد تقارير عن الإسترداد. واختطفت شقيقتها الكبرى، “شمسة”، في شوارع “كامبريدغ”؛ بعد فرارها من ملكية سوري في عام 2000، في خطف ظاهر لم يتم التحقيق فيه بشكل كامل من قِبل الشرطة البريطانية.
أسباب الهروب من الأسر..
قالت “لطيفة”، في شريط فيديو مسجل قبل محاولة هروبها، أنها حاولت في السابق مغادرة “الإمارات” وعمرها 16 عامًا، ولكن تم القبض عليها عند الحدود وسجنت لمدة ثلاث سنوات وتعرضت للضرب والتعذيب.
وصرحت “لطيفة”، في الفيديو الذي وصلت مدته إلى 40 دقيقة، أنها عانت من الضرب والأسر طوال حياتها بسبب أن والدتها “جزائرية” وليست من النساء الشهيرات بنسبهن العريق، وأن والدها “حاكم دُبي” لا يكّن لها أو لأخواتها اللواتي في مثل حالتها أي مشاعر أبوية؛ فقط هو يهتم بسمعته.
رجل الأعمال الفرنسي وضابط البحرية السابق، “هيرفي غوبير”، الذي فر من “دُبي” بعد أن واجه مشاكل مع السلطات، بواسطة قارب وأبحر إلى “الهند”.
قال أنه عندما حصل على أول بريد إلكتروني من “لطيفة”، تستجديه بمساعدتها في الفرار من “دُبي”، خشي في البداية من الإعداد. وقال لـ (بي. بي. سي)، أنه لم يصدق قولها في البداية، وطلب منها التحقق من هويتها وبأنها بالفعل إبنة حاكم “دُبي”.
وفي النهاية أقنعته بهويتها، ويقول إنهما راسلا بعضهما لفترة طويلة على الرغم من أنهما لم يلتقيا حتى عام 2018.
وقال إنه في بعض الأحيان كانت مراسلاتهم حول الخدمات اللوجيستية، مثل عندما أخبرته “لطيفة” أنها ستدفع مبلغ 400.000 دولار، مقابل الهرب.
وأشار “غوبير” أنه ساعدها بعد أن تأكد من سوء معاملة والدها لها، وقمعها طوال حياتها.
الفرار تحت علم أميركي..
وقالت الفنلندية، “تينا غاوياينن”، واحدة من أقرب أصدقاء “لطيفة”، وهي شريك في القفز بالمظلات ومفتاح لخطط الهروب الخاصة بها، أن “لطيفة” تقطن في سجن ملكي وصفته بأنه “مجمع فخم؛ لكنه قهري”.
وأضافت “غاوياينن”، لـ (بي. بي. سي)، أن “لطيفة” غيّرت ملابسها ونظاراتها الشمسية، وسافرا عبر الحدود إلى “عمان”، ثم إنطلقا إلى البحر. واجهوا رحلة مرهقة بطول 26 ميلاً بواسطة قارب قابل للنفخ، حيث كان “غوبرت” ينتظرهما في يخت. الذي قال إنه كان يبحر تحت علم أميركي، على أمل أن يقوم بأية محاولة للوقوف في حادث دولي، وقد خططوا للذهاب إلى “غوا” في “الهند”.
واستطردت “غاويانين” تفاصيل رحلة الهرب قائلة؛ منذ المرحلة الأولى من الرحلة إلى اليخت كانت الأمواج حوالي متر ونصف، والرياح تندفع نحونا؛ لذا أستغرق الأمر عدة ساعات قبل وصولنا إلى القارب.
وكانت “لطيفة” قد أكدت، في الفيديو الخاص بها، إنها كانت تستعد للعقوبة الشديدة إذا تم القبض عليها.
وأوضحت صحيفة (الغارديان) البريطانية؛ أن شقيقتها الكبرى قد هربت لأكثر من شهر في رحلة إلى “إنكلترا”، في عام 2000. ووفقًا لرسالة أرسلتها إلى محامٍ في “المملكة المتحدة”، تم تهريبها إلى خارج البلاد بناء على طلب والدها بعد إحتجازها في “كامبريدغ”.
وقالت “لطيفة”، في فيديو لها، إن أختها كانت تعيش في “سجن طبي”، يتبعها ويراقبها الممرضون في جميع الأوقات. وقالت إنها ترى مصير أختها بمثابة تحذير.
المصير المجهول..
وقد راسلت “لطيفة”؛ الناشطين المحتجزين في “دُبي”، وتواصلت مع وسائل الإعلام، آملةً أن يحميها الجمهور. لكن يبدو أنها لم تحظ برد يذكر. فقد كانت ترسل رسائل بريد إلكتروني إلى المراسلين ولم يرد أحد عليها. لم يكن أحد يصدقها، لذلك بدت يائسة وحزينة.
وقيل لـ”هيئة الإذاعة البريطانية” أنه بعد مرور أيام، تمت مداهمتهم وتمت السيطرة على “لطيفة”. لم يتم مشاهدتها علنًا منذ ذلك الحين. ويقول أصدقاؤها إنهم لم يسمعوا عنها، وتم إغلاق حسابها على (إنستغرام).
ولم يعلق الشيخ “محمد”، وحكومة “دُبي” على المزاعم التي قدمتها “هيئة الإذاعة البريطانية”، في الفيلم، أو رد على طلب (الغارديان) بالتعليق. ونقلت الصحيفة عن مصدر مُقرب من “حكومة دُبي” قوله إنها: “مع عائلتها” و”تقوم بعمل ممتاز”.