28 مارس، 2024 6:14 م
Search
Close this search box.

فرنسا أمام تحدي جديد .. كيف تتعامل مع المتطرفين العائدين من سوريا والعراق ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تواجه فرنسا أزمة كبيرة في التعامل مع مواطنيها, الذين انضموا إلى جماعات متطرفة في سوريا والعراق، ويقدر عددهم بـ217 بالغاً و54 طفلاً، ويحتاج البلد الأوروبي إلى التأكد من عدم ارتباط العائدين إليها بأي من الأعمال الإرهابية.

السجون ليست حلاً..

صرح أستاذ علم الاجتماع وعضو المركز الوطني للأبحاث العلمية الفرنسي، “جيرالد برونر”، بأنه “توجد مشكلة ولابد من حلها، يمكننا وضعهم في السجون لكن هذا لا يعني بالضرورة أن يتخلوا عن أيديولوجياتهم”.

وقال “برونر” أن المشكلة معقدة, لأنه من المستحيل القضاء نهائياً على فكرة يعتنقها شخص، لكن يمكن تقليل درجة تمسكه بها.

وأضاف “برونر”, الذي ألقى محاضرات بشكل منتظم في المركز، أن سبب الفشل لم يكن برنامج إعادة التأهيل في حد ذاته وإنما في استراتيجية المشاركة الطوعية، والقرار السياسي.

خطط ومبادرات..

وضعت فرنسا عدة خطط وبرامج للقضاء على الأفكار المتطرفة, مثل إنشاء برامج لتقييم نزلاء السجون، كما أطلقت منظمات المجتمع المدني عدة مبادرات لتحقيق نفس الهدف، ومع ذلك يرى “برونر” أنه ينقصها الإرادة السياسية.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، “غيرار كولومب”، إغلاق المركز الوحيد في فرنسا للتعامل مع الأفكار المتطرفة، الذي تم إنشاؤه في 2016 لاستقبال 25 شاباً تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 عاماً، لكنه لم يتعامل سوى مع 9 فقط ولم يكمل أي منهم البرنامج المعد لمعالجة الأفكار المتشددة التي يعتنقوها.

وصرح “كولومب” بأن إغلاق المركز قد يعتبر “فشلاً”, لكن لا يعني التوقف عن محاربة هذه الأفكار، مشيراً إلى أنه تم إنشاء المركز بهدف تعزيز الروح النقدية لدى المشاركين, دون وضع المعتقدات في الاعتبار.

وكانت الخطوة الثانية هو القيام بهذه التجربة, في وسط شبه مغلق, دون أن يكون سجناً، لأن البرنامج هدفه التشجيع وحصل على اهتمام كبير على مستوى دولي.

أعداد المتطرفين لم تكف عن الزيادة..

من جانب آخر، صرح أستاذ العلوم السياسية الفرنسي، “سبستيان روتشي”، بأن أعداد الأشخاص المصنفين باعتبارهم شديدي التطرف لم تكف عن الزيادة, حتى وصلت إلى رقم مهول.

وأشار “روتشي” إلى أن هناك عوامل أساسية يتمتع بها كل شخص متطرف وهي؛ الشعور بعدم الثقة والرفض والخوف، واعتبار العنف أمراً مشروعاً.

وأكد على أنه “من الصعب تعديل سلوك شخص لديه هذه الصفات”, لأنه اكتسب هذه السمات على المدى الطويل وبشكل مكثف وخاصة في المناطق المهملة والمهمشة.

ولا يزال هناك أعداد تتراوح ما بين 600 و700 فرنسي في مناطق الحرب بسوريا والعراق، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية الفرنسية.

تهميش وشعور بالتخبط والضياع..

من النماذج المشهورة في مكافحة الأفكار المتطرفة, بجهود فردية بعيدة عن الحكومة, تبرز “لطيفة بن زياتن”، وهي سيدة فرنسية من أصل مغربي تعرضت لتجربة مريرة مع الإرهاب، إذ قُتل ابنها على يد الإرهابي الفرنسي من أصل جزائري، “محمد مراح”، خلال عملية إطلاق النار في “ميدي بيرينيه” عام 2012, فقررت تكريس حياتها من أجل نشر روح التسامح ومحاربة التطرف والإرهاب وهدر الدماء.

وقالت “بن زياتن” لوكالة الأنباء الإسبانية “إفي”: “عادة لا يذهب المتطرف إلى مراكز معالجة الأفكار المتشددة بنفسه، إنه يشبه مدمن المخدرات، وأحياناً بعد إجبارهم على دخول هذه المراكز يقومون بالهرب أو يعودون إلى نفس الأفكار المتطرفة بعد فترة”.

وشددت على ضرورة الاهتمام بمبدأ تكافؤ الفرص، لأن الشاب الفرنسي, الذي يعود إلى أصول مغربية, لا يقبل بالعمل الذي قَبِل به والده، بل يكون أكثر تطلعاً للدراسة والحصول على فرص أفضل.

وأوضحت السيدة, التي تتواجد بكثرة بين الشباب سواء المسجونين أو الذين ينعمون بالحرية، أن في فرنسا توجد مدارس جميع الطلاب بها من أصل مغربي, لذا لا يشعرون بأنهم مواطنون فرنسيون، ويشعرون بالتخبط والضياع.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب