25 أبريل، 2024 12:56 م
Search
Close this search box.

في إيران .. القبعات البيضاء التي تقتل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أدى إستهلاك فطر “عيش الغراب”، الذي نما بكثرة بعد هطول أمطار الربيع الأخير، إلى تسمم ووفاة عدد كبير من المواطنيين في المحافظات المختلفة من إيران.

ومعلوم أن الطقس الربيعي يزيد من رحلات التنزه في أحضان الطبيعة، وهناك نبات تخرج ذاتياً من الأرض؛ ومعظم الأفراد يستخدم النباتات الوحشية ذات الخواص الكثيرة لأنها “أورغانيك” في جمع هذه النباتات.

وفطر “عيش الغراب”؛ هو أحد النباتات الوحشية المحببة، إذ يُقبل الكثيرون على هذا الفطر الغني بالبروتينات، وصناعة هذه النبات تدر الكثير من الأموال. وحقيقة فالنوع الوحشي، أو الذاتي النمو، من هذا الفطر يُستخدم أيضاً كطعام، لكن هناك نوع منه غير صالح للأكل ويسبب التسمم، وهو قادر على تعطيل “الكبد والكلية والقلب” عن العمل.

والتمييز بين الفطر السام وغير السام ليس بهذه السهولة، حتى أن مجرد الإمساك بالفطر السام قد يسبب الكثير من المشاكل والأعراض التي لا يمكن علاجها. وخلال الأسابيع الأخيرة؛ ظهر عدد كبير من حالات التسمم والوفيات في المحافظات المختلفة، نتيجة استخدام “عيش الغراب” الوحشي، وبعض الإحصائيات تشير، بحسب صحيفة (صوت الإصلاح) الإيرانية، إلى تسمم ما يقرب من 700 شخص ووفاة 11 آخرين.

لا تستعملوا “عيش الغراب” الوحشي..

يقول “أميري”، خبير تغذية: “عيش الغراب طعام غني بالبروتينات؛ وهو بديل مناسب للبروتينات لأنه يحتوى على 5 – 6% من البروتينات من الفئات (بي) و(سي)، كما يشتمل على عدد من العناصر المغذية كالحديد والكالسيوم وغيرها، وبالتالي هو مفيد جداً للنمو؛ وبخاصة نمو الأطفال. لكن تمييز عيش الغراب السام عن غير السام مشكلة. فالسام منها يسبب أعراض تشبه إلى حد كبير التسمم المعوي. فإذا شعرت بعد أكل عيش الغراب بالرغبة في القيء والحرقة والإسهال فعليك مراجعة أحد المراكز العلاجية فوراً. وتزداد الأعراض في ظرف 6 إلى 24 ساعة من استعمال الفطر المسموم، وإلا فأنت معرض في الأيام التالية إلى الإصابة بتوقف القلب”.

خطر الفطر السام يبقى حتى بعد طبخه..

بدوره يقول الدكتور “كامبيز سلطاني نجاد”، أمين منتدى علم السموم والتسمم الإيراني: “ثمة أكثر من 5 آلاف نوع من عيش الغراب حول العالم، منها حوالي 100 نوع يتسبب في التسمم للبشر”. وأضاف: “كل عام مع إقتراب فصول الربيع والخريف، نواجه مشكلة نمو بعض الأنواع السامة من عيش الغراب في بعض المناطق الإيرانية. وإزداد نمو عيش الغراب في المحافظات الغربية تحديداً بسبب الماء والهواء، وخصوصاً موجة الأمطار الأخيرة، ناهيك عن الأجواء البيئية الأخرى؛ مثل الضوء ودرجة الحرارة، من ثم سارع البعض إلى جني فطر عيش الغراب من قلب الطبيعة دون إلمام بأعراض التسمم”.

وحول تمييز “عيش الغراب” السام، قال: “الفطر السام يشبه إلى حد كبير، من حيث الشكل، الفطر غير السام، وبالتالي يصعب على الشخص العادي التمييز بينهما، ولذلك كثرت حالات التسمم في البلاد خلال العام الجاري. ومن ثم يتعين على الأفراد قطف عيش الغراب، الذي ينمو بشكل تلقائي في الصحاري والغابات، لأنه يبقى ساماً حتى بعد طبخه”.

تحذير الطواريء..

يقول “مجتبي خالدي”، المتحدث باسم هيئة الطوارئ: “اُصيب الكثيرون بالتسمم في محافظات كرمانشاه وكردستان ولرستان وزنجان وآذربيجان الغربية جراء تناول فطر عيش الغراب المسموم، وبلغ عددهم، حتى قبل ثلاثة أيام؛ حوالي 627 شخصاً. وللأسف ثمة 23 حالة منها اُصيبت بمرض الفشل الكبدي. وما يزال 153 شخصاً محجزون بالمستشفيات”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب