“اعتماد” الإيرانية : الحرب في الشرق الأوسط دخلت مرحلة جديدة !

“اعتماد” الإيرانية : الحرب في الشرق الأوسط دخلت مرحلة جديدة !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تدعم “الولايات المتحدة” و”بريطانيا” بشكلٍ شامل عمليات “الكيان الإسرائيلي” على “قطاع غزة”؛ سواءً كان الدعم سياسيًا أو دبلوماسيًا وأحيانًا عسكريًا. وتقدم كلًا من “واشنطن” و”لندن” المساعدات العسكرية إلى “إسرائيل” دون التفكير في العقبات والتكلفة المحتملة؛ حيث يقدمون بقاء “إسرائيل” على كل الأولويات الأخرى؛ بما في ذلك حقوق الإنسان. بحسب ما استهل “حسن بهشتي پور”؛ تقريره التحليلي المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

من “الإبادة الجماعية” في غزة إلى عمليات الحوثي في البحر الأحمر..

لذلك يتغاضى المسؤولون في “الولايات المتحدة” و”بريطانيا” عن مقتل أكثر من: (22) ألف فلسطيني في فترة أربع شهور، منهم أكثر من ألفي طفل. مع هذا لا تحظى هذه الإبادة الوحشية بالأهمية من منظور الأطراف الغربية.

ومواقف هذه المجموعة من الأطراف الفاعلة تُثبّت أن تدعيم وجود “إسرائيل”؛ باعتبارها شريك استراتيجي في المنطقة، يأتي على رأس أولوياتهم.

وفي هذا الإطار يمكن القول إن هجمات (أنصار الله) اليمنية على السفن التجارية الإسرائيلية أو التي تعتزم التوجه إلى الأراضي المحتلة، واضحة الأهداف؛ وكما أعلنت الحركة، فإن هذه الهجمات تُمثل ردًا على الحصار الوحشي الإسرائيلي لـ”قطاع غزة”، والحيلولة دون دخول المساعدات الإنسانية للغزاويين.

وبينما تحول الفلسطينيون إلى أهداف للجرائم المنظمة والممنهجة، فقد ادع البعض أن هجمات (أنصار الله) اليمنية في “البحر الأحمر” و”باب المندب”، والمعابر المائية الحيوية من المنظور الاستراتيجي والتجاري، قد تكون مكلفة للشرق الأوسط والمنطقة ككل، لأن “الولايات المتحدة” لن تسكت وكذلك سائر الحلفاء الغربيين المشاركين في التحالف المعروف باسم: (حارس الرخاء) على هذه الهجمات.

الرد على الادعاءات “الأميركية-الغربية”..

وللرد على هذا الادعاء يجب القول إن على الغرب الانصياع لمطلب (أنصار الله) بشأن إنهاء الإبادة الوحشية للفلسطينيين وإنهاء الحصار على “غزة”، بدلًا من استهداف مواقع (الحوثيين) في “اليمن” تحت مُسّمى استعادة الهدوء في هذه المنطقة الاستراتيجية.

وهذا الادعاء لن يتحقق إلا عبر الضغط على “إسرائيل” للخروج من “غزة” وإنهاء اعتداءاتها. بعبارة أخرى، ضغط “الولايات المتحدة” على (أنصار الله) لوقف عملياتها، في مقابل منح “إسرائيل” الضوء الأخضر للاستمرار في اعتداءاتها هو خطأ كبير ومكلف.

“مغامرة” ضرب اليمن..

فـ”اليمن” يستهدف بالأساس السفن الإسرائيلية أو التي تعتزم الوصول إلى الأراضي المحتلة. ولطالما أعلن “اليمن” استعداده وقف العمليات في “البحر الأحمر” حالما تتوقف “إسرائيل” وتُنهي حصار “قطاع غزة”.

لكن ما نتابع هو قصف “الولايات المتحدة” بالصواريخ مدن “صنعاء والحديدة” وغيرها من المناطق تحت سّيطرة (الحوثيين)، بدلًا من الضغط على “إسرائيل” لوقف الحرب. وهذا الموقف يُثبت عمليًا أن “الولايات المتحدة” وسائر الدول الغربية لا تخشى اندلاع حرب شاملة واسعة النطاق في الشرق الأوسط.

ووفق عقلية هذه المجموعة من الدول الغربية، فإن الهجوم على مواقع (أنصار الله) اليمنية قد يُعيد الهدوء إلى المنطقة، و”البحر الأحمر”، و”باب المندب”. وهذه نظرة ضيقة، إذ تقول الرؤية الأوسع إن عودة الأمن في “البحر الأحمر”؛ وبالتالي الشرق الأوسط، منوط بوقف الهجمات الإسرائيلية على “قطاع غزة”، وأن قصف مواقع (أنصار الله) سيُزيد من التوتر في المنطقة؛ الأمر الذي لا يصب في صالح “أميركا وبريطانيا”.

هؤلاء يربطون مصالح بالمكاسب الإسرائيلية ولن يتراجعوا عن مواقفهم. لكن الشرق الأوسط يُصارع التوتر والأزمات منذ فترة وفي رأيي فالهجمات الأميركية والبريطانية الأخيرة على مواقع (أنصار الله)، ستُفضي إلى حرب شاملة واسعة النطاق. ويمكن توقع أن رد الفعل “الأميركي-البريطاني”، سوف يتسبب في دخول عمليات (أنصار الله) الحربية بالشرق الأوسط مرحلة جديدة.

وعليه يبدو أن أبعاد هذه الحرب لن تنحسّر وإنما سوف تتسع على جبهات مختلفة وتعمق من فرص الاضطرابات. وهذا التصور “الأميركي-الغربي” الخاطيء يُضاهي ادعاءات “إسرائيل” التي تعتقد في قدرته على الإطاحة بـ (حماس) عبر الهجوم على “غزة”، لكن الواقع أثبت عكس ذلك.

صحيح أن “غزة” تعرضت للتخريب لكن (حماس) لم تتوقف. وما يمكن أن يُمهد مجالات استعادة السلام في المنطقة، هو الدبلوماسية والضغط على “إسرائيل” للموافقة على السلام والخروج من “غزة”.

ومن ثم؛ فإن استخدام “الولايات المتحدة” أسلحة غير تقليدية، هو خيار غير منطقي وغير مفهوم من حيث التكلفة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة