أول غيث المكاسب .. شركات السيارات العالمية تغازل السعوديات لإنعاش أسواقها !

أول غيث المكاسب .. شركات السيارات العالمية تغازل السعوديات لإنعاش أسواقها !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

مع إقتراب موعد تطبيق قرار رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارة في السعودية، بدأت حالة زخم كبيرة تجتاح الأسواق لجذب العميلات الجدد من السيدات المتعطشات للتحكم في مقود السيارة، بعد القرار الجديد الذي هز الأوساط السعودية مؤخراً ومن المتوقع أن تحدث طفرة اقتصادية بسببه في المملكة.

رصدت صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية جزءاً من نشاط السوق، قائلة أنه بعد أيام من فتح الموقع الإلكتروني لأول مدرسة لتعليم قيادة السيارات في المملكة السعودية، استقطب أكثر من 165 ألف طالبة في ثلاثة أيام فقط عبر الإنترنت الشهر الماضي.

وتؤكد نسبة التسجيل في المدرسة السعودية لتعليم قيادة السيارات – الذي أقيم في جامعة نسائية في الرياض – أن نسبة الطلب أصبحت متزايدة بين النساء بعد رفع الحظر على قيادتهن للسيارات، الذي سيتم تطبيقه بداية من حزيران/يونية القادم.

ويعتبر شراء سيارة للمرة الأولى، هو إحدى لحظات العمر التي لا تنسى بالنسبة للرجال، حيث قالت الصحيفة البريطانية أن النساء يترقبن بشغف المرور بتلك اللحظة أيضاً، والنتيجة أن سوقاً جديداً للسيارات سينفتح في الدولة الغنية بالنفط؛ ذات التعداد السكاني المقدر بحوالي 33 مليون نسمة.

أوضحت المراقب الفني، “رنين بخاري”، التي تتطلع إلى شراء سيارة: “كنت أفكر كثيراً في ذلك.. وحالياً أفكر: ما هي ميزانيتي ؟.. فيما سأستخدم السيارة ؟”.

حيرة الشركات العالمية في مخاطبة العميلات السعوديات..

تقوم شركات السيارات الكبرى، وتجارها المحليين، بتكثيف جهودها الإعلانية والتسويقية على أمل إغراء العملاء الإناث في أكبر سوق سيارات في الشرق الأوسط للمبيعات الجديدة.

وأشار الموزع المعتمد للمجموعة اليابانية في المملكة العربية السعودية، “شركة عبداللطيف جميل موتورز”: إلى أنه “تخطط (تويوتا) لتخصيص مساحات من معارضها للموظفات؛ وإنشاء مراكز خدمة عملاء تديرها النساء للتعامل مع الاستفسارات وطرق التمويل”.

قامت (جنرال موتورز)، التي تبيع سيارات “شفروليه” و”جي. إم. سي” في المملكة، بترقية المديرة التنفيذية للإعلانات لمنصب كبير مديري الإعلانات في المملكة، لمساعدة المجموعة على صياغة إعلانات وحملات حساسة للثقافة المحلية وتجنب الإساءة للعملاء المحتملين، حيث أكد كبير مسؤولي التسويق في (جنرال موتورز) داخل الشرق الأوسط، “مولي بيك”: “علينا أن نتأكد من أن أي اتصالات مع عملاءنا في هذه المنطقة لا تتم من خلال عدسة غربية”.

على جانب آخر رفضت شركة (فورد) توظيف نساء للتعامل مع قائدات السيارات الجدد، حيث رأت مديرة تسويق (فورد) في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، “كريستال وورثم”: “هدف الحكومة السعودية تحقيق التكامل والإندماج وليس الانفصال”.

تستهدف خطة الإصلاح الاقتصادي التي وضعها الأمير “محمد بن سلمان”، التي أطلق عليها اسم “رؤية 2030″، زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة من 22 في المئة إلى 30 في المئة بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن يؤدي منح المرأة مزيداً من الحرية للتحرك إلى تحسين فرصها في الحصول على وظائف والمساعدة في خفض معدل بطالة الإناث من 33 في المئة.

تسويق مغري دون أهداف.. 

قالت شركة (فورد)، التي تبيع أيضاً سيارات “لنكولن” الفاخرة في المملكة، إن النساء السعوديات يشترون السيارات منذ أن أعلنت الرياض في أيلول/سبتمبر الماضي أنه سيتم رفع الحظر، واضافت “ورثيم”: “يتوقع الناس أن النساء سيشترون سيارات صغيرة ورخيصة، ولكنني لا أعتقد أن هذا سيكون صحيح.. نحن نتوقع أن نرى ارتفاعاً كبيراً في مبيعات السيارات الصغيرة الفاخرة”.

قالت “سمية فاتاني”، التي لديها رخصة قيادة من المملكة المتحدة، إنها تخطط لشراء سيارة جديدة، لكنها لا تزال تشعر بالقلق إزاء التكلفة لأنها تخطط لنفقات حفل زفافها، حيث أكدت في حديثها للصحيفة البريطانية على أنها تأخذ في الإعتبار المعايير العملية للقيادة في المملكة في أوقات الزحام والذروة؛ وتتوقع أن تجد صعوبة في أماكن ركن السيارة، لذلك ترى أن السيارة الصغيرة ستكون أكثر عملية للقيادة على الرغم من أن نصائح اخيها لها بإقتناء سيارة كبيرة الحجم “لتأكيد قوتها الشخصية أثناء القيادة على طرق الرياض”.

على جانب التسويق، رأت “فاتاني” أن شركات السيارات تستهدف فقط مشاعر المرأة، كمشتري مستحدث للسيارات، بدلاً من تقديم معلومات مفيدة يمكن أن تساعد في قرارها للشراء، حيث لفتت إلى حملة شركة (كيا موتورز)، التي نشرت إعلاناً يظهر امرأة تحمل عبوة مسحوق بودرة، وتعكس في مرأتها سيارة حمراء اللون.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة