الأحجار “شبه الكريمة” .. إسلوب جديد للنحت ثلاثي الأبعاد

الأحجار “شبه الكريمة” .. إسلوب جديد للنحت ثلاثي الأبعاد

كتبت –  هناء محمد عبده :

يعد النحت فرعاً من فروع الفنون المرئية، وفي نفس الوقت أحد أنواع الفنون التشكيلية، كما أنه يرتكز على إنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد. ففي الأْصل، كان النقش (أي إزالة جزء من المادة) والتشكيل (أي إضافة المواد كالصلصال). ويمارس هذا الفن على الصخور والمعادن والسيراميك والخشب ومواد أخرى. عٌرف فن النحت منذ قديم العصور نحو “4500 سنة قبل الميلاد”.. منذ عهد الحداثة أدت التغيرات في عملية النحت إلى الحرية في إستخدام المواد والعمليات. ويمكن العمل بكثير من المواد المتنوعة من خلال عملية الإزالة كالنحت أو عملية التجميع كاللحام والتشكيل والصب.. النحت هو فن تجسيدي يرتكز على إنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد لـ”إنسان، حيوان”، أو “أشكال تجريدية”. ويمكن إستخدام الجص أو الشمع، أو نقش الصخور أو الأخشاب. فن النحت هو أحد جوانب الإبداع الفني كما ينتج مجسمات ثلاثية الأبعاد.

فن النحت في الحضارات القديمة..

يعد “فن النحت” من الفنون القديمة قدم الإنسان، فهو أقدم من “فن التصوير” مثلاً. فالإنسان أقدر على التعبير “النحتي” عنه عن التعبير بالرسم. وفن النحت يتعامل مع المجسمات الثلاثية الأبعاد على العكس من الرسم والتصوير الذي يتعامل مع الأبعاد الثنائية.

ويمكننا أن نجد نماذج النحت في الحضارات القديمة بإختلاف أشكالها ومنها في الحضارات الفرعونية والرومانية واليونانية التي نجد فيها فن النحت من أكثر الفنون إنتشاراً وتعبيراً عن الجو المحيط مع إختلاف غرض الإستخدام، وعادة ما كان المقصود من هذه النماذج هو النواحي الدينية للتعبير عن الآلهة المختلفة الخاصة بهم.

“دميريل”.. والنحت على الأحجار “شبه الكريمة”..

ثروت كوجك دميريل (46 عامًا)، الحرفي التركي المقيم في مدينة “قونية”، وسط تركيا، الذي عمل على نحت ورسم مجسمات للكعبة، وقبة مسجد “آيا صوفيا”، وبعض المباني التاريخية، داخل أحجار الخواتم، بأسلوب خاص وفق تقنية ثلاثية الأبعاد.

وخلال مشاركته في أحد المعارض بمدينة “بورصة” غربي تركيا، قال دميريل إن ازدياد أحلام الإنسان تدفعه نحو الإبداع وإنتاج أشياء جديدة.

مضيفاً أنه تلقى تدريبات مهنية في سن مبكرة، على يد عدد من النحاتين والحرفيين في مدينة “قونية”، وبعد أن عمل تسع سنوات، نفذ أعمالًا مختلفة لتحقيق حلمه في إنتاج منحوتات مبتكرة، فأنشأ عام 1992 ورشته الخاصة، ليخوض بعد ذلك التاريخ غمار عالم النحت الإحترافي بمفرده.

وأكّد “دميريل” على أن عالم النحت بكل مجالاته عالم صعب ويحتاج تعلمه إلى جَلد وصبر إضافة إلى روح الإبداع والابتكار، وقال: “تعلمت هذا الفن من قبل شيوخي في قونية.. ثم بدأت تطوير تقنياتي الخاصة في هذا المجال”.

وشدد على أن اختيار المجسم الذي يمكن نقشه على الحجر مسألة في غاية الأهمية، إذ يجب اختيار مجسمات تتلاءم مع نوع الحجر وقدرته على تحمل التفاصيل دون التعرض للكسر، ذلك أن تعرض الحجر للكسر يعني بدء العمل من جديد. مشيرًا إلى أن عمله لا يعتبر من المجالات الشائعة في تركيا.

وكشف “دميريل” عن أن أسعار الخواتم المنقوشة بطريقة ثلاثية الأبعاد تتراوح ما بين “750 ليرة تركية” و”3 آلاف ليرة” (202 –  808 دولار أميركي)، مشيرًا إلى أنه يقوم أيضًا بنحت بعض النقوش وصناعة بعض التصاميم الخاصة وفق رغبة الزبائن.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة