التسوق عبر الإنترنت .. لبيع المضمون أم لتسويق المجهول ؟

التسوق عبر الإنترنت .. لبيع المضمون أم لتسويق المجهول ؟

خاص : كتبت – آية حسين علي :

بات التسوق عبر “الإنترنت” أمرًا أساسيًا في عصرنا هذا، فبدلًا من تضييع الوقت والجهد في البحث في المحال التجارية أصبح في إمكانك فتح هاتفك الذكي وكتابة ما تريد على أي محرك بحث تفضله لتنهال عليك الخيارات غير المحدودة، ليس فقط من بلدك؛ وإنما من بلاد كثيرة بعيدة أو قريبة منك، كما يمكنك بسهولة مقارنة العروض للحصول على المنتج الأفضل والسعر الأنسب لك.

هل يمكن القول بأن “التسوق الإلكتروني” فرصة كاملة المميزات وخالية من أي سلبيات ؟.. من خلال التجارب الواقعية يمكن الرد بـالنفي، لأنك من المؤكد سوف تحصل في كل تجربة على بعض المميزات والعيوب أيضًا، ويرجع هذا الأمر إلى المتجر الذي تتعامل معه، إلى جانب أمور عدة سوف نسرد لك جزءًا منها.

أسأل عن المتجر قبل الشراء..

صرح استشاري التسويق الرقمي والمدرب المعتمد بغرفة جدة، “إبراهيم البحراوي”، لـ (كتابات)، بأن الاختلاف في الجودة بين الصور المعروضة على “الإنترنت” والمنتج الحقيقي يرجع إلى المتجر الذي نقوم بالشراء منه، لذا يجب أن نسأل أنفسنا هل هذا الموقع معروف وله اسم مشهور أم أنه حديث يعتمد على تقديم أسعار مغرية ؟.. كذلك يعود السبب أيضًا إلى وجود مصور محترف يتمكن من إبراز جمالية مظهر المنتج كي يبدو وكأنه ذو جودة عالية، ويتكرر هذا الأمر عادة في المتاجر الحديثة التي تعتمد على الدخول إلى السوق من خلال طرح السعر الأقل.

ونصح “البحراوي”، الراغبين في الشراء عبر “الإنترنت”، بمراجعة آراء الناس في المنتجات التي يقدمها المتجر، والتأكد من إمكانية الإسترجاع والإصلاح والصيانة، وعمل بحث مسبق عن المتجر قبل النظر إلى المنتج نفسه أو سعره وقياس ما إذا كان هذا المتجر يخشى من أن تتأثر سمعته بردود الفعل السلبية أم لا، مشيرًا إلى أن كل هذه الأمور تعتبر مؤشرات مهمة، لذا فهي ضرورية لضمان الحصول على أفضل جودة، وأوضح أن المسوق عمومًا وظيفته إبراز جمال المنتج وإبعاد كل العيوب الخاصة به، ومن بين الطرق التسويقية المتبعة إظهار أهمية المنتج، وكثير منهم يقدمون أسعارًا مغرية ووعودًا واهية، ومن هنا تأتي أهمية الحرص على التعرف على آراء المشترين السابقين في المنتج والمتجر.

آفاق جديدة للشركات لتسويق منتجاتها..

أضاف “البحراوي”، مؤسس أكاديمية التسويق الإلكتروني، أن التسويق الإلكتروني يفتح آفاقًا جديدة لكل الشركات والهيئات والأشخاص للوصول إلى عملاء جدد من الشرائح المستهدفة بشكل احترافي، لكن على الجانب الآخر، في حالة الخطأ فإنه يكون معرضًا لهجوم كبير من جانب الجمهور دون رحمة، لذلك فإن المتاجر التي تدخل مجال التسويق الإلكتروني دون أن تكون جاهزة بالدرجة الكافية للتعامل مع الجمهور وخدمة العملاء بشكل جيد؛ فإنها تنتهي حتى قبل أن تبدأ، لأن المشروعات الفاشلة لا تستطيع الاستمرار والتقدم والتعامل مع مشكلات مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن “التسويق الإلكتروني” هو الأقل في التكلفة مقارنة بالطرق الأخرى، ويستخدم بعض المسوقين تقنيات معينة لكسب أكبر عدد من الزوار وبالتالي زيادة العائد.

المعاينة قبل الإستلام..

قال المترجم والصحافي، “محمود عباس”، بناء على تجاربه السابقة، لـ (كتابات)؛ إن التسوق عبر “الإنترنت” وسيلة مستحدثة للحصول على السلع بجهد أقل، مشيرًا إلى أنها وسيلة إيجابية، لكن ثمة ضرورة لمعاينة المنتج بشكل جيد أثناء استلامه، ونصح برفض استلامه في حالة اكتشاف أنه غير مطابق للمواصفات المعروضة على المتجر الإلكتروني، وبهذا يمكن تلافي الخسارة.

تجارب إيجابية..

وقالت “سحر أحمد”، (أم لطفلين)، لـ (كتابات)؛ إنها تفضل الشراء عن طريق “الإنترنت”، مع الحرص على التعامل مع متاجر مضمونة وعلامات تجارية معروفة، مؤكدة أنها غالبًا ما تحصل على المنتجات بنفس الجودة التي طلبتها.

وأضافت أنها تلجأ إلى المتاجر الإلكترونية توفيرًا للوقت والجهد، وفي بعض الأحيان من أجل الحصول على منتجات لا تستطيع إيجادها في المتاجر العادية، وتنصح أصدقاءها بتجربته، مشيرة إلى أنه من بين السلبيات حدوث تغييرات في السعر ومواعيد التسليم، وهو أمر يحدث في أغلب الأحيان إلا قليلًا.

اختلاف الجودة مخيب للآمال..

بينما قالت الطالبة بكلية طب الأسنان، “سلمى محيي”، لـ (كتابات)؛ إن لها تجارب مختلفة في الشراء من الصفحات الموجودة على موقع التواصل الاجتماعي، (فيس بوك)، مشيرًة إلى أن 2 من كل 5 تجارب لها مع هذه الصفحات كانت مخيبة للأمال؛ إذ وجدت اختلافًا كبيرًا في الجودة بين ما كان معروضًا وما حصلت عليه في النهاية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة