استهدافًا للانتخابات العراقية المقبلة .. هجمات “داعش” تتزايد والحكومة تعلن الاستنفار الأمني !

استهدافًا للانتخابات العراقية المقبلة .. هجمات “داعش” تتزايد والحكومة تعلن الاستنفار الأمني !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مع اقتراب إنعقاد الانتخابات العراقية، في الثامن من تشرين أول/أكتوبر المقبل، تزداد الهجمات الداعشية لزعزعة الاستقرار السياسي على الأرض العراقية لإيقاف إنعقادها، وهو ما جعل القوات العراقية تتخذ خطوات مناهضة لذلك، حيث وجه رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي، “عبدالغني الأسدي”، بالاستنفار التام لتأمين الانتخابات المقبلة، مشددًا على ضرورة الاستمرار بملاحقة بقايا تنظيم (داعش) الإرهابي.

وقال “الأسدي”؛ في بيان إن: “الاستنفار الأمني التام يأتي استعدادًا لتأمين الانتخابات المقبلة والعمل ليلاً ونهارًا لإنجاح الخطة الأمنية”، مؤكدًا أن الجهاز يقف بكافة ضباطه ومنتسبه على مسافة واحدة ومحايدة من جميع القوى والكيانات السياسية ومنع التدخل في الشأن الانتخابي.

وشدد على ضرورة رصد ومتابعة كل التحركات المشبوهة التي قد يستغلها العدو لزعزعة الأمن والاستقرار والتعامل بالمعلومة الاستباقية مع الأجهزة الأمنية كافة، مشددًا على: “الاستمرار بملاحقة بقايا تنظيم (داعش) الإرهابية المنكسرة والتي تحاول الحصول على نصر إعلامي بين حين وآخر”.

هجوم على قوة من الجيش..

ومؤخرًا، أفاد مصدر أمني عراقي بأن تنظيم (داعش) قد شن هجومًا على قوة من الجيش في ناحية “العظيم”، شمال شرقي “العراق”، قُتل فيه أربعة جنود.

وقال المصدر لشبكة (RT) الروسية، الأحد، إن: “التنظيم شن، مساء اليوم؛ هجومًا على نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي، في محافظة ديالى، وأسقط أربعة جنود عراقيين”.

وأضاف، أن: “الهجوم شن بالأسلحة المتوسطة والقناصة”.

وأشار إلى أن: “القوات العراقية شنت هجومًا مضادًا؛ وتمكنت من ملاحقة عناصر التنظيم، حيث الأوكار التي يتحصنون بها بين الجبال”.

عصابات منكسرة تحاول تحقيق نصر إعلامي !

وكان المتحدث باسم الجيش العراقي، القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء “يحيى رسول”، قد أعلن، الأربعاء الماضي؛ عن وضع خطط جديدة في مناطق جنوب “كركوك”، وخاصة “منطقة الرشاد”، فيما أشار إلى أن عصابات (داعش) الإرهابية منكسرة وتحاول تحقيق نصر إعلامي.

وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية: إن “عصابات (داعش) الإرهابية تحاول أن تستغل الوضع الراهن؛ والإقبال على الانتخابات في محاولتها زرع الفتنة بين مكونات الشعب، لاسيما في محافظة كركوك التي تتمتع بتعدد القوميات”.

وأضاف، أن القائد العام للقوات المسلحة العراقية، وجه في اجتماع طاريء للأمن الوطني، بأهمية الاستمرار بعمليات الملاحقة لعصابات (داعش) الإرهابية وعدم إعطائهم فرصة للقيام بأي عمل إرهابي.

وأشار إلى أن عصابات (داعش) الإرهابية، تُعاني بشكل كبير؛ وهي منكسرة وتحاول تحقيق نصر إعلامي، مبينًا، أن: “حادثة الرشاد؛ لن تمر بدون عقاب صارم، والقوات المسلحة لديها خطط جديدة ضمن مناطق جنوب كركوك، خاصة منطقة الرشاد”.

وأكد، أن: “القيادة العسكرية تعمل على تأمين الانتخابات، حيث وضعت خطة دقيقة تضمن الحرية والسلاسة للعملية الانتخابية”.

خطط إستراتيجية للتأمين..

وكشف المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء “يحيى رسول”، في 06 أيلول/سبتمبر الحالي، عن خطط إستراتيجية لتأمين المناطق الفاصلة بين ثلاث محافظات، فيما أشار إلى أن الخرق الأمني في “كركوك” لن يمر بدون عقاب.

يُذكر أن رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة، “مصطفى الكاظمي”، قد قال: “إننا لن نغمض أعيننا، ولن ننام قريري الأعين حتى القضاء على آخر إرهابي في العراق”.

وأضاف رئيس الوزراء العراقي – خلال افتتاح النصب التذكاري (نصب الشهداء) لأبطال جهاز مكافحة الإرهاب، وفقًا لوكالة الأنباء العراقية، الثلاثاء الماضي، أن شهداءنا هم فخر “العراق”، مؤكدًا أن افتتاح النصب التذكاري يأتي تخليدًا ووفاءً لذكرى شهداء جهاز مكافحة الإرهاب الأبطال وعرفانًا لملاحمهم.

قوات الأمن العراقية قادرة على مكافحة بقايا “داعش”..

كما قال الرئيس العراقي، “برهم صالح”، إن قوات الأمن العراقية بمختلف تشكيلاتها، من الجيش و(الحشد الشعبي) و(البيشمركة): “قادرة على مكافحة بقايا (داعش)”، حسب وكالة الأنباء العراقية.

ونقلت الوكالة عن الرئيس، “برهم صالح”؛ قوله إنه يُريد أن تكون الانتخابات، المقرر إجراؤها في البلاد الشهر المقبل، قادرة على تحقيق الإصلاح، مشيرًا إلى أن العراقيين يتطلعون لدولة: “قوية قادرة على تحقيق الحقوق”.

وأكد “صالح” أن بلاده قادرة على النجاح في تنظيم الانتخابات، داعيًا جميع القوى السياسية والاجتماعية إلى: “دعم خيار الناخبين في اختيار ممثليهم”.

رسالة تفيد بوجوده في المشهد الأمني..

عن هذا الموضوع؛ يقول المستشار في المركز “الأوروبي” لدراسات مكافحة الإرهاب، الدكتور “عماد علو”: “حذرنا في وقت سابق من أن التنظيم الإرهابي سيُصعد من وتيرة هجماته كلما اقتربنا من موعد الانتخابات البرلمانية، في تشرين أول/أكتوبر المقبل، ذلك أن التنظيم يحاول الاستفادة من الأضواء الإعلامية المسلطة على العراق، كي يوصل رسالة مفادها أنه ما زال رقمًا صعبًا في المشهد الأمني العراقي”.

وتابع “علو” بالقول: “هناك تنسيق بين مفارز التنظيم الإرهابي للقيام بعمليات متزامنة في عدد من المناطق، في إطار إستراتيجية الاستنزاف التي أعلن عنها التنظيم في وقت سابق، والتي تهدف إلى إنهاك القوات الأمنية العراقية، الأمر الذي يسهل القيام بعمليات إرهابية في المناطق الرخوة”.

وأضاف “علو” قائلاً: “يحاول التنظيم الإرهابي طرق أبواب المدن العراقية، منذ مدة بعيدة، خصوصًا العاصمة، بغداد، ولاحظنا ذلك في منطقة الطارمية شمالي، بغداد، فحصول عمليات إرهابية داخل المدن أمر وارد جدًا، كما سيحاول التنظيم استهداف المراكز الانتخابية أو الأجهزة الأمنية التي تحمي تلك المراكز”.

الحصانة من حساب العسكريين تفتح شهية “داعش” للهجمات..

المحلل السياسي والمتابع لتطورات الأمن العراقي، “نجم القصاب”، يقول أنه لم يكن مستبعدًا أن يحدث تنظيم (داعش) خروقات أمنية في بلاد خسر فيها دولته المزعومة قبل أربع سنوات.

وأكد أيضًا أن الانتهاكات الأمنية التي يُحدثها (داعش) تأتي أغلبها في ظل وجود قيادات عسكرية داخل المفاصل الأمنية أوصلتها: “الأحزاب والعشيرة”.

ويرى أن غياب المهنية وعدم التدرج الوظيفي في شغل المهام والمسؤوليات؛ انعكس سلبًا على الأداء العسكري ومخرجات الأمن واستقرار الأوضاع.

مضيفًا أن إنهيار المدن على يد (داعش)، وما بعدها من خروقات؛ لم تخرج التحقيقات التي أجرتها الأجهزة المختصة بما: “يُثلج الصدور” في الكشف عن المقصر ومدى تقصيره.

واستدرك بالقول: “الحصانة من العقاب للقادة العسكريين يفتح شهية (داعش) على المزيد من الهجمات”.

وحذر “القصاب” من الأجندات: “التركية والإيرانية”؛ ورغباتهما في محافظة “كركوك”، التي تُحاول إرجاع الأوضاع فيها إلى المربع الأول.

ورجح “القصاب” أن تشهد مناطق مشابهة لتركيبة “كركوك”؛ خروقات أمنية مستقبلاً لتنظيم (داعش)، كلما اقترب موعد الانتخابات. في إشارة منه إلى محافظة “ديالى”، شرق العاصمة، “بغداد”.

خلط الأوراق وإثارة الضغائن..

ويربط الخبير الأمني، “فاضل أبورغيف”، هجوم “كركوك” الأخير بجوانب سياسية ومشاريع انتخابية من خلال تحريك الإرهاب صوب تلك المناطق.

وقال “أبورغيف”؛ إن: “تنظيم (داعش) دائمًا ما يتصيد نقاط الهشاشة والضعف، ليس الأمنية فقط؛ وإنما السياسية وتقاطع المواقف، خصوصًا خلال الأزمات ليستغلها بتصعيد خروقاته الإرهابية”.

وكما يعرف الأغلب أن “كركوك” منطقة يُدور حولها الجدل وتختلط فيها الإدارات المحلية، وحتى الدولية، لذا فإن الإرهاب يحاول من خلال التطورات الأخيرة في المشهد الانتخابي؛ خلط الأوراق وإثارة الضغائن بين المكونات الاجتماعية.

وشدد الخبير الأمني على ضرورة إبعاد المناطق الساخنة، من بينها “كركوك”؛ عن الصراعات الانتخابية والسياسية التي تقف وراء تلك الخروقات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة