19 أبريل، 2024 12:36 م
Search
Close this search box.

“بن سلمان” يهرول لجذب الاستثمارات .. معوقات في طريقه للغرب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

يغادر الأمير “محمد بن سلمان”، ولي عهد المملكة السعودية هذا الشهر في جولة تستمر ثلاثة أسابيع، لم يتم الكشف عن جدول أعماله خلالها حتى الآن، لكن المصادر تقول أنه سيبدأ جولته في 7 آذار/مارس 2018 في “لندن”، ثم يتوجه إلى “نيويورك وواشنطن وسان فرانسيسكو”، وربما حتى ولاية “تكساس” الأميركية.

كان من المفترض أن يكون والده، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، هو من يزور الولايات المتحدة كما كان متفقاً عليه في مكالمة هاتفية بينه وبين الرئيس، “دونالد ترامب”، في أيلول/سبتمبر الماضي، ولكن على ما يبدو أن الملك رضى بتهميش نفسه ليؤكد على أن ولي العهد، الذي يبلغ من العمر 33 عاماً، هو الذي يدير الأمور.

استهام روح زيارة “ترامب”..

تقول مجلة (فوربس) الأميركية أن زيارة “بن سلمان” لابد أنها ستسلتهم بعضاً من روح زيارة “ترامب” للسعودية، في أيار/مايو الماضي – والتي حصل فيها على صفقات بقيمة 350 مليار دولار، بما في ذلك 100 مليار دولار في مبيعات الأسلحة وتخصيص 20 مليار دولار لصندوق الأسهم الخاصة، “بلاكستون”، للبنية التحتية الأميركية – ولكن تلك المرة في إتجاه المصالح السعودية وجذب المستثمرين الغربيين في ضخ رؤوس الأموال في المملكة.

يقول الباحث في الشرق الأوسط بمعهد “بيكر” التابع لجامعة “رايس” الأميركية، “كريستيان كويتس أولريكسن”، عن زيارة “بن سلمان”: “ستكون رسالته أن المملكة مكاناً آمناً للقيام بأعمال تجارية. وتهدف خطته الطموحة لرؤية 2030 إلى المساعدة على تنويع مصادر المملكة بعيداً عن النفط، بالإضافة إلى 500 مليار دولار أو نحو ذلك من الاستثمارات في مدينة جديدة ذات تكنولوجيا عالية تسمى (نيوم)، ومنتجع فاخر بالبحر الأحمر، حيث سيسمح للنساء لإرتداء البيكيني”.

على مدى السنوات الخمسين الماضية؛ أصبحت السعودية مرادفاً للثروة التي لا نهاية لها، لكن ذلك تغير منذ إنهيار أسعار النفط في عام 2014، مما اضطر السعوديين إلى إستهلاك 200 مليار دولار، من مبلغ 700 مليار دولار من الإحتياطيات الأجنبية، من أجل تغطية نفقاتهم. وشملت تدابير التقشف تخفيضات في مرتبات العاملين الحكوميين، وخفض الإعانات المخصصة للبنزين والطاقة الكهربائية، وفرض ضريبة القيمة المضافة واحتكار الدولة لشركة “أرامكو” السعودية، واقتراح الأمير، في عام 2016، طرح أسهم شركة “أرامكو” بقيمة 2 تريليون دولار أميركي.

مخاوف المستثمرين وعروض غير مناسبة..

إستبعدت المجلة الأميركية فكرة عرض “أرامكو” في “بورصة نيويورك” أو “بورصة لندن” يوماً ما، لسبب أن الشركة السعودية لديها العديد من القضايا التي لا تناسب أن تكون محل استثمار أميركا أو بريطانيا، منها: “حوكمة الشركات، والشفافية، والمساواة بين الجنسين، والإنصاف في الأجور، والإستدامة، وإنبعاثات الكربون”، كما ستفتح الشركة على نفسها النار في هذه البلدان في إطار الدعاوى القضائية التي رفعتها أسر ضحايا 11 أيلول/سبتمبر.

ولذلك، سيلجأ “بن سلمان” لعرض أسهم “أرامكو” في بورصة “تداول” السعودية، وقد يعول على تفاوضات خاصة من الشركاء الإستراتيجيين مثل “سينوبك” أو “روزنيفت” الروسية.

ترى (فوربس) أن “بن سلمان” يسير نحو خطة أنيقة للدفع باستثمارات المملكة، ولكن أزمة إطاحة المملكة بعمالقة رجال الأعمال فيما يتعلق بتهم الفساد، تقلق الكثير من المستثمرين الأجانب، خاصة أن التهم كانت غير معلنة. ذلك بالإصافة إلى، أزمة استقالة “الحريري” واحتجازه في السعودية.

إستئصال الفساد سياسة عظيمة وراقت لمعظم الشباب في المملكة السعودية، يقول الأستاذ في “جامعة ميريلاند” وزميل في معهد بروكينغز، “شبلي تلحمي”، ، إن الحملة “تتجاوب مع الشباب”. ويقال إن العائلة المالكة لـ”أل سعود” كان لديهم 45 ابناً، ولكن عدههم الآن يصل لآلاف الأمراء، ولذلك يقول المدير التنفيذي لشركة “Control Risks” في دبي، “غراهام غريفيث”: “لا يمكن أن يكون هناك اقتصاد يهيمن عليه شبكة من أفراد العائلة المالكة، ولكن الإطاحة بالأمراء، رغم فسادهم يخلق المزيد من الأعداء”.

وتعتقد المجلة الأميركية أنه من الصعب أن يتقبل الغرب فكرة الاحتجاز خارج نطاق القانون إلى أجل غير مسمى دون إتباع الإجراءات القانونية الواجبة، وهو وضع لن يقبل به أي مستثمر، على الرغم من أن “تغيير ثقافة الفساد يأخذ سنوات، لكن المواطن الشريف الذي لم يسرق لن يتقبل الفكرة، ولن يتقبلها المستثمر أيضاً”، وفقاً أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون، “برنارد هيكيل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب