خاص : ترجمة – محمد بناية :
تحت عنوان: “أكثر دول الشرق الأوسط أماناً”؛ كتبت وكالة الأنباء الفرنسية تقريراً حول أوضاع المسيحيين في إيران، ومظاهر الإحتفال بأعياد “الكريسماس” في الجمهورية الإيرانية.
ومما جاء في التقرير الذي تناقلته وسائل الإعلام الإيرانية، لا سيما الأصولية منها ما يلي:
رغم أن الأغلبية الإيرانية تدين بالإسلام؛ وعدم الإحتفال بأعياد “الكريسماس” بشكل رسمي، لكن بمقدور المسيحيين الإحتفال بأعياد رأس السنة في هدوء وأمان تام؛ وذلك بسبب الإعتراف الرسمي بالطوائف المسيحية واليهودية والزردشتية، طبقاً لأمر الإمام “الخميني”.
وفي حوار الوكالة مع أرميني إيراني قال: “لا نواجه أي مشاكل مع الحكومة، وإنما نعيش في أمان تام. نحن نعيش في إيران منذ 400 عام، وقاتلنا إلى جانب المسلمين أثناء الحرب العراقية الإيرانية وقتلنا ولا أحد يتعرض لنا بسوء”.
بدوره يقول “رمزی جرمو”، الأسقف الأعظم للطائفة الأشورية الكلدانية في إيران: “نشكر الرب لأننا نعيش في دولة مثل إيران، التي تنعم بالأمان وسط مستنقع العنف والحرب … بينما يعيش جيراننا في حزن ونحن نصلى لأجلهم”.
شجرة “الكريسماس”..
منذ عقود وشارع “ميرزا شيرازي” بالعاصمة هو أحد مراكز إعداد شجر الصنوبر الصناعي وجميع وسائل الزينة الخاصة بأعياد “الكريسماس” والسنة الجديدة، كما تقول “سارا غضنفري”، مراسل صحيفة (التجارة) الإيرانية المستقلة. حيث يبعث وجود عدد من المحلات الصغيرة والكبيرة بهذا الشارع على تدفق عدد من المواطنيين المسيحيين إلى هذا المكان بهدف إعداد شجرة “الكريسماس” والوسائل الأخرى الخاصة بالسنة الجديدة.
وفيه تموج طبقات هذه المحلات بأشجار الصنوبر الصناعية بجميع المقاسات، بدءً من 30 سنتيمتر وحتى مترين، بخلاف دمى “بابا نويل” الصغيرة منها والكبيرة، والأشرطة والكرات الملونة والشموع بأشكالها المختلفة، فضلاً عن عرض ملابس “بابا نويل”؛ بحيث لا تجد مكاناً لإبرة. وأول وسيلة يمكن إعدادها للإحتفال بـ”الكريسماس” هي شجرة الصنوبر.
و”الكريسماس” أو أعياد نويل في الدين المسيحي؛ هي إحتفال بذكرى ميلاد “المسيح”. ويبدأ صيام الكريسماس مع الذكرى السنوية لميلاد “المسيح” في 25 كانون أول/ديسمبر. ومن الطقوس الخاصة بالكريسماس تزيين شجرة صنوبر، وتلعب فيه شخصية “بابا نويل” دوراً مهماً. ولهذا يتدفق المواطنون الأرمينيون على شارع “ميرزا شيرازي” للتسوق.
يتقدمون بالشارع في أجواء طهران، الباردة نسبياً والخالية من تساقط الثلوج، يشاهدون أدوات تزيين الكريسماس. ويبدأ طول أشجار الصنوبر الصناعي من 90 سنيتمتر وحتى خمسة أمتار، ويختلف السعر بحسب الزينة في الشجرة. يقول أحد أصحاب المحلات: “هناك موديلات جديدة من الصنوبر الصناعي بالسوق. فالعادة أننا نأتي بهذه الأشجار إذا كانت طبيعية من سوق طهران، لكن الموديلات ذات المظلات والثلج الصناعي المبعثر بواسطة مضخة هواء مستوردة. وطبعاً هذه الأشجار المصنوعة تأتي من الصين وتايلاند. والتايلاندية أغلى سعراً لأن جودتها أعلى، يعني بمقدورك تخزينها للعام المقبل والإستفادة منها ولن تسقط أوراقها”.
الكرات الملونة زجاجية والأشرطة بلون الثلج..
في محلات شارع “ميرزا شيرازي” توضع الكرات في تسع سلال تلمع بألوان البنفسجي والأزق والأخضر والأحمر. والأهم هو النجمة الذهبية الكبيرة، أعلى الشجرة التي لا تسقط أوراقها بحسب جودة الشجرة. وتختلف أسعار ملابس “بابا نويل” أيضاً بحسب المقاس، لكن أهم شيء يحوز اهتمام الأطفال هو جورب “بابا نويل”. هذا الجورب المشهور بألوانه الأحمر والذهبي يوضع على رؤوس الأطفال أو أسفل شجرة الصنوبر، حتى إذا حضر “بابا نويل” ملأ الجورب بالهدايا.
عيد لكل المواطنيين..
يشتري شاب وفتاة أدوات الزينة، والشاب يحمل شجرة صنوبر. سألت الفتاة هل أنت من الطائفة الأرمينية ؟.. رفعت كتفها وقالت: لا.. وأردفت: “أعتدنا على الإحتفال وتزيين الشجرة كل عام، لأنه عيد فرحة كما يحتفل الأرمينيون بأعياد النيروز”.
ويقول أحد العاملين في محل بيع القهوة، زين أكوابه بصور بابا نويل: “نستعد للبيع منذ بداية الشهر ووفرنا جميع الأنواع. وسوف يستمر البيع حتى بدايات الشهر المقبل، فلا يقتصر الشراة على الأرمنيين والمسيحيين فقط، وإنما يقبل الكثير من المسلمين على الشجرة وبابا نويل والهدايا المتعلقة بهذا العيد ويحتفلون خلال هذه الأيام ويقولون العيد سعيد، بالمثل كما يفعل الأرمينيون في أعياد النيروز أو في إحتفالاتنا المذهبية مثل المحرم”.
في السياق ذاته؛ تقول سيدة مسلمة تُدعى “نيلوفر”، كانت بصحبة زوجها في شارع سمية: “إحتفالات الكريسماس بالنسبة لنا جذابة، وأنا شخصياً أحب شجرة الكريسماس والزينة. وهذه المسألة من وجهة نظرنا هي بمثابة إحترام لعقائد الآخرين”.
بدوره يقول “حامد داووديان”، صاحب أحد المحلات بشارع سمية: “المسيحيون الإيرانيون لا يواجهون أي مشاكل مع السلطات. وقد شارك مع باقي المواطنين في الحرب، وهنا في هذه الضاحية يوجد حوالي 30 – 35 أرمني قتل أثناء الحرب”.
وقد أعدت طهران نفسها إستعداداً لإستقبال الكريسماس. فنُصبت الأشجار المزينة أمام المحلات. ومصابيح المحلات تضيء وتطفئ وشخص يرتدي زي بابا نويل يقدم الشيكولاته للمارة. تلك حكاية ليلة سعيدة تُدعى الكريسماس في عاصمة إيران الخالية من الثلج.