خاص : ترجمة – لميس السيد :
أكد مسؤولون أميركيون إن الخلاف بين واشنطن وأوروبا حول الاتفاق النووي الإيراني يهدد بتخريب الجهود الرامية إلى الحفاظ على الاتفاق الدولي الذي أبرمه الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، مع ست قوى عالمية، حيث تتطرق المحادثات حالياً لوضع اتفاق تكميلي.
كانت وزارة الخارجية الأميركية تقود مناقشات مع “ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا” منذ كانون ثان/يناير الماضي، بهدف الاتفاق على صفقة جانبية تكميلية لمعالجة المخاوف الرئيسة الثلاثة للرئيس، “دونالد ترامب”، بشأن صفقة 2015، وهم: الصواريخ “الباليستية” الإيرانية، وإنتهاء صلاحية القيود على الاتفاق وحدود سلطة المفتشين الدوليين.
قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون؛ شاركوا في المحادثات، إنهم حققوا تقدمًا كبيرًا بشأن مسألتي القذائف “الباليستية” وعمليات التفتيش، لكنهم يختلفون بشكل أساس حول ما يعرف ببنود “غروب الشمس”، حيث تريد “واشنطن” أن تفرض الحدود النووية بشكل دائم، لكن الأوروبيين يرفضون ذلك، قائلين إن القيام بذلك سيفتح الباب أمام إعادة التفاوض على الصفقة نفسها.
وحتى لو تمكن المسؤولون الدوليون من إيجاد طريقة لتضييق الخلافات، فلا يمكن لأحد أن يقول ما إذا كان السيد “ترامب” سيقبل النتيجة.
“ترامب” يطيح بالمتفاهمين حول ملف ايران في إدارته..
تكشف صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية؛ أن وزير الخارجية، “ريكس تيلرسون”، كان قد عُين قبل مغادرته المنصب لقيادة “وزارة التخطيط” في وزارة الخارجية، “بريان هوك”، واستخدمه لقيادة الجهود لإنقاذ الصفقة النووية، وبعدما أطاح “ترامب” بـ”تيلرسون”، لا يزال “هوك” باقي الآن ويدير المحادثات مع الأوروبيين، حيث كان قد عقد مؤتمر صحافي، الأربعاء، ليناقش الأزمة حول الصفقة النووية، وأكد: “لا أستطيع التنبؤ بما إذا كنا سنتوصل إلى اتفاق معهم أم لا. لدينا هدف في أذهاننا، ولا نعلم ما إذا كنا سوف نتوصل إلى اتفاق أو لن نفعل ذلك”. وقاد “هوك” أيضاً وفداً، في الأسبوع الماضي، إلى “برلين” لإجراء جولة ثالثة من المشاورات بشأن اتفاق تكميلي للاتفاق النووي.
في اتفاق 2015، وافقت إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات.
إضافة إلى عدم اليقين المسيطر حالياً على الإدارة الأميركية تجاه الصفقة، قد يغادر العديد من كبار المسؤولين الأميركيين، الذين شاركوا في المداولات حول الاتفاق، إدارة “ترامب” بحلول 12 أيار/مايو 2018، وهو نفس التوقيت الذي يواجه فيه “ترامب” مهلة لتمديد تخفيف العقوبات الممنوحة لإيران بموجب الاتفاق. وكان قد هدد “ترامب” في كانون ثان/يناير 2018، بالإنسحاب من الصفقة إذا لم تتمكن أوروبا والكونغرس من إيجاد طريقة لمعالجة مخاوفه حول الصفقة.
وقال مسؤولون إن البيت الأبيض والجيش الأميركي يبحثان حالياً عن وظائف أخرى للجنرال، “إتش. إم. ماكماستر”، مستشار الأمن القومي، وقد اقترح بعض المسؤولون أن السيد “هوك”، أحد المحافظين على الصفقة النووية في الإدارة الأميركية، سيغادر بمجرد أن يتولى، “مايك بومبيو”، حقيبة الخارجية، حيث كان آخر يوم لـ”تيلرسون” هو يوم الخميس، الماضي، بعد أن طرده “ترامب” من المنصب، الأسبوع الماضي.
حل يرضي جميع الأطراف..
في الوقت الحالي يتبادل المسؤولون الأميركيون والأوروبيون مسودات لصفقة جانبية محتملة؛ ويمكن أن يجتمعوا لمناقشتها في نيسان/أبريل 2018. وينظر بعض المسؤولين إلى زيارة قام بها الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، لواشنطن على أنها مهمة لإقناع السيد “ترامب” بأن ينظر في أي اتفاق جانبي يخرج من المحادثات، وأن لا يرفض المقترحات المقدمة من الشركاء الأوروبيين.
وتعد إحدى الطرق الممكنة لتضييق الفجوة حول ما يسمى ببنود “الغروب”، التي اقترحها أشخاص على دراية بالمحادثات بين الأوروبيين والأميركيين، ستكون عبارة عن اتحاد (أوروبي – أميركي) بالإعلان عن هدف مشترك للسياسة يتمثل في محاولة إبقاء إيران على مسافة بعيدة من القدرة على جمع المواد اللازمة لصنع سلاح نووي، وهو ما سيفرض الضغط على سلوك إيران في المستقبل.
وقال مسؤولون أميركيون إن أوروبا بدأت، في الآونة الأخيرة، التحرك في بعض القضايا الأخرى غير النووية التي تهتم بها واشنطن في الملف الإيراني، حيث قال دبلوماسيون أوروبيون إن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بصدد وضع قائمة بالعقوبات على أسلحة إيران “الباليستية” ودعمها ومشاركتها في الحرب السورية.
كما تتطلع إدارة “ترامب” حالياً لإتخاذ خطوة لعرقلة المبيعات المحتملة لمئات الطائرات النفاثة إلى شركات الطيران الإيرانية؛ من قبل شركات (بوينغ) و(إيرباص. إس).
وقال مسؤولون أميركيون إن المسؤولين في الإدارة يدرسون مصير الصفقات بدافع القلق من أن شركات الطيران الإيرانية يمكنها استخدام الطائرات الجديدة أو الطائرات القديمة لنقل الأسلحة والعسكريين إلى سوريا.