6 أبريل، 2024 9:51 م
Search
Close this search box.

دراسة علمية تكشف .. إمكانية الشفاء من “مرض السكري” بإعادة برمجة الخلايا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يحدث مرض السكري نتيجة عدم قدرة الجسم على إنتاج كميات كافية ومناسبة من هرمون “الإنسولين”، وحتى الآن لم يكتشف علاجًا شافيًا لهذا المرض الذي قد يؤدي إلى حدوث مشكلات كثيرة في الجسم، لذا فإن اكتشاف طريقة تعيد لجهاز “البنكرياس” القدرة على إنتاج “الإنسولين” يُعد من الحقول ذات الأهمية القصوى لدى العلماء والأطباء، خاصة أن كل الأبحاث وإستراتيجيات العلاج التي أجريت أو جُربت حتى الآن؛ مثل زرع “جزيرات البنكرياس”، لم تنجح في تعويض هذا الخلل.

نشرت مجلة (ناتشر) الطبية، الأسبوع الماضي، دراسة أجريت في جامعة “غينيف” يمكن أن تفتح الباب أمام التوصل إلى علاج نهائي لمرض السكري في المستقبل، إذ تمكن العلماء من إعادة برمجة خلايا موجودة في “البنكرياس” مختلفة عن تلك المسؤولة عن إنتاج “الإنسولين”، بحيث تكتسب صفات معينة تمكنها من إفراز الهرمون، وأثبتت التجارب العملية التي أجريت على فئران تجارب مصابة بالسكري أن هذه الطريقة قد تبشر بالخير بقرب اكتشاف نهاية مرض السكري.

وصرح رئيس فريق العلماء، “بيدرو هيريرا”، لصحيفة (الموندو) الإسبانية؛ بأن ما توصلت إليه الدراسة مجرد تجربة لإثبات مبدأ إمكانية عمل تغييرات على هوية بعض خلايا “جزيرات البنكرياس” الموجودة في جسم الإنسان، وأوضح أنها استندت على تقنية العلاج التجديدي، بحيث يمكن من خلاله إستبدال الخلايا التي تقوم بإنتاج “الإنسولين” بأخرى مختلفة لتقوم بنفس الدور بطريقة طبيعية.

وأضاف: “إذا تمكنا من إثبات إمكانية حدوث ذلك؛ نكون قد قطعنا شوطًا كبيرًا، لكن التوصل إلى علاج نهائي يحتاج إلى فترات طويلة”.

الخلايا المعدلة يمكنها إنتاج الإنسولين..

تعتبر خلايا “بيتا”، الموجودة في “جزيرات البنكرياس”، هي الوحيدة القادرة على إنتاج “الإنسولين”، وكشفت دراسة أخرى أجراها فريق “هيريرا”، منذ 10 أعوام على فئران تجارب غير مصابة بالسكري، أنه عند تدمير كل خلايا “بيتا” تحدث حالة لدونة عصبية وتقوم “خلايا ألفا” بمهامها، وكان العلماء يستهدفون من خلال هذه الدراسة التأكد من طريقة العمل الجزيئية في هذه اللدونة، ومن جانب آخر التأكد من قدرة “البنكرياس” على القيام بعملية تجديد الخلايا بطريقة ذاتية.

ولدراسة ذلك قام العلماء بفصل نوعين من الخلايا الموجودة في “جزيرات البنكرياس”، هي “ألفا” و”غاما”، وطبقوا الأمر على متطوعين أصحاء ومصابين بمرضى السكري إذ أخضعوهم لعملية إعادة برمجة للخلايا، باستخدام نوع من الفيروسات الغذائية للتمكن من برمجة خلايا مختلفة عن “بيتا”؛ هي خلايا “ألفا”، كي تقوم بإنتاج نوعين من عوامل النسخ الموجودة بكثرة في خلايا “بيتا”، وأدى هذا الخداع في النهاية إلى قيام هذه الخلايا بإنتاج هرمون “الإنسولين”.

إعادة برمجة الخلايا تمت بنجاح..

أوضح “هيريرا” أن الاكتشاف العلمي، الذي أثبتته التجربة، لا يستند على تحويل خلايا “ألفا” إلى “بيتا”؛ وإنما يقوم على تنشيط عددًا ضئيلًا، حوالي 200، من الجينات القادرة على إنتاج “الإنسولين” في خلايا “ألفا” في حالة إرتفاع مستويات الغلوكوز في الجسم.

وللتأكد من فعالية هذه الطريقة قام العلماء بزرع خلايا “ألفا” المعدلة في أجسام فئران تجارب لا يوجد بها خلايا منتجة لـ”الإنسولين”، وكانت النتيجة أن الفئران شُفيت، وتمكنت بعد 6 أشهر من الزرع من إنتاج “الإنسولين” بنجاح.

كما أجرى الفريق تجارب ودراسات للتأكد من درجة صمود الخلايا المعدلة أمام الجهاز المناعي، خاصة أنه في حالة الإصابة بمرض السكري من النوع الأول تقوم الخلايا الليمفاوية بمهاجمة وتدمير الخلايا المنتجة للإنسولين “بيتا” بسهولة، وخلصت الدراسات إلى أن الخلايا المعدلة لها خواص تجعلها أقل عرضة لهجوم الجهاز المناعي عليها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب