إيران .. روايات مؤلمة عن الدعارة في العاصمة !

إيران .. روايات مؤلمة عن الدعارة في العاصمة !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بمقدورها النظر إلى نقطة معينة مدة ساعات، والصمت ضيف ثقيل على جميع أوقاتها. تتحدث بصعوبة، وبنظر زائغ، عن مشكلات ومخاطر حياة بائعة هوى تبحث عن زبائن بالشوارع. تتفقد المحيط بنظرة ثاقبة.

وتساءلت منذ لحظة دخولها: “هل تصورون ؟”.. وتنفست الصعداء عندما جاءت الإجابة بالنفي. تبدأ في الحديث بصوت هاديء، وتقول: “بسن السابعة عشر تزوجت، وأنا محملة بآلاف الآمال والتطلعات، بأحد أبناء أصدقاء والدي. وبعدما أنجبت ابنتي الثانية فصل زوجي من العمل وأخذتني جارتي إلى إحدى شركات الخدمات في طهران. وبالفعل إنضممت إلى طاقم العمل بالشركة. كنت آتي يوميًا من رباط كريم إلى طهران. كان العمل شاقًا، لكن كان الأجر مناسب”. هكذا بدأ تقرير “پرستو بهرامی‌راد”؛ مراسل الموقع الإخباري الإيراني (ديدار نيوز).

 بدأ بالإعتداء الجنسي ثم جاء الأجر !

هي السيدة (ن)؛ وتستخدم اسمًا مستعارًا هو، “پارمیدا”، تبلغ من العمر 35 عامًا، ولديها بنتان وهي تتحمل أعباء الإنفاق على زوجها ووالدة زوجها المريضة.

تلتقط أنفاسها بصعوبة، وتقول: “ذهبت إلى أحد المنازل بشارع فرشته للعمل. كان صاحب المنزل أجنبي. بعد ساعة غادرت زوجة صاحب المنزل وتركتني بمفردي مع زوجها، وكانت تلك المرة الأولى التي أتعرض فيها للإعتداء الجنسي”.

تنظر إلى الجدار المقابل لها وتضيف: “أخبرت رئيس شركة الخدمات بما حدث، لكنه لم يصدق للوهلة الأولى، ولكن مع الإلحاح واستعراض آثار الضرب قال: لابد أن سلوكي هو السبب لأن هذه الأسرة من أفضل المتعاملين مع الشركة. إنقطعت عن العمل، لكن والدة زوجتي اُصيبت بالسكتة الدماغية واضطررت للعودة إلى العمل مجددًا مع تعهد ألا أتسبب في مشكلات للشركة !”.

تحظى “پارمیدا” بملامح شرقية جميلة وعيون سواء كبيرة ورموش كثيفة تجذب كل من يراها. وتضيف ساخرة: “ثم تعرضت للإعتداء ثانية من الابن، لكنه ترك لي في حقيبة يدي مبلغ 300 ألف طومان، وقال: لو تأتي مرة أخرى سوف تحصلين على مبلغ أفضل”.

تتوقف قليلاً ثم تستطرد: “حصل على رقم تليفوني من الشركة؛ وبدأ يراسلني وقال سيعطيني 800 ألف طومان في الليلة، ووافقت بالنهاية”. تشرب القليل من الماء، وتضيف: “مرت حتى الآن ثلاث سنوات وأنا أقضي يومين فقط بالأسبوع مع أسرتي وبقية الأيام في طهران. وأخبرت الجميع أنني أعمل ممرضة بالليل، ولأني أجني مبالغ جيدة لا يشعر زوجي بحساسية كبيرة تجاه الموضوع. لكني أصبحت مضطرة إلى الاهتمام بمظهري وإرتداء ملابس أفضل عن ذي قبل. وأعمل بعض الأيام في شركة الخدمات لأنها بالتأكيد أفضل تغطية على عملي الليلي”..

من إمرأة معيلة لبائعة هوى.. طريق سهل !

تتدخل “پرستو بهرامی‌راد”، مراسل (ديدار نيوز): “تؤكد الدراسات أن السبب الرئيس في ميل النساء للعمل بالدعارة؛ هو توفير المال يليها أسباب أخرى مثل سابقة سجن الأب والحالة الاجتماعية، والتواجد بين بائعات الهوى.. وعادة ما تقف (پارمیدا) في منطقة پونك، وعندما لا تجد زبائن تقضي الليلة في أحد المراكز الخاصة بضحايا العنف أو في أحد المتنزهات”.

تقول “پارمیدا”: “لا أخشى في هذا العمل شيئًا إلا لحظة أن يضربني الزبون كي لا يدفع لي المال، وقد تعرضت إلى مثل ذلك عدة مرات، وكنت اضطر للبقاء في المنزل عدة أيام وأقول لأسرتي إنني تعرضت إلى حادث بالطريق”.

لم تتحدث “پارمیدا” عن زوجها ولا عن أسباب فصله من العمل؛ ولماذا لا يبحث عن عمل بديل. لكن قصة “پارمیدا” المؤلمة تؤشر إلى سهولة أن تتحول زوجة معيلة بدون رعاية إلى الدعارة تفعل أي شيء في سبيل أن تحصل على المال.

ولو أن شركة الخدمات ساندت “پارمیدا”؛ وأضطلعت بحمايتها لما تعرضت للإعتداء الجنسي وأعتادت الدعارة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة