بغداد – كتابات
لم تفلح إذا زيارة الرئيس العراقي برهم صالح إلى مقر مكتب الأمين العام لعصائب أهل الحق في بغداد الجمعة ومطالبته التريث في التصعيد تجاه التواجد الأمريكي وترك الأمر إلى مجلس النواب ليقرر ما يشاء.
إذ سرعان ما خرج الخزعلي، مستغلا توجه صالح إلى جولة خارجية حيث القمة الأوروبية العربية في شرم الشيخ المصرية لمدة يومين ومن بعدها إلى العاصمة الفرنسية، ليصعد من موقف العصائب تجاه الولايات المتحدة.
أصر الخزعلي على تنفيذ تعليمات سفير إيران في العراق إيرج مسجدي بالتصعيد ضد واشنطن دون انتظار لعقد مجلس النواب أولى جلساته مع بداية الفصل التشريعي الثاني في الخامس من آذار / مارس المقبل.
الخزعلي تحدى أمريكا علانية بتصريحات تلفزيونية، السبت 23 شباط / فبراير 2019، مؤكدا أن “العصائب” تعارض الوجود الأمريكي في العراق، سواء كان على شكل قوات مسلحة أو قواعد عسكرية؛ لأن هذا الوجود لا يخدم سوى أمريكا ومصالحها في المنطقة، على حد قوله.
ثم أكد الرجل، أن العراق “لم يعد يحتاج إلى هذا الوجود العسكري الأمريكي الذي لم يأتِ أصلاً لدعمه وتقويته، خاصة وأن العراق بعد اندحار داعش صار أقوى سياسياً وعسكرياً ومجتمعياً”.
بعدها دخل مباشرة إلى بيت القصيد في محاولة لابتزاز الولايات المتحدة بأنها إذا أصرت على موقفها العدائي التصعيدي ضد إيران، فإن عليها أن تدرك أن تواجدها وقواتها غير مرحب به في العراق.
فذهب يقول إن “هناك مبدأ يحكم الموقف العراقي الرسمي منذ عام 2003، وهو أن يتخذ العراق سياسة الحياد ولا ينحاز إلى أحد المحاور الإقليمية أو الدولية، ونحن نتمسك بهذا الحياد، والضغوط الأمريكية أضعف من أن تجبر الحكومة على موقف معين يتعلق بـ”صفقة القرن” أو غيرها “، على حد قوله.
أكثر درجات التصعيد، ما هدد به الخزعلي التواجد الأمريكي، بقوله إن حركة عصائب أهل الحق تؤمن بالمقاومة المسلحة للاحتلال الأجنبي،لكنه سرعان ما تذكر مطالبات صالح بتخفيف حدة الخطاب كي لا يضع رئاسة الجمهورية في حرج أمام الإدارة الأمريكية، فذهب للقول إن المقاومة ليست عسكرية فقط، وإنه إذا كانت أوضاع اعراق تسمح بالعمل السياسي فإنهم في العصائب يفضلون الانخراط فيه كما يفعلون حالياً، مع الوقوف القوي ضد النفوذ الأمريكي في البلاد.
هي تصريحات تؤكد نية التيارات المحسوبة على إيران في العراق التصعيد ضد التواجد الأمريكي إذا ما أصرت واشنطن توريط العراق وإلزامه بالعقوبات الأمريكية على إيران.