خاص : ترجمة – آية حسين علي :
ينبهر العالم بـ”الروبوتات” التي تقوم بمهام اجتماعية، ويؤكد العلماء أنها سوف تُصبح واقعًا خلال العقود القليلة المقبلة، نظرًا لقابليتها لإكتساب طباع بشرية أكثر، لكن هذه “الروبوتات” لها وجه خفي؛ إذ تمثل خطورة على خصوصية وأمن الأشخاص.
ولتبسيط الأمر: هل تسمح لشخص غريب بدخول بيتك ؟.. ماذا لو كان هذا الشخص إنسان آلي ؟، هل تسمح لغرباء بإلتقاط الصور الشخصية لك ؟.. ماذا لو طلب منك “روبوت” ذلك ؟.. من المؤكد أن إجاباتك على كل هذه الأسئلة ستكون بالنفي؛ حتى وإن كُنت غير مدرك تمامًا للخطر الذي تُمثله هذه الأجهزة على حياتك ومعلوماتك.
قدرة رهيبة على تجميع البيانات..
أجرت شركة الأمن المعلوماتي، (كاسبر سكاي)، وخبراء من جامعة “خنت” البلجيكية؛ دراسة كشفت أن “الروبوتات” يمكنها استخراج معلومات حساسة بكفاءة من الأشخاص الذي يثقون بهم، كما خلصت الدراسة إلى أن “الروبوتات” لها تأثير كبير على قرارات كثير من الأشخاص، وفي عالمنا، يزداد الإعتماد على التشغيل الآلي، “الأتمتة”، واستخدام الأنظمة الروبوتية القادرة على توفير خدمات ذات طابع اجتماعي شيئًا فشيئًا في المصانع والمنازل، وأشارت عدة دراسات إلى أنها سوف تنتشر على نطاق أوسع بحلول منتصف القرن الحالي بين الطبقات صاحبة القوة الشرائية الأكبر.
وركز البحث على تأثير “الروبوتات” المصممة والمبرمجة للتفاعل مع الأشخاص باستخدام قنوات مشتركة، مثل اللغة والتواصل غير اللفظي، وأجريت الدراسة على 50 شخصًا؛ واكتشف الخبراء أن هذه “الروبوتات” قادرة على التوغل في مناطق محظورة واستخراج معلومات حساسة عن بعض الأشخاص؛ إذ وضع أحد “الروبوتات” بالقرب من مدخل أمني لمبنى به شقق سكنية ومكاتب، حيث لا يسمح بالمرور سوى ببطاقة عبور، ورغم أن أغلبية الأشخاص رفضوا السماح للجهاز الآلي بالدخول، إلا أن 40% منهم سمحوا له، وعندما أصبح “الروبوت” موزعًا لطلبات “البيتزا”، من أحد المطاعم المشهورة، سمح له أغلبية الأشخاص بالدخول دون السؤال عن سبب وجوده.
معلومة كل دقيقة..
بينما ركز الجزء الثاني من البحث على إمكانية استخدام “الروبوت” في استخلاص معلومات شخصية من الأشخاص خلال محادثة ودية يجريها مع أحدهم، وكشف الباحثون أن معدل المعلومات التي تحصل عليها الآلة وصل إلى معلومة كل دقيقة واحدة.
وخلص الخبراء إلى أن ثقة الناس في “الروبوتات”، وخاصة تلك القادرة على أداء مهام اجتماعية والتفاعل مع البشر، أمر حقيقي، لكن هذا يحمل خطورة كبيرة لأنه يمكن استخدام هذه المهارات في التأثير على قناعات وأفكار الأشخاص تمامًا كما استطاعت الآلات إقناعهم بالإدلاء بمعلومات شخصية حساسة بسهولة وبسرعة، وكلما أكتسبت هذه الأجهزة صفات مشابهة للإنسان؛ كلما أصبحت أكثر قدرة على التعامل معه وإقناعه.
إحذر الأجهزة المنزلية المتطورة !
حذر الباحث الأمني في شركة (كاسبر سكاي)، البريطاني، “ديفيد إيم”، من أن هناك خطورة كبيرة على أمن الناس مرتبطة بعمل “الروبوتات” بشكل فعلي، ورغم أن كثير من هذه الأجهزة المتطورة بشكل كامل لا تزال قيد البحث إلا أن المنازل الحديثة تزخر بالكثير من الأجهزة الإلكترونية.
وأضاف أن الأشخاص لا يهتمون بالحماية الأمنية عندما يتواجدون في إطار عائلي، ولا يدركون خطورة المعلومات الحساسة التي تجمعها هذه الأجهزة عنهم، موضحًا أن هذه الخطورة سوف تتعمق أكثر عندما تتحول الأجهزة المنزلية إلى “روبوتات” قادرة على التفاعل مع الأشخاص، وقد يصل الأمر إلى حد أن تصبح صديقة للمقيمين في المنزل، لأن المطور يصممها من أجل تجميع معلومات حساسة، كما حدث مع مكبرات الصوت الذكية وأجهزة التعلم الذاتي.
ويرى “إيم” أنه لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتأكد من أن البشر يثقون في “الروبوتات” أكثر من ثقتهم في بعضهم البعض، لكن الأبحاث التي أجريت حتى الآن أثبتت أن هذه الأجهزة تكتسب درجة عالية من الثقة قد تُعتبر كافية ليشعر قراصنة المستقبل بأنه لم تُعد هناك حاجة إلى البحث عن نقاط ضعف من أجل تنفيذ عمليات الاختراق.