خاص : كتبت – هانم التمساح :
أعلن المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء “عبدالكريم خلف”، عن تشكيل فريق عمل برئاسة وزير الداخلية لملاحقة العابثين بالأمن العام.
وقال “خلف”، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية؛ إن الحكومة شكلت فريق عمل برئاسة وزير الداخلية، “ياسين الياسري”، لملاحقة العابثين بالأمن العام، مؤكدًا أنه: “صدرت أوامر بإتخاذ إجراءات فورية من القيادات المسؤولة في المناطق بعدم السماح بقطع الطرق وغلق الجسور والمدارس ودوائر الدولة؛ وبدأ تنفيذ هذا القرار من قِبل قائد العمليات”.
كما أضاف أن جزءًا كبيرًا من العابثين بالأمن أعلنوا حل أنفسهم، “ولكن هذا لا يعفيهم من العقوبات والملاحقة، تحت بند تعطيل عمل الدولة”، مبينًا أن: “هذه الأفعال تُعد جريمة مشهودة يُعاقب عليها القانون بقوة وعقوباتها ثقيلة”.
إشارة لـ”الصدر”..
وكان زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، قد أعلن، الثلاثاء، بعد سلسلة من الإعتداءات التي نفذها أنصاره على المتظاهرين، في “بغداد والنجف وكربلاء”، قد حل (القبعات الزرقاء).
وشهدت الأيام الماضية تصُدر المجرم، “إسماعيل حافظ اللامي”، الملقب بـ”أبودرع”، مرة أخرى للساحة السياسية وبصحبته مجموعة من رجال (جيش المهدي)، سبق واتهمهم النظام السياسي ذاته بإرتكاب جرم قانوني؛ وقالت إنهم: “متهمون بالتزوير والإستيلاء على الممتلكات والسرقة والإبتزاز والمساومة”، وهو ما دفع مراقبون إلى أن يفسروا كلام المتحدث العسكري عن “العابثين” الذين إرتكبوا جرائم وقامو بحل أنفسهم؛ بأنه إشارة إلى (القبعات الزرقاء)، التي يتزعمها ويوجهها “مقتدى الصدر”.
وشهد “جنوب العراق” تطورات متسارعة بعدما دعت مجموعات من الحراك الاحتجاجي في البلاد إلى تظاهرة حاشدة في “بغداد”، رفضًا لسلوك ما يُعرف بـ (أصاحب القبعات الزرقاء) من أنصار “الصدر”، الذين نزلوا إلى ميادين التظاهرات لتفريق المتظاهرين، بعد أن إندسوا بين المتظاهرين كأنهم منهم ومؤيدين لمطالبهم، فيما توافد مئات الطلاب على ساحات الاعتصام في محافظتي “ذي قار” و”الديوانية”.
وشهدت محافظة “كربلاء”، المجاورة، انتشارًا لعناصر غير معروفة تحمل السلاح، وسط محافظة “كربلاء”، لمنع المتظاهرين من غلق الشوارع.
ودعت ما تُعرف بـ”تنسيقيات الحراك الطلابي في العراق”، إلى تظاهرة حاشدة تتوجه إلى “ساحة التحرير” وسط لمساندة المتظاهرين السلميين.
وجاءت هذه الدعوة عقب إستيلاء (أصحاب القبعات الزرقاء)، من أتباع (التيار الصدري)، على “المطعم التركي”، كما دعت هذه التنسيقيات إلى رفع شعارات رافضة لتكليف “محمد توفيق علاوي” لرئاسة الوزراء.
في الوقت ذاته؛ أعلن محافظ “النجف” اتفاقه مع قيادات (التيار الصدري) على سحب (أصحاب القبعات الزرق) من ساحة الاعتصام في المحافظة.
وبدأت مخيمات الاحتجاج في “بغداد” و”جنوب العراق” الانقسام إلى مجموعات منفصلة، وذلك إثر تأييد الزعيم الشيعي، “مقتدى الصدر”، تكليف “محمد توفيق علاوي” تشكيل الحكومة، مما دفع مجموعات ترتدي “القبعات الحمراء” لمواجهة “القبعات الزرقاء”، وجعل البعض يتخوف من الإقتتال الداخلي قبل حل (القبعات الزرقاء).
تفريق المحتجين بالسلاح..
وبعد تمكن القوات الأمنية العراقية، الأربعاء، من إعادة فتح الجسور والطرق في العاصمة، “بغداد”، خلال النهار، اندلعت مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية ليلاً في ساحات “بغداد”، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات إختناق، جراء رمي الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع.
إلا أن المواجهات إنطلقت، فجر الخميس، إلى مدينة “الناصرية”، مركز محافظة “ذي قار”، (جنوب البلاد)، حيث عمدت القوات الأمنية إلى تفريق المحتجين بالسلاح.
وأفادت مصادر باستخدام أسلحة متوسطة من قِبل قوات (سوات)، بالقرب من “جسر النصر” في المدينة.
وكانت مصادر محلية قد أفادت، ليل الأربعاء، بإصابة 17 شخصًا بحالات إختناق نتيجة استخدام القوات الأمنية القنابل المسيلة للدموع بكثافة، في محاولة منها للتقدم بإتجاه “ساحة الخلاني” لإعادة المتظاهرين إلى “ساحة التحرير”، وسط “بغداد”.
كما أشارت إلى أن القوات الأمنية حاولت تفريق المتظاهرين في “ساحة الخلاني” مستخدمة بنادق صيد؛ مع حدوث عمليات كر وفر بين الأمن والمتظاهرين قرب “جسر السنك”.
حديث عن إحباط مخطط إرهابي خطير..
في المقابل؛ أعلنت (خلية الصقور) الاستخبارية، التابعة لـ”وزارة الداخلية”، عن إحباط ما وصفته بـ”أخطر مخطط إرهابي” لاستهداف القوات الأمنية والمتظاهرين في “بغداد” وبعض المحافظات.
وقال مدير عام استخبارات مكافحة الإرهاب ورئيس (خلية الصقور) الاستخبارية، “أبوعلي البصري”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية، مساء الأربعاء، إن (خلية الصقور) تمكنت من إحباط أخطر عملية إرهابية خُطط لها للقيام بتفجيرات تستهدف القوات الأمنية والمتظاهرين في “بغداد” والمحافظات.
كما أضاف أن: “الهدف من هذه المُخططات إثارة الفوضى والإقتتال الداخلي لحصد المزيد من الأرواح البريئة وتدمير الاقتصاد الوطني”، بحسب تعبيره.
إلى ذلك؛ أعلن أنه: “تم اعتقال المسؤول عن التوجيه والتنفيذ لـ (داعش)، للمجموعة المكلفة بالعملية الإرهابية”، مبينًا أن الإرهابي المعتقل هو أحد أبرز القادة بالتنظيم الإرهابي.
يُذكر أن حوالي 500 شخص قُتلوا في المظاهرات التي إندلعت، منذ الأول من تشرين أول/أكتوبر الماضي، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، ومكافحة البطالة، قبل أن تتحول إلى المطالبة بعزل النخبة الحاكمة التي يصفها المحتجون بأنها فاسدة وإنهاء التدخل الأجنبي في البلاد، وتشكيل حكومة مستقلة بعيدًا عن الأحزاب والمحاصصة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.