خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
زارت “نانسي بيلوسي”؛ رئيس “مجلس النواب” الأميركي، جزيرة “تايوان”، وسط ترقب أميركي رد فعل صيني حاسم وقوي كما توعد؛ “شي جين بينغ”، رئيس جمهورية الصين الشعبية.
وكانت صحيفة (فايننشيال تايمز)؛ قد نقلت عن ثلاثة مصادر مطلعة قولها: “وفق برنامج الزيارة من المقرر أن تلتقي؛ بيلوسي، اليوم رئيسة تايوان؛ تساي إنغ وين. تأتي هذه الزيارة رغم أن بيان مكتب رئيسة مجلس النواب الأميركي الرسمي قد يذكر اسم جزيرة تايوان في جولة بيلوسي؛ التي تشمل سنغافورة، وماليزيا، وكوريا الجنوبية، واليابان”.
وتعتبر أرفع مسؤول في “الكونغرس” الأميركي يزور “تايوان”، خلال السنوات الـ 25 الماضية. ففي العام 1997م، اتخذ “نيوت غينغريتش”؛ رئيس “مجلس النواب” الأميركي آنذاك، قرار وزيرة تايوان رغم التحذيرات الصينية. لكن زيارة “بيلوسي” تختلف تمامًا؛ بحسب تحليل “محمد حسين لطف إلهي”؛ في تقريره المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية الإصلاحية.
حيث ينطوي موضوع “تايوان” على أهمية كبرى بالنسبة للرئيس الصيني من زاويتين. الأولى تتعلق بمؤتمر “الحزب الشيوعي”؛ في خريف العام الجاري، حيث تُشير التكهنات إلى ترشيح المؤتمر؛ “شي جين بينغ”، لفترة رئاسية ثالثة على التوالي.
وهو بحاجة قبل موعد إنعقاد المؤتمر إلى الظهور كقائد قوي؛ ولذلك يسعى بكل قوة إلى رفع علم: (الهدف المقدس للاتحاد مجددًا مع تايوان).
وتتفاوت وجهات نظر المحللين الأميركيين بشأن رد الفعل الصيني المحتمل. ويعتقد البعض أن الرئيس الصيني لن يقوم برد فعل حاسم كما توعد في ظل الظروف الراهنة، بينما يقول البعض الآخر أن “الصين” وإن لم تُقدم على أي عمل قد يُفضي إلى حرب أو أزمة عميقة في الوقت الراهن، فإنها لن تتورع عن القيام بأي خطوة من شأنها تهديد أمن “تايوان” واستقرار المنطقة.
عقبات على طريق الرئيس الصيني..
كتبت (نيويورك تايمز): “يُصارع؛ شي جين بينغ، أوضاعًا حساسة ومأزومة من المنظور السياسي والاقتصادي، وهو يدخل أزمة تايوان مدعومًا بالقوميين الصينيين، وقد يكون لذلك تداعيات عليه”.
وربما النمو الاقتصادي الصيني قد تأثر بتفشي وباء (كورونا) وفرض حالة الحجر الصحي، كذلك يُمثل ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب تحدي خطير بالنسبة لـ”بكين”.
أضف إلى ذلك أن الهجوم الروسي على “أوكرانيا”؛ ضاعف من مشكلات “الصين” في مجالات الاقتصاد والسياسية والخارجية.
وبالنظر إلى التهديدات والإجراءات التي تزامنت والحديث عن زيارة “بيلوسي” إلى “تايوان”، يبدو أن رد فعل “بكين” المحتمل على هذه الزيارة سيكون استعراض القوة العسكرية تعبيرًا عن الغضب، لكن سيتم السيطرة على ذلك بالنظر إلى العقبات المذكورة سلفًا، حتى لا يتأثر أمن المنطقة والأسواق.
رد فعل عسكري تحت السيطرة..
يقول “تشن دينغ دينغ”؛ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة “غينان” جنوب الصين: “رد فعل الصين المحتمل سوف يتسم بالقوة؛ لكنه سيكون تحت السيطرة. وحتى الآن لم توضح بكين طبيعة رد فاعل على زيارة؛ بلوسي، إلى تايوان”.
وفي اتصال هاتفي مدته ساعتين بين؛ “جو بايدن”، و”شي جين بينغ”، حذّر الرئيس الصيني نظيره الأميركي من خطورة “قضية تايوان”، وأنه يتعين على “الولايات المتحدة” ألا تلعب بالنار.
وبحسب بيان الحكومة الصينية الرسمي، لم يرد في الاتصال الهاتفي أي إشارة مباشرة عن قرار رئيس “مجلس النواب” الأميركي. لكن “شي” أكد ضرورة التعامل مع “الصين الواحدة”، وأن بلاده تُعارض بحسم استقلال “تايوان” وتدخل القوات الأجنبية، وقال: “من يلعبون بالنيران يحترقون وحدهم. وآمل أن يتبنى الطرف الأميركي مبدأ الشفافية تجاه هذه القضية واحترام سياسة الصين الواحدة”.
ووصف “ديفيد غيتر”؛ رئيس مركز الدراسات المتطورة الصيني، هذا التحذير: بـ”المتوسط”، يعتقد أن هذا التحذير لن يعقبه حرب، وقال: “هذه التصريحات لا تعني على الإطلاق رغبة الصين في القيام بعمل جنوني مثل تهديد حياة رئيس مجلس النواب الأميركي بشكل مباشر”.
كذلك توحي تصريحات المسؤولين الأميركيين رغبتهم في التخفيف من حدة التوتر بالتقليل من خطورة زيارة “بيلوسي” إلى “تايوان”.
وقال “جون كيربي”؛ المتحدث باسم الأمن القومي بـ”البيت الأبيض”، في مقابلة مع شبكة (سي. إن. إن) الأميركية: “زيارة قيادات الكونغرس إلى تايوان عادية. وهذا الأمر يتطابق تمامًا والسياسات الأميركية ويتلاءم ودعم الأميركي إلى تايوان”.