خاص : ترجمة – آية حسين علي :
شهدت أجهزة بث المحتوى الرقمي على التلفاز، خلال السنوات الماضية، تطورًا كبيرًا، وبات يمكن التحكم فيها من خلال الهاتف المحمول المملوك للشخص؛ كما أن بعض الإصدارات الحديثة تدعم دقة صورة فائقة وتحكم بالأوامر الصوتية، بالإضافة إلى تطور سرعة عمل الأجهزة وتقلص المدة المستغرقة من أجل تثبيتها.
تُعد شركة “آمازون” إلى جانب “غوغل”؛ المتنافستان من رواد هذا المجال إذ تصدر الأولى أجهزة (فاير ستيك)، التي تركز على زيادة قدر دقة الصورة، بينما تنتج الثانية أجهزة (كروم كاست) وتنشغل فيها بتعزيز سرعة الإرتباط، ورغم اختلاف تقنية عمل كل منها إلا الأجهزة التي تنتجها كل منها تتشابه إلى حد كبير.
فاير ستيك أو كروم كاست..
يشبه (فاير ستيك تي. في) إلى حد كبير جهاز (كروم كاست)، الذي تنتجه شركة “غوغل” لبث المحتوى، وعند ربط أي منهما بشاشة التلفاز فإنه يكسبه مزايا ذكية، ويعتمد (فاير ستيك) على متجر “آمازون”، بينما يتمكن المستخدمين لـ (كروم كاست) من الدخول إلى متجر “غوغل” لتحميل البرامج والألعاب.
كانت “غوغل” قد أنتجت أول جهاز (كروم كاست)، في عام 2013، لكن كان به الكثير من الضعف والنواقص، ثم أُطلق الجيل الثاني، في 2015، عوض الكثير من الأمور حتى أطلقت الإصدار الثالث والأخير لها، في عام 2018، وصلت دقة الصورة به إلى 1080، لكن “غوغل” تستخدم هاتف المستخدم للتحكم عن بُعد في جهاز التلفاز.
ويتميز (فاير ستيك) عن (كروم كاست) بجودة الصورة؛ وأطلقت “آمازون” مؤخرًا الجيل الثالث والأخير من أجهزتها بجودة صورة فائقة تصل إلى “4 كيي”، كما أنه مزود بمساعد “ألكسا” الذي يسمح للمستخدمين بالتحكم في أجهزة التلفاز العادية بالصوت.
قائمة طويلة من البرامج والألعاب..
تمامًا مثل (كروم كاست) يتيح (فاير ستيك) للمستخدم الدخول إلى عالم (نيتفليكس) واستخدام محركات البحث إلى جانب قائمة طويلة من البرامج والألعاب التي يمكن للمستخدم تحميلها والإستمتاع بها، لكن “آمازون” كشفت، خلال العرض الأول للجهاز في معرض “إيفا” بالعاصمة الألمانية، “برلين”، عن مفاوضات دائرة من أجل إضافة خدمة البث “ديزني بلس”، كما أعلنت مؤخرًا عن إتاحة تطبيق “يوتيوب تي. في” على أجهزتها، بعد سنوات من التنافس بين “آمازون” و”غوغل”.
ولا يستغرق تثبيت الجهاز الكثير من الوقت، وكل ما يحتاجه المستخدم هو ربطه بالتلفاز والسماح بالإرتباط بشبكة (واي فاي)، ويمكن لكل شخص إدارة المحتويات الرقمية حسب الرغبة.
التحكم بالأوامر الصوتية..
يُعد الجانب الأكثر تميزًا في الإصدار الأخير من (فاير ستيك) هو إمكانية التحكم في التلفاز من خلال الأوامر الصوتية بواسطة مساعد آمازون “ألكسا”، وتمكنك تلك الميزة بسهولة من إعطاء أوامر بالصوت مثل “ألكسا شغل الحلقة الثالثة من مسلسل، (هذا هو الحب)” أو “ألكسا مرر 3 دقائق من الحلقة”، قد يبدو الأمر غريبًا، لكن الواقع مدهشًا أكثر إذ أن المستخدم يمكنه أن يطلب من “ألكسا” البحث عن محتوى كوميدي أو درامي، ويمكن سؤاله عن معلومات حول حالة الطقس أو المرور، لكن لابد من نطق كلمة “ألكسا” في بداية كل أمر لتفعيل الجهاز.
هل يتوقف التطور التكنولوجي ؟
مع كل تقدم تكنولوجي ينتاب كثير من المستهلكين شعورًا بأنه لا يمكن اختراع المزيد وأن عربة التطور لا يمكنها الوصول إلى أماكن أبعد، لكن التحديثات والتطويرات لا تتوقف أبدًا، ولعل من أبرز الأمور التي يتوقع أن تشهد تركيزًا من جانب شركات تصنيع أجهزة بث المحتوى، خلال الفترة المقبلة، هي محاولة رفع حجم الذاكرة الداخلية وإتاحة توسيعها بكروت ذاكرة خارجية كي يتمكن المستخدم من حفظ محتويات أكثر.
وقد يقلق البعض عندما يعلم أن “آمازون” أعلنت أن نظام التشغيل يقوم بتجميع بيانات مرتبطة باستخدام الشخص للجهاز وخصائصه مثل تتبع سلوك البحث على الصفحة الرئيسة، لكن المستخدم يمكنه مسح سجل الاستشارات، ومن المحتمل أن تعمل الشركة خلال الفترات المقبلة على تقنيات تمنح المستخدم خصوصية أكبر.