خاص : ترجمة – محمد بناية :
أجتمع رؤساء جمهوريات، “إيران” و”تركيا” و”وروسيا”، باعتبارها دول (آستانه) المحورية، بمدينة “أنقرة” التركية.
وكانت مناقشة الوضع في “إدلب” السورية، ووقف إطلاق النار في المناطق الأربع، والتقدم في المسار السياسي عبر الحوار (السوري-السوري) طبقًا لقرار “مجلس الأمن” رقم 2254، ومسألة اللاجئين، وأخيرًا استكمال لجنة إعداد الدستور السوري؛ من أهم محاور هذا الاجتماع.
ورغم لقاءات الرؤساء الثلاث المنفصلة ومناقشة القضايا الثنائية، لكن ركزت التغطية الإعلامية على المحادثات المتعلقة بالأزمة السورية. وكانت الدول الثلاث قد أجرت، على مدى العامين الماضيين، عدد من المفاوضات على مستوى الوزراء ونوابهم في مدينة “آستانه” بدولة “كازخستان”، واتفقت القيادات الثلاث على الحد من التوتر ووقف إطلاق النار في المناطق السورية باعتباره أهم حلول الحرب الأهلية في البلاد. بحسب صحيفة (المبادرة) الإيرانية الإصلاحية.
معادلات معقدة..
الآن باتت الأطراف الثلاث على مشارف الوصول إلى اتفاق سياسي لإنهاء الحرب، وتعقيد المعادلات على الصعيد الميداني السوري بشكل واضح، مع الأخذ في الاعتبار للتطورات الأخيرة في “سوريا” وتقدم الجيش السوري في استعادة المناطق المختلفة، وكذلك مسألة الوجود العسكري التركي في الشمال السوري.
وبالتزامن مع الوجود الروسي في المشهد السوري، وعودة ورقة التطورات لصالح “دمشق” بسبب المشاركة الإيرانية المؤثرة، سعت “موسكو” للوصول إلى نوع من الموازنة بين الأطراف المشاركة بالحربالأهلية.
من جهة أخرى، بادرت “تركيا”، إزاء التهديد الجيوسياسي لحدودها الجنوبية، إلى مهاجمة المناطق الشمالية السورية، ورغم أن الهجوم حظي في البداية بقبول “الولايات المتحدة” و”رسيا” العلني، لكن بالنهاية اتفقت “واشنطن” و”أنقرة” بشأن “وحدات حماية الشعب”.
في السياق ذاته، تحول الوضع في “إدلب” إلى عنصر مُحدد في الحرب الأهلية السورية. ورغم إعلان “روسيا” و”سوريا”، العام الماضي، عزمهما القيام بعميلات شاملة لاستعادة آخر معاقل المعارضة في “إدلب”، لكن مازالت “تركيا” و”الولايات المتحدة” و”أوروبا” وبعض دول المنطقة؛ تقاوم إزاء وجود الجيش السوري في هذه المنطقة.
ويعتقد عدد من الخبراء أن استعادة “إدلب”، بعد توطيد مكانة “بشار الأسد”، سيكون بمنزلة النصر لـ”الأسد” وإجهاض مساعي الأطراف المناوئة لـ”إيران” و”روسيا”.
نتائج إيجابية للتعاون الثلاثي..
في ظل بقاء محافظة “إدلب” باعتبارها القاعدة الرئيسة للمتمردين والإرهابيين في “سوريا”، وتعارض وجهة النظر التركية مع “إيران” و”روسيا” إزاء مسار التطورات، فقد أعلن الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، بعد لقاء نظيره التركي، “رجب طيب إردوغان”، على هامش الدورة الخامسة لاجتماعات قيادات دول (آستانه): “لحسن الحظ حدثت تطورات جيدة على صعيد تطوير التعاون بين البلدين في المجالات الدفاعية، مع توفير أجواء مناسبة لتطوير التعاون وتبادل الخبرات، من ثم فسوف يستمر التعاون (الإيراني-التركي) على صعيد تأمين الحدود المشتركة والإقليمية”.
وأضاف: “كان للتعاون الثلاثي بين، إيران وتركيا ورسيا، نتائج إيجابية على استقرار سوريا والمنطقة، حيث حالت الاتفاقيات بين الأطراف الثلاث دون وقوع كوارث إنسانية بالمناطق المختلفة”.
كذا التقى الرئيس الإيراني نظيره الروسي، “فلاديمير بوتين”، وناقش الجانبان آخر التطورات الميدانية في “سوريا”. ويقال إن أحد أهم محاور المباحثات الثنائية بين الجانبين؛ هو مسألة تدشين “سويفت كود” مشترك بين “طهران” و”موسكو” بغرض التخفيف من وطأة “العقوبات الأميركية”.
الموضوع المفتاحي : لجنة كتابة الدستور..
من القضايا المهمة، في اجتماع الأطراف الثلاثة، والتي ستكون ذات تأثير كبير على إنهاء الحرب الأهلية السورية، كما يقول الخبراء هي لجنة كتابة الدستور السوري؛ والتي من المقرر أن تحدد ملامح المسار السياسي المستقبلي في “سوريا”.
ولقد كانت هذه المسألة هي أحد الموضوعات الخلافية المثيرة للتطورات المتعلقة بالأزمة السورية، وما تزال عالقة إلى الآن رغم مرور سنوات.
وطبقًا للاتفاقيات سوف تشتمل هذه اللجنة على عدد 150 شخص، على أن يكون الثلث من “سوريا”، والثلث الثاني من المعارضة، وعلى أن تحدد “الأمم المتحدة” ماهية الثلث الأخير.
ورغم تصريحات مبعوث “الأمم المتحدة” الخاص بالشأن السوري، قبل أشهر، بشأن بطلان لجنة الدستور دون تنسيق “الأمم المتحدة”، لكن يعتقد المراقبون أن استكمال لجنة الدستور، وكذلك توضيح وضع “إدلب”، من أهم موارد إنهاء الأزمة في “سوريا”.