26 يوليو، 2025 10:10 ص

الأكراد والمسيحيون في العراق .. بين الاضطهاد وحلم الدولة

الأكراد والمسيحيون في العراق .. بين الاضطهاد وحلم الدولة

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

حث رئيس كردستان العراق، “مسعود بارزاني”، المسيحيين الذين يعيشون في منطقة “سهل نينوى” الواقعة شمالي العراق، على دعم خطوة انفصال الإقليم، وأكد على أنهم سوف يتمتعون بالأمان في الدولة الكردية التي تسعى للانفصال.

وأضاف أن كردستان تسير في طريق الانفصال, موضحاً: أن “أخواننا المسيحيين سيحصلون على مطالبهم وحقوقهم على كافة المستويات وستتعمق قيم الأخوة والتعايش بين الجميع”.

محاولة لكسب تأييد المسيحيين..

جاءت تصريحات “بارزاني” في محاولة لكسب تأييد المسيحيين قبل إجراء الاستفتاء على انفصال الإقليم.

وكانت الأحزاب الكردية في “إقليم كردستان العراق” قد قررت, في 7 حزيران/يونيو الماضي, طرح قضية الانفصال في استفتاء شعبي من المزمع إجراءه خلال أيلول/سبتمبر المقبل، وهي خطوة قوبلت بالرفض داخلياً على مستوى حكومة بغداد وبالقلق خارجياً على مستوى دولي، ونددت “تركيا وألمانيا والولايات المتحدة” بالقرار الذي اعتبروه من شأنه تأجيج التوتر في البلد العربي.

واستغل “بارزاني” مناسبة إحياء المسيحيين لذكرى مذبحة “سميل”, التي نفذتها الحكومة العراقية ضد الآشوريين عام 1933، وراح ضحيتها ما قدر بحوالي 3 آلاف آشوري، بعد اتهامهم بالتخطيط للانفصال.

الانفصال هو العلاج الوحيد..

جاءت كلمات الزعيم الكردي مطمأنة للمسيحيين في فترة تشهد توتراً بسبب تذكر الأحداث المؤلمة.

وذكر “بارازاني” في خطابه أن المذابح التي حدثت منذ 84 عاماً مرتبطة بالعنف الراهن الذي يشهده سكان المنطقة على يد تنظيم “داعش” الإرهابي، مشيراً إلى أن “العلاج الوحيد لكل الآلام التي عانينا منها والضمان الوحيد لعدم تكرار هذه المآسي هو السير في طريق الانفصال”.

استجابة الأحزاب المسيحية..

من جانبه، أعلن حزب “بيت نهرين”, المسيحي, المشاركة في الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، مشيراً إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة أخرى، خصوصاً بعد تحرير “سهل نينوى” من تنظيم “داعش”.

ويبلغ عدد المسيحيين في “إقليم كردستان” نحو 320 ألف شخص، ويتركز وجودهم بالتحديد في بلدة “عنكاوا”، بينما يمثل المسلمون أغلبية سكان الإقليم بالإضافة إلى الأقليات الأيزدية والتركمانية وعدة فئات دينية وعرقية أخرى.

حلم الدولة..

يسعى الأكراد إلى الانفصال منذ قرنين من الزمان، خاضوا خلالها ثورات مسلحة في تركيا وإيران والعراق من أجل تحقيق حلم الدولة الذي يراودهم باستمرار.

ووفقاً للدستور العراقي فإن “إقليم كردستان” وسلطاته القائمة يعتبر إقليماً اتحادي معترف بجميع التشريعات والقرارات الصادرة من السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية الكردستانية منذ عام 1992.

محاربة “داعش”..

كان “إقليم كردستان العراق” قد نشأ بعد حرب الكويت، عندما انسحبت الأجهزة الإدارية للدولة من محافظات “أربيل ودهوك والسليمانية” ونشأ على إثر ذلك الحكم الذاتي للأكراد، ولم يتأثر الأكراد بما عانته الدولة العراقية خلال الغزو الأميركي بل على العكس حافظ الإقليم على استقراره في زمن الحرب.

وبعد دخول تنظيم “داعش” إلى العراق, ومع بداية المعارك المسلحة لطرده, كان لمشاركة الأكراد من خلال قوات “البيشمركة” أثر قوي في نجاح العمليات العسكرية ضد التنظيم، حتى أنها تعتبر تجربة ملهمة بالنسبة لأكراد سوريا.

اضطهاد الأكراد..

تعرض الأكراد للاضطهاد في أزمنة عديدة، أبرزها عصر الرئيس الراحل، “صدام حسين”، حيث قام بتهجير عشرات الآلاف من الأكراد من العراق ومصادرة أموالهم وإسقاط الجنسية عنهم واتهامهم بالتبعية لإيران، كما نفذ هجوماً كيميائياً على بلدة “حلبجة” الكردية، التي كانت محتلة آنذاك من قِبل إيران، توفي على إثره حوالي 5 آلاف شخص.

كما تسببت حملة “الأنفال” التي خاضها نظام “صدام” ضد إقليم كردستان في ذبح وقتل ما بين 50 ألف و100 ألف مدني، وتدمير 4 آلاف قرية, بالإضافة إلى تفجير عدد كبير من المدارس والمستشفيات داخل الإقليم، ووجهت اتهامات عديدة إلى النظام لاستخدام أسلحة كيميائية في عمليات الإبادة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة