“الجمهورية الإيرانية” .. وتداعيات العلاقات “التركية-السعودية” !

“الجمهورية الإيرانية” .. وتداعيات العلاقات “التركية-السعودية” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تحظى العلاقات “التركية-السعودية” بأهمية متزايدة بالنظر إلى تأثير البلدين في مسار التطورات بالشرق الأوسط، وقد ترفع هذه العلاقات من متسويات الأمان في منطقة “غرب آسيا”، وقد تُمثل سدًا منيعًا في مواجهة القوى فوق الإقليمية، حال التعاون مع “الجمهورية الإيرانية”؛ بحسب تقرير “برهام بوررمضان”؛ المنشور على موقع (المركز الدولي لدراسات السلام) الإيراني.

ويعمل البلدين في مسار العلاقات بنظرية اللازم والملزوم؛ بدليل أنه لا بديل للدولة التركية من التعاون مع دول المنطقة للتغلب على الأزمات الاقتصادية؛ خلال السنوات الأخيرة.

من جهة أخرى، بمقدور “السعودية” الحد من تأثير تداعيات الأزمة اليمنية والعودة إلى عصر السيطرة من خلال مد جسور التعاون الإقليمية على أبعاد واسعة. لكن هذه المقالة تبحث عن إجابة للسؤال التالي: ما هي فرص وعقبات العلاقات بين البلدين ؟

الفرص..

01 – تُصارع الدولة التركية مؤخرًا العديد من الأزمات الاقتصادية، لكن التنمية المتزايدة في مجال الصناعة الدفاعية يوحي بإمكانية تطوير التعاون بين البلدين في هذا المجال.

وهذا الأمر ينطوي على رسالتين، الأولى: اشتراك “السعودية” في تنمية الصناعات الدفاعية التركية، وثانيًا: تقوية البلدين قد يقوي الأمن الإقليمي.

02 – إرتقاء العلاقات بين البلدين، قد يجعل منهما أطراف هامة بالمنطقة والقيام بدور أفصل في الأزمات الإقليمية، وهذه المسألة قد تُفيد في خفض تكاليف السياسة الخارجية الإيرانية.

التحديات..

01 – قضية “خاشقجي”: من القضايا التي كانت أحد عناصر توتر العلاقات “السعودية-التركية”، مقتل الصحافي؛ “جمال خاشقجي”، بداخل القنصلية السعودية في “إسطنبول”؛ عام 2018م، لذلك استدعى الفصل الجديد من العلاقات بين البلدين إحالة ملف الجريمة إلى “السعودية”.

مصدر الصورة: إندبندنت

02 – “الإمارات العربية المتحدة”: البعض يعتقد أن تطبيع العلاقات الإماراتية مع “الكيان الصهيوني” كان الهدف منه بناء دولة إماراتية قوية صامدة أمام “تركيا”؛ والسبب هو الفكرة السلبية للقيادة الإماراتية عن “تركيا” والمنافسة على النفوذ في عموم المنطقة من الخليج وحتى “القرن الإفريقي”.

لكن وإلحاقًا لما سبق ذكره؛ سوف نتحدث فيما يلي عن تأثيرات تطوير العلاقات بين البلدين على أمن “الجمهورية الإيرانية”:

من المنظور العسكري: “تركيا”؛ من الناجية الجغرافية، جار شمالي لـ”الجمهورية الإيرانية”، و”السعودية” جار جنوبي. وإنطلاقًا من الأساس الأميركي للصناعات الدفاعية في البلدين، فإن العلاقات العسكرية بين البلدين بصدد التطور والاتساع. وقد تُهدد التطورات الإقليمية الميدانية من الجنوب والشمال المجتمع الإيراني، وهذا الأمر يتطلب تغيير النظرة الدفاعية الإيرانية.

من المنظور الاقتصادي: مستوى العلاقات الاقتصادية المرتفع بين البلدين يستدعي طرح “السعودية” كمستورد للسلع التركية من مختلف المجالات.

وتمتلك “السعودية”؛ باعبتارها قائد العالم العربي، قدرة متزايدة في الدول العربية، الأمر الذي يستتبع تقوية الوجود التركي في العالم العربي أيضًا. وهذا لو حدث سوف تفقد “الجمهورية ا لإيرانية” وجودها في الأسواق العربية؛ بسبب عدم القدرة على منافسة المنتج التركي.

من المنظور السياسي: المدارس الدينية في “السعودية” ذاتها سبب بلورة أفكار الإسلام السياسي الراديكالي، وهذه الأفكار ما تزال تُجاور “الجمهورية الإيرانية” من الشرق ونجحت في اختراق “منطقة القوقاز”.

وهناك مخاوف من إنتاج مثل هذه الأفكار في “تركيا” مع نشاط القوى الراديكالية؛ مثل (داعش) وغيرها وتزداد تهديدات الأمن القومي الإيراني.

النتيجة..

لطالما كانت “المملكة العربية السعودية”؛ باعتبارها ذات سيادة إقليمية، دولة صديقة لـ”الجمهورية الإيرانية”، وهذا المسار سوف يزداد قوة مستقبلًا، لكن هناك عقبات أمام تطبيع العلاقات بين البلدين.

ولو نناقش المسألة على مستوى البلدين فقط؛ فإن المشكلة قابلة للحل، لكن المشكلة تكمن في تدخل بعض القوى الإقليمية وفوق الإقليمية في هذه المسألة، ونأمل بالإشارات الأخيرة أن تبدأ القوتان الإقليميتان؛ (الإيرانية والسعودية)، فصلًا جديدًا من العلاقات الثنائية.

في المقابل؛ قد تتسبب “تركيا” بسياساتها المائية في خلق تحديات على مستوى العلاقات مع “إيران”، لكن تمتلك البلدان فرص استثنائية لتقوية العلاقات.

وفي الختام؛ لابد من القول إن العلاقات “السعودية-التركية”، تعمل بشكل إيجابي على أمن المنطقة، لكن بالقطع سوف تنطوي على تبعات سلبية بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة