خاص : ترجمة – آية حسين علي :
بات الصراع السياسي الداخلي في “إيران” في أخطر مراحله.. وإلى جانب الخلاف في الآراء بين الرئيس، “حسن روحاني”، و”الحرس الثوري”، لا يزال الشعب الإيراني ينتظر من الرئيس تحقيق وعوده الانتخابية والإنتهاء من الأزمات الاقتصادية، في وقت وصلت فيه الأزمة إلى أعلى مستوياتها.
وفجرت أزمة “الحجاب الإجباري”؛ أزمة اجتماعية أخرى تنضم إلى قائمة الأزمات التي باتت التحدي الأكبر أمام مجتمع يشعر بأن حريته مقيدة بسبب القوانين الصارمة، التي يفرضها النظام الإسلامي في إيران، بحسب صحيفة (البايس) الإسبانية.
أجواء مليئة بالصراعات..
ذكرت المحامية والناشطة الإيرانية، “نسرين ستوده”، أن توقيع الاتفاق النووي الإيراني خفف من خطورة وقوع حرب ضد إيران؛ و”خلق مناخًا من الهدوء ساعدنا في القيام بالأنشطة الحقوقية للدفاع عن حقوق الإنسان، لكن الآن وبعد إنسحاب واشنطن من الاتفاق سوف نعيش أجواء مليئة بالصراعات”.
وتعد “ستودة” أحد أهم النشطاء الذين يناضلون من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان، وتعرضت للسجن بسبب عملها، وعندما حاولت الصحيفة الإسبانية الاتصال بها عدة مرات دون أن ترد؛ توقع الصحافيون الكثير من الأمور السيئة، لكنها أوضحت لهم بعدها أنها ذهبت لاستقبال السيدة، “شابارك شاخاريزده”، عند خروجها من السجن، التي كانت قد سُجنت بسبب قيامها بخلع الحجاب في مظاهرة تندد بإجبار السيدات على إرتداءه.
إيران لم تلتزم بالاتفاق النووي..
ذكرت “ستوده” أنه لا توجد حكومة في العالم تتعهد بأمور في اتفاق عالمي ثم تقوم بتجاهل بنوده، مؤكدة على أن الحكومة الإيرانية وقعت على الاتفاق النووي، لكنها استمرت في تطوير برنامجها النووي. وتابعت: “كل ما نريده هو أن تلتزم جميع الأطراف بما تم الاتفاق عليه”.
وأضافت أن إيران تفتقر إلى النقاش والإستماع إلى الرأي الآخر وحرية التعبير، مشيرة إلى أنه “في أوروبا يتمتع السياسيون بالتوازن؛ لأن المثقفين لديهم حرية انتقادهم، لكن المناخ في إيران لا يسمح للمثقفين بتحذير الحكومة من خطورة القيام ببعض الممارسات”.
تهم سياسية لمن يندد بالحجاب الإجباري..
ذكرت الناشطة الإيرانية أن الحكومة تبحث عن أشخاص لتعتقلهم من أجل تبرير تصرفاتها، وإثبات أن العالم كله يقف ضدها.
وأضافت: “لا أعرف كم عدد من تظاهروا ضد الحجاب الإجباري وكم منهن تم اعتقاله، لكن كثيرات يقبعن تحت مراقبة الشرطة، وتم الحكم على إثنين منهن بالسجن لمدة عام وعامين، هما؛ مريم شارياتمادري، ونرجس حسيني؛ بتهمة محاولة “نشر الفساد في الأرض” وتهديد السلام المجتمعي”.
وأوضحت أنه عند اعتقال السيدة، “شابارك شاخاريزده”، للمرة الأولى، منذ 3 أشهر، قيل عنها أنها جاسوسة لأن ابنها يدرس في المدرسة الإيطالية، ووجهت هذه التهم لكثيرات غيرها لأسباب واهية رغم أن أغلبهن سيدات منزل أو يعملن في أعمال مكشوفة للجميع، وهو ما يضحد كل هذه الاتهامات الفاشلة.
تضييقات على المحامين..
أشارت “ستوده” إلى أن العالم ينظر إلى هذه الأمور بقلق، لكن ما يسبب القلق فعليًا هو توجيه اتهامات سياسية لكل من يعارض ممارسات الحكومة، وأضافت أنه يتم حرمانهم من الحق في اختيار من يدافع عنهم أمام المحكمة، بل على الجانب الآخر، يقوم “رئيس المحكمة العليا” بتعيين محامين لهم، لكن يمنع حضورهم مع المتهم أمام “المحاكم الثورية”.
وروت الناشطة للصحيفة الإسبانية أنها تواجه الكثير من المشكلات والتضييقات أثناء أداء عملها في الدفاع عن المتهمين السياسيين.
وأضافت أنها لم تمعن في آمالها بتحقيق أحلام الشعب الإيراني بقدوم الرئيس، “روحاني”، لأنه لا يمكن تحقيق الكثير، بينما لا يحصل الموطنون على حقوقهم العادية، “لكن يمكنني القول بأن روحاني كان أفضل كثيرًا من المرشحين الآخرين”.