25 أبريل، 2024 8:36 ص
Search
Close this search box.

محلل إسرائيلي : “البيت الأبيض” يحمي ولي العهد السعودي من الغضب العالمي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يتابع المحللون الإسرائيليون تطورات التحقيق في اغتيال الصحافي السعودي، “جمال جاشقجي”، وتداعياتها الخطيرة على مستقبل ولي العهد السعودي،”محمد بن سلمان”، وأهم ما يشغل الإسرائيليين في هذا الشأن؛ هو موقف الرئيس، “دونالد ترامب”، والكونغرس الأميركي من نتائج التحقيق.

ولقد نشر موقع (وللا) العبري مقالاً للمحلل الإسرائيلي، “غاي إلستر”، تناول فيه موقف الرئيس الأميركي الداعم للأمير، “محمد بن سلمان”، الذي يواجه غضب المجتمع الدولي.

“ترامب” يمنح الحماية لولي العهد..

يرى “إلستر” أن رئيس “الولايات المتحدة” يرفض التخلي عن ولي العهد السعودي رغم تورطه الواضح في مقتل “خاشقجي”، حيث يمنحه قدرًا كبيرًا من الحماية في هذه الأيام، التي ساءت فيها مكانته، لكن هناك أمورًا أخرى مثل الضغط الذي يمارسه “الكونغرس” وغضب الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، والمكائد التي تُدبر داخل القصر الملكي في “الرياض”، ستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل “بن سلمان”، ذلك الشخص المغامرة والمتهور.

التحالف مع الرياض لخدمة مصالح واشنطن وتل أبيب !

يقول المحلل الإسرائيلي؛ لقد اختار الرئيس، “دونالد ترامب”، شعار (أميركا أولاً) ليستهل به بيانه حول مقتل الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، وهو أهم شعار يستخدمه لتبرير استمرار العلاقات مع “الرياض”.

مُضيفًا أن تلك العلاقات أصبحت تواجه مشكلة غير مسبوقة منذ، الـ 2 من تشرين أول/أكتوبر الماضي، وهو اليوم الذي تم فيه تعذيب وقتل “خاشقجي”، الذي كان يكتب مقالات في صحيفة (واشنطن بوست) ينتقد فيها ولي العهد السعودي الحالي. ولأن “ترامب” يرفع شعار (أميركا أولاً)، فقد أوضح أنه سيتم الحفاظ على التحالف مع “الرياض”، لأن ذلك يخدم أيضًا مصالح “إسرائيل”.

“خاشقجي” ينتمي لـ”جماعة الإخوان”..

لم يتضمن البيان، الذي أصدره الرئيس الأميركي مؤخرًا، فرض عقوبات جديدة على “المملكة السعودية” أو على ولي عهدها الشاب، “بن سلمان”، بل إن الرئيس “ترامب” منحه مزيدًا من الحماية، حيث صرح بما لم يصرح به أي مسؤول رسمي سعودي؛ فقال إن “خاشقجي” كان يُعتبر “معاديًا للدولة”، لأنه كان عضوًا في “جماعة الإخوان المسلمين”.

مُوضحًا بأن ذلك لا يبرر إرتكاب تلك “الجريمة البشعة”، لكنه حاول في الوقت نفسه التقليل من كشف حقيقة تورط “بن سلمان” في مقتل الصحافي، فقال: “ربما نعم وربما لا”. وأضاف الرئيس الأميركي أنه ربما لا يمكن اكتشاف كل تفاصيل الاغتيال المروع، وفي كل الأحوال فإن التحالف مع “المملكة السعودية” أهم من كل شيء.

الكونغرس سيفرض عقوبات..

إن كثيرين من أعضاء الكونغرس لا يفكرون بنفس منطق الرئيس “ترامب”، ولذلك فقد أعربوا عن دهشتهم من بيانه الذي صدر بعد نشر أجزاء من تقرير وكالة الاستخبارات المركزية عن مقتل “خاشقجي”، وهو التقرير الذي يؤكد – بحسب الكاتب الإسرائيلي – تورط ولي العهد، البالغ من العمر 33 عامًا.

ومع اجتماع “الكونغرس” الجديد، في كانون ثان/يناير المقبل، عندما يسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب، فإن المشرعين الأميركيين سيعملون على فرض مزيد من العقوبات على “الرياض”، وربما حتى على الملك المُنتظر.

“ترامب” سيكون عاجزًا عن الحماية..

كان “ترامب” قد أعلن أن أعضاء الكونغرس لديهم حرية التحرك في مسار منفصل، لكنه أكد أنه سيعارض المبادرات التي ستضر بالمصالح الأمنية الأميركية، حيث يخشى “ترامب” أن يتم استبدال “واشنطن” بـ”روسيا” و”الصين”، المتعطشتين لغزو مزيد من الأسواق.

ولكن ربما لن يكون بوسع “ترامب” إيقاف تشريع يعاقب “المملكة السعودية”، في ظل تعاون أعضاء جمهوريين بارزين في “مجلس الشيوخ” – ومنهم مقربين من “ترامب”، مثل “ليندسي غراهام” – مع خصومهم الديمقراطيين.

ومثلما تمت معاقبة “روسيا”، بعد تورطها في انتخابات في عام 2016، فهناك احتمال قوي أن يبقى “ترامب” وحيدًا ودون تأثير في تلك القضية أيضًا.

مقتل “خاشقجي” هو القشة التي قصمت ظهر الغرب..

بالنسبة للأمير “بن سلمان”، فإن دعم الرئيس الأميركي يُعد مهمًا له في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها. فولي العهد، الذي قام بكل ما يحلو له منذ وصول والده إلى السلطة، في عام 2015، يواجه حاليًا أصعب اختبار لحُكمه الذي لم يتحدد بعد بشكل رسمي.

فإذا كان الغرب قد غفر له الحرب الدموية التي شنها في “اليمن”، وقمعه لنشطاء حقوق الإنسان وللمعارضين، بالإضافة إلى حصاره لـ”قطر”، فإن مثل هذا القتل البشع لـ”خاشقجي”، الذي كان يكتب مقالات لصحيفة أميركية مرموقة، لا يمكن السكوت عليه في أي مكان، سوى “البيت الأبيض”، الذي يسكنه “ترامب”.

إذ قامت الدول الأوروبية بتجميد صفقات الأسلحة لـ”السعودية”، وتمت مقاطعة أكبر منتدى اقتصادي في “الرياض”، كما أصبحت الشكوك تزداد يومًا بعد يوم في الروايات الرسمية السعودية.

قمة مجموعة العشرين هي أمل “بن سلمان”..

من المقرر أن يشارك الأمير، “بن سلمان”، في “قمة مجموعة العشرين”، التي ستنعقد الأسبوع المقبل في “الأرجنتين”. ومن المرجح أن يقوم “ترامب” و”بوتين” – الذي يأمل في التحالف مع “المملكة السعودية” – بمصافحة الأمير الشاب والتحدث معه، كما يفعل الحكام المستبدون الآخرون، مثل الرئيس الصيني، “شي جين بينغ”.

وإذا مرت تلك القمة دون مواقف محرجة لولي العهد السعودي، فإن ذلك سيعزز من مكانته في وقت تتراجع فيه شرعيته في الداخل. ولكي يظل “بن سلمان” حاضرًا في المشهد دون أن يكون منبوذًا، فعليه أن يُظهر للغرب أن هناك تغييرًا، مثل إنهاء الحرب الفاشلة في “اليمن”؛ أو إيقاف الحصار المفروض على “قطر”، أو الإمتناع عن مغامرات عسكرية أو قمع معارضيه على الأقل في الوقت القريب. لكن بالنظر إلى تصرفات “بن سلمان”، خلال السنوات الأخيرة، لا نعتقد أن شيئًا من ذلك سوف يحدث.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب