خاص : ترجمة – محمد بناية :
إتخذ العاهل السعودي، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، موقفًا غير منطقيًا بالمدح والثناء على أداء ابنه. فلم يولي أدنى أهمية، في كلمته السنوية، للسيرة السوداء لابنه وتجاهل تمامًا الفضائح المتعددة لابنه؛ ولم يتحدث عن الأزمات الناجمة عن مقتل، “جمال خاشقجي”، و”الحرب اليمنية” والهزيمة الثقيلة للتحالف السعودي.
سيرة سوداء عصية على غسيل السمعة !
وبحسب افتتاحية صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية، يمكن تقييم أداء الملك السعودي بالسعي للتغطية على فشل وجرائم، “محمد بن سلمان”. لكن السؤال الرئيس: هل يعتبر سلوك “سلمان” بمثابة دعم ومساعدة لابنه لإنقاذه من التهلكة ؟.. الحقيقة أن “بن سلمان” لا يملك في سيرته السوداء أي نقطة إيجابية طوال فترة نشاطه، وإنما تحول بشكل عملي إلى العضو الأكثر نفورًا في أسرة “آل سعود” الفاسدة، ولا يحظى بأي ثقل حتى بين الأمراء والمسؤولين السابقين واللاحقين.
حتى داخل “الولايات المتحدة الأميركية”، (التي أساءت استغلال النزعة السيادية “لابن سلمان” أسوأ استغلال)، ثمة شكوك حقيقة ملموسة حيال استمرار الوضع الحالي، لكن التخوف الرئيس في مسألة إتخاذ قرار أميركي نهائي ينصب بالأساس على التكلفة، وكيف يمكن المحافظة على مكاسب وأطماع “أميركا ترامب” عبر حلب الأبقار السعودية.
وبالعروج على السيرة السوداء لـ”بن سلمان”، باعتباره وزيرًا للدفاع ووليًا للعهد، وجرائمه في “الحرب اليمنية” البلهاء، يمكن بسهولة إدارك أن “البلاط السعودي” الفاسد، لاسيما الملك وابنه الشرير، مثل النعام تدفن رؤوسها في الثلج وتحيا عمدًا في حماقة وجهل وكأن الحادثة لم تحدث، والبلاط السعودي يستطيع الفخر بولي للعهد مجرم مثل، “بن سلمان”. علاوة على ذلك؛ تجدر إضافة الاستثمارات السعودية الخاسرة في “البحرين والعراق وسوريا وأفغانستان” إلى مجموع هذا الفشل.
خيانات وخيابات..
لقد مهد السعوديون بتشكيل عشرات التنظيمات الإرهابية، وتحميل الأمم العربية والإسلامية بالمنطقة شتى أنواع الجرائم والجنايات؛ الطريق للأميركيين والصهاينة بإرتكاب مثل هذه الخيانات التي تجعل من وجوه أسلافهم الخونة بيضاء.
من يصدق أن ولي العهد السعودي سوف يعلن يومًا، بكل وقاحة، أن “فلسطين” لم تعد أولوية للعالم العربي ؟.. من دار بخلده يومًا أن يلعب، حكام السعودية، بشكل علني بنرد الحب مع المحتل الصهيوني بل ويمارسون الضغوط على الآخرين لطي نفس طريق الخيانة ؟.. ومن يستطيع الدفاع عن السيرة السوداء وجرائم “سلمان” وابنه في قتل الشعوب العربية وتدمير البلدان العربية والإسلامية ؟.. حتى أقرب حلفاء “الرياض” قد فقد القدرة على الاستمرار في التعاون مع هذه الجرثومة الفاسدة.
وحاليًا يتلقى “دونالد ترامب” تحذيرات من مستشاريه بشأن ضرورة الإنفصال عن “سلمان” وابنه، وإذا كان يمكن فهم سياسة “ترامب” والمماطلة بغرض دعم السعوديين، فمازال هذا الدعم مستمرًا بغية تجاوز أزمة حيثية “أميركا”.
إن سلوكيات “ترامب”، البلهاء، في ملف مقتل “خاشقجي”؛ هو بمثابة منعطف في العلاقات “الأميركية-السعودية”، حيث يعاني الطيف المناصر للبلاط العربي الفاسد نوعًا من التناقض المخجل في القول والفعل، بل إن أبرز حلفاء السعوديون في الملفات الإهابية، مثل “تركيا وقطر”، لا يحملون حاليًا أي ثقل أو وزن للسعوديين.
والفضائح الإعلامية؛ وتلك الصادرة عن المسؤولين الأتراك بشأن أحداث قتل “خاشقجي” هي مؤلمة نسبيًا بالنسبة للسعوديين العاجزين، حتى اللحظة، عن هضم وإدراك أبعاد الكارثة التي كانوا سببًا فيها. إن انقلاب “بن سلمان” على الأمراء والمسؤولين البارزين المعارضين لسياساته البلهاء، خلق فجوة أعمق وبات الخطر يتهدد حتى “سلمان” نفسه. إن تعاطف وتضامن الملك المعاق لابنه الشرير في مثل هذه الظروف القاسية هو إجراء ممكن.