27 نوفمبر، 2024 7:41 ص
Search
Close this search box.

الإعادة القسرية .. تضع “الروهينغا” في مأزق مع سلطات “بنغلاديش” !

الإعادة القسرية .. تضع “الروهينغا” في مأزق مع سلطات “بنغلاديش” !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

اكتسبت خطط إرسال اللاجئين من “روهينغيا” إلى “ميانمار”، يوم الخميس، زخمًا؛ حيث وردت تقارير عن تجمع القوات المسلحة البنغلاديشية في مخيمات “كوكس بازار” والإدعاءات بأن السلطات تعرضت لإعتداءات من جانب الروهينغيين لرفضها التعاون.

وتحرك الجيش والشرطة والقوات شبه العسكرية في العديد من المخيمات، حيث يعيش أكثر من 700.000 في مخيمي “الروهينغا”، بعد فرارهم من حملة العنف التي كانوا يتعرضون لها في بلادهم، “ميانمار”، إذ تم وصفها بـ”الإبادة الجماعية” من قِبل لجنة تقصي الحقائق الأممية، التي قام بها “جيش ميانمار”، في آب/أغسطس 2017.

وقال “كدار القدر”، وهو لاجيء من “الروهينغا”، يبلغ من العمر 29 عامًا، الذي يقطن في مخيم “غامتولي”، إن العديد من العائلات، حتى تلك التي لم تكن ضمن القائمة التي وافقت عليها “ميانمار” للعودة، اختفت.

وقال “القدر”: “الجيش موجود في كل ركن من مخيمات غامتولي وهاكيمبا، يجلس ويتفحص الناس ولا يسمح لهم بالتنقل بين المخيمات”. موضحًا أن الناس خائفون جدًا من مغادرة منازلهم أو حتى تناول الطعام.

وتابع: “وقد غادر البعض بنا في منتصف الليل باستخدام مسارات سرية لمخيمات أخرى، وخاصة في كوتوبالونغ”.

وقال “غاني”، (30 عامًا)، وهو من الروهينغيين الذين يعيشون في المخيم 14، إن الوجود الأمني قد تضاعف خلال اليومين الماضيين في عدة مستوطنات، مما رفع الذعر بين “الروهينغا”.

وقال: “عندما تغرب الشمس، تأتي الفرق الأمنية إلى كل نقطة دخول في المخيمات ولا تغادر حتى الصباح.. الناس يفرون ويقضون أيام وليال في الغابة أو غيرها من المخيمات”.

الإعادة القسرية تهدد بتقسيم العائلات..

كانت هناك أيضًا تقارير عن مسؤولين في معسكر “بنغلاديش”، والمعروفة باسم (CICs)، تشير إلى إعتداء على “الروهينغا” الذين رفضوا التعاون في شريط فيديو، وزعم “عطا أولاه”، وهو زعيم “الروهينغا” في “Chakmarkul”، معسكر 21، أنه تعرض للضرب المبرح في مكتب ضابط (CICs)، “بعصا كبيرة”.

وقال: “لقد داسوا على رقبتي بأرجلهم.. يمكنك أن ترى من وجهي كيف تعرضت للضرب”.

وهذه أحدث إشارة إلى أن عمليات الإعادة إلى الوطن، التي من المقرر أن تبدأ يوم الخميس، قد لا تكون طوعية، على الرغم من التأكيدات المتعددة لوزير خارجية “بنغلاديش” ومفوض اللاجئين بأنها لن تجبر أي من “الروهينغا” على العودة ضد إرادتهم.

وقالت العشرات من عائلات “الروهينغا”، الذين أجرت صحيفة (الغارديان) البريطانية مقابلات معهم، والذين وضعوا على قائمة تضم 2200 لاجيء “تمت الموافقة” على عودتهم من قِبل “ميانمار” دون موافقتهم، أنهم لا يريدون العودة في ظل الظروف الحالية. وكان كثيرون قد فروا من المخيمات واختفوا، في حين حاول الآخرين الانتحار.

وفي سياق متصل؛ قال “نورول إسلام”، زعيم مجتمع “الروهينغا” في مخيم “أونشيبرانغ” للاجئين، “كوكس بازار”: “في الأسبوع الماضي قال المسؤولون للعديد من العائلات بشدة أنه لن يسمح لهم بالبقاء مرة أخرى في بنغلاديش ويضطرون إلى العودة إلى ميانمار، وقد اختفى جميعهم تقريبًا من أكواخهم في مخيمنا في الأيام الثلاثة أو الأربعة الماضية.. فإنهم خائفون للغاية من العودة إلى بورما. لذلك، لهذا اختبأوا”.

وبالأمس، بدأت المفوضية بإجراء مقابلات مع العائلات المدرجة على القائمة من أجل العودة، لكن المتحدثة باسمها، “كارولين غلوك”، قالت إنه لا يمكن تحديد مكان العديد منها. مؤكدة أنه لا أحد يريد العودة.

الأمم المتحدة تندد..

وأكدت الصحيفة البريطانية، على أن الإعادة القسرية تهدد بتقسيم العائلات. موضحة أن الأسماء التي تم إدراجها على قائمة العودة لن تشمل عائلات كاملة، وإنما أسماء أبناء دون آبائهم والعكس.

وكانت قد دعت “الأمم المتحدة” مرارًا وتكرارًا إلى وقف خطط الإعادة إلى الوطن. وقالت “المفوضية” إنها لن تقوم بتسهيل أو تقديم مساعدة للعودة، بخلاف إجراء مقابلة مع “الروهينغا” على القائمة وتقييم استعدادهم للعودة.

وفي هذا السياق؛ أدانت “ميشيل باتشيليت”، المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة؛ “الإرهاب والهلع” الذي تسببت فيه “ميانمار” للروهينغيين.

وأستنكرت أنه لم يصدر أي بيان حول هذه المسألة من مستشار الدولة في ميانمار، “أونغ سان سو كي”، التي كانت في “قمة الآسيان” في “سنغافورة” هذا الأسبوع.

الإدانة الأكثر صخبًا لأزمة “الروهينغا” جاءت من رئيس الوزراء الماليزي، “مهاتير محمد”، الذي قال: “يبدو أن أونغ سان سو كي تحاول الدفاع عن ما لا يمكن الدفاع عنه”.

وأضاف: “إنهم في الواقع يضطهدون هؤلاء الناس إلى حد قتلهم، القتل الجماعي”.

يُشار إلى أن مسؤولون وعاملون فى مجال الإغاثة، أعلنوا أن عشرات من مسلمي “الروهينغا” في “ميانمار” و”بنغلادش” استقلوا قوارب في محاولة للوصول بها إلى “ماليزيا”؛ مما يثير المخاوف من موجة جديدة من هذه الرحلات البحرية المحفوفة بالخطر بعد حملة على مهربي البشر في 2015.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة