خاص : ترجمة – محمد بناية :
كشفت تقارير الإعلام الإسرائيلي، في الأسابيع الماضية، عن تسليم “الحرس الثوري” الإيراني عددًا من الصواريخ (الباليستية) متوسطة المدى إلى فصائل “الحشد الشعبي” العراقي.
وتوقع “غلعاد إردان”، وزير الشؤون الإستراتيحية والأمن الداخلي في الكيان الإسرائيلي، أن تستغل “إيران”، الأراضي العراقية، في إطلاق هجوم صاروخي ضد “إسرائيل”، وقال: “تستطيع إيران في أي لحظة تحريك الأزمات السورية واللبنانية، ولا يمكننا أن نستبعد احتمالات استفادة إيران من الأراضي العراقية كمستودع أسلحة استعداد لإطلاق حملتها الصاروخية ضد إسرائيل”. كما نقل موقع مؤسسة (إيران بريفينغ) الحقوقية المعارضة.
الضغوط تزداد على الجانب العراقي..
وتستمر بالتوازي؛ مع بدء العمل بـ”العقوبات الأميركية”، وإعلان “العراق” الإلتزام بالعقوبات ضد “إيران”، الضغوط على “العراق” لإنهاء العلاقات التخريبية مع “طهران”.
وقد وجه “البنك المركزي” العراقي لإيقاف التعامل مع “بنك البلاد الإسلامي”؛ على خلفية الاتهامات بالتعاون مع “فيلق القدس”، التابع لـ”الحري الثوري” الإيراني. وقد أعلنت وسائل إعلام عراقية تشكيل لجنة لرئاسة هذا البنك، بموجب القانون المصرفي العراقي.
جاءت هذه الخطوة بعد إعلان “الخزانة الأميركية”؛ وضع “بنك البلاد الإسلامي” على لائحة الإهارب بتهمة التعاون مع إيران، “في تمويل الأنشطة الإرهابية”.
وكذلك تم إدراج اسم “آراس حبيب”، رئيس مجلس إدارة “بنك البلاد الإسلامي”، على قائم “العقوبات الأميركية”. وكان قد رأس، قبلاً، إدارة نشر المعلومات للمؤتمر الوطني العراقي برئاسة، “أحمد الجلبي”، وبعد رحيل الأخير المفاجيء، عام 2015، أُختير “آراس حبيب محمد کریم”، زعيمًا لـ”المؤتمر الوطني العراقي”.
وقد شارك “آراس” في الانتخابات العراقية الأخيرة؛ عبر الإنضمام إلى “قائمة النصر” برئاسة، “حيدر العبادي”.
وعلى موقعه الشخصي؛ يقدم “آراس”، نفسه، باعتباره نجل “حبيب كريم”، القيادي البارز بـ”الحزب الديمقراطي الكُردستاني”.
مؤشرات الانفصال العراقي عن إيران..
تشكلت قوات “الحشد الشعبي” العراقي من ميليشيات شعيية، برعاية قوات “فيلق القدس”، وقيل لقد تكلفت “إيران”، خلال السنوات الأربع الأخيرة، بتأمين 16 مليون دولار لتلبية نفقات “الحشد الشعبي” و”حزب الله” فرع “لبنان” و”العراق”.
وبالأمس؛ شوهدت أولى مؤشرات الانفصال العراقي عن “إيران”، حيث اُغلقت الحدود العراقية أمام الشاحنات الإيرانية التي تحمل سلع غذائية ومواد كيمائية وغيرها.. وطبقًا للتقارير؛ فقد تم إغلاق معبر “قصر شرين” بمحافظة “كرمنشاه” الإيرانية في شمال غرب “إيران”، على خلفية إضراب سائقي الشاحنات العراقية، وكذلك معبر “مهران” الحدودي بمحافظة “إيلام” غرب “إيران”، بسبب تعطل أجهزة (x-ray) بالجمرك وبطء عملية الاستفسار من “بغداد” عن قبول الشاحنات المرافقة..
لكن قالت عناصر على معابر “قصر شيرين” و”مهران”: “إن الطرف العراقي يتذرع لإغلاق الحدود، ومن غير المعلوم موعد عودة المعابر للعمل”.
جاء هذا الإجراء بالتوازي مع رسالة الرئيس العراقي، “برهم صالح”، والتي طلب خلالها إلى “الولايات المتحدة الأميركية” الأخذ في الاعتبار لأوضاع “بغداد” السياسية والاقتصادية الخاصة والمتعلقة بـ”العقوبات الأميركية” على “إيران”. وقال: “لا نريد للعراق أن يتحمل ضغوط العقوبات الأميركية على إيران”.
بدوره أعلن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، أن بمقدور “بغداد” الاستمرار مدة 45 يومًا في استيراد الغاز الطبيعي والطاقة من “إيران”؛ شريطة ألا يدفع “العراق” ثمن الصادرات الإيرانية بالدولارات الأميركية.
في المقابل؛ أكد مسؤولون عراقيون إنتظار آلاف الشاحنات قرار فتح الحدود مجددًا، والتي لا يعلمون سبب إغلاقها.
بينما أكد نشطاء “غرفة التجارة”، للحكومة الإيرانية، فتح الحدود العراقية أمام السلع الإيرانية مجددًا بغضون أيام. وقال عضو بالغرفة التجارية، (رفض الكشف عن هويته): “لجأ العراق إلى هذه الخطوة لإسعاد أميركا فقط، وبالتأكيد سوف يحصل على إمتياز من أميركا مقابل هذا الإجراء”.