خاص : ترجمة – لميس السيد :
كرر “دونالد ترامب” إدعاءه بأن “أسامة بن لادن”، الذي قُتل من قِبل “البحرية الأميركية”، في آيار/مايو 2011، كان من المفروض أن يتم القبض عليه في وقت مبكر، وألقى اللوم في ذلك على “باكستان”؛ وخصومه السياسيين في الداخل.
واتهم “ترامب” سلفه، “بيل كلينتون”، بـ”إفتقاده السداد” في قتل الزعيم الإرهابي، مضيفًا أن “الولايات المتحدة” دفعت لـ”باكستان”، مليارات الدولارات، “ولم تخبرنا أبدًا أن (بن لادن) كان يعيش هناك. حمقى !”.
مهمة كانت شديدة الصعوبة..
في ضوء ذلك؛ رأت صحيفة (الغارديان) البريطانية أن تفاصيل خطة القبض على “بن لادن” كانت شديدة الصعوبة، بالرغم من أنه كان شخصًا مشهورًا ووجه مألوف لكل العالم بسبب جرائمه الإرهابية.
قالت الصحيفة البريطانية؛ أن زعيم تنظيم (القاعدة) كان يتحصن في منزل ليس له صلة بالعالم الخارجي، لدرجة أن لا أحد يتصل به سوى خادم خاص وعدد قليل من أفراد العائلة؛ كان يدخل ويغار مقره الخاص والسري، وأن كبار الأشخاص في منظمته لم يعرفوا مكانه قط.
وأكدت (الغارديان) أن العثور على “بن لادن” استوجب عمليات تحقيقات صبورة جدًا؛ مع وجود عدد كبير من الأدلة، وجمع كميات هائلة من المعلومات، أدى في النهاية إلى النتيجة، التي ساعد عليها القدرة التقنية والعسكرية لإطلاق مثل هذه الغارة، من خلال تراكم سنوات من التعلم والتطوير من قِبل “وكالة المخابرات المركزية” الأميركية و”القوات الخاصة الأميركية”.
محاولات منذ التسعينيات ولكن المعوقات كانت متعددة..
وعن مزاعم “ترامب”، حول فشل “كلينتون” في إصطياد “بن لادن”، قالت الصحيفة البريطانية أنه كانت هناك عدة حالات في أواخر التسعينيات؛ عندما اقترحت “المخابرات الأميركية” وجود قائد (القاعدة) في بقعة ما في “أفغانستان”.
وتُسلط الصحيفة الضوء على الأضرار الجانبية للغارات التي كانت تستهدف زعيم (القاعدة) في كل مرة، من وجود أشخاص وأطفال في المناطق المحيطة للهجوم وهو ما كان يعني إرجاء إطلاق الصواريخ. وفي مناسبة أخرى، في أيلول/سبتمبر 2000، زعم اتسطلاع “طائرة بدون طيار” أنه تعرف على مكان زعيم (القاعدة) على الأرض، ولكن كانت المشكلة، وقتها، أن “الطائرات بدون طيار” الأميركية كانت غير مسلحة لضرب الأهداف.
وربما كانت أفضل فرصة للقبض على “بن لادن”، في عام 1996، عندما تم طرده من “السودان”، الذي كان يحاول كسب تأييد “واشنطن”، وقتها، لكن “بن لادن” وقتها كان مجرد أولوية ثانوية كشخصية إرهابية بالنسبة لـ”الولايات المتحدة”، في ذلك الوقت، وتراجع المسؤولون بشأن ما يجب فعله حياله، وسُمح له بالسفر إلى “أفغانستان”.
من المؤكد أن “الولايات المتحدة” قد دفعت مليارات الدولارات لـ”باكستان”، ويبدو من المرجح للغاية أنه لم تكن هناك معلومات استخباراتية مهمة حول مكان وجوده وصلت إلى الـ”سي. آي. إيه” من جنرالات البلاد أو القادة المدنيين.
من ناحية أخرى؛ صدقت الصحيفة البريطانية على مزاعم “ترامب”؛ بأن “الاستخبارات الباكستانية” كانت ربما تحمي “بن لادن”، ورجحت أنها لعبت لعبة مزدوجة مع “الولايات المتحدة”.
وهذا يعني أنه؛ بينما كانوا يدعمون “حركة طالبان” في “أفغانستان”، التي يرون أنها مفيدة، فقد كان “جهاز المخابرات الباكستانية” مستعدًا للتعاون مع “الولايات المتحدة” ضد المتطرفين الذين يعتبرونهم تهديدًا أيضًا، والذين يحصلون من وراء القبض عليهم على مكافآت مجزية.