خاص : ترجمة – بوسي محمد :
يمرّ الطفل بالعديد من المشاكل النفسية، تتمثل في “العناد – مص الأصابع – الاكتئاب – الخجل – التبول اللاإرادي – ضعف الثقة بالنفس – التدليل الزائد – قضم الأظافر”، والتي يجب السيطرة عليها بشكل آمن وتحفيزه لعيش حياة سوية حتى يكبر وينموا على ذلك، وهنا تقع المسؤولية على المدرسة أولاً ثم المنزل ثانياً.
50 % من معلمي بريطانيا عاجزين عن دعم التلاميذ نفسياً..
من المعروف أن التعليم الغربي أفضل كثيراً منه داخل البلدان العربية، من حيث التدريس والنظام والتكنولوجيا، بجانب اهتمامهم الشديد بصحة الطفل النفسية، حتى طالعنا مركز “آنا فرويد الوطني للأطفال والعائلات”، بدراسة جديدة تشير إلى أن هناك أكثر من 50٪ من المعلمين البريطانيين غير مؤهلين، وليس لديهم تدريب كافِ على ما يجب القيام به أو فعله لدعم التلاميذ الذين يعانون من مشاكل صحية وعقلية.
وقالت الدراسة أن واحد من كل 10، “وافق بشدة” مع البيان، بأنهم تلقوا التدريب اللازم للتعامل مع مشاكل الطلاب النفسية، مقارنة مع 54٪ الذين اختلفوا معهم في الرأي، وأكدوا على أنهم لم يتلقوا التدريب الكافِ لتأهيل الطالب نفسياً.
ووجدت الدراسة، التي أجراها مركز “آنا فرويد الوطني للأطفال والعائلات”، اتفاقاً ساحقاً بين المعلمين الأساسيين، البالغ عددهم 330 معلماً الذين أكدوا على دور المدرسة في تحديد التلاميذ الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية، بأن المعلمين يجب أن يتلقوا تدريباً مناسباً للتعامل مع مشكلات الطلاب بشكل سوي بعيداً عن التعقيد.
وفي الوقت الذي يرى فيه المعلمين أنهم غير مؤهلين للتعامل مع مشكلات الطلاب النفسية، قال أكثر من سبعة من كل عشرة أطفال أنهم يشعرون بأن مدرستهم تقوم بعمل جيد في تعزيزهم ودعمهم وتقويم سلوكهم.
تدهور الرعاية المدرسية مستمر برغم وعود “ماي” !
لفتت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إلى أن “تيريزا ماي”، رئيس الوزراء البريطانية، قد وعدت بإعطاء الأولوية لمعالجة قضايا الصحة العقلية خلال فترة رئاستها، ووصفتها في إحدى كلماتها الرئيسة بأنها “حالة من الظلم المحترق”.
ومن المتوقع أن تؤدي المدارس دورها في تحديد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالصحة العقلية والتدخل المبكر لدعمهم.
ومع ذلك، تقول العديد من المدارس إنها تضطر إلى خفض خدمات دعم الصحة الرعوية والعقلية، بسبب ضغوط الميزانية. وأشارت الأبحاث التي أجرتها “كلية لندن” الجامعية ، إلى أن واحدة من بين كل أربع فتيات وواحد من كل عشرة أولاد يعانون من الاكتئاب في سن الرابعة عشرة.
وقال البروفيسور “بيتر فوناغي”، الرئيس التنفيذي لـ” AFNCCF”: “من الضروري أن نعطي الأطفال المهارات اللازمة للتحدث عن مشاعرهم في سن مبكرة، ليس هذا فقط سوف نساعدهم في الحدّ من تعرضهم لمشاكل نفسية، وسوف نعطي الأطفال المهارات مدى الحياة لمساعدتهم على مساعدة الآخرين، فضلاً عن مساعدة أنفسهم على التعامل مع المشاكل التي قد تظهر في وقت لاحق في الحياة”. مؤكداً على أن التدخل المبكر ضروري للغاية للأطفال.
وتابع: “نحن بحاجة لاخضاع المعلمين لتدريب مكثف بشأن التعامل مع مشكلات التلاميذ الصحية والعمل على حل مشاكلهم بشكل سوي”.
ومن جانبه قال “بول وايتمان”، الأمين العام للرابطة الوطنية لرؤساء المعلمين: “نحن نعلم أن للمدارس دوراً حيوياً في تعزيز رفاهية التلاميذ، وفي التعرف المبكر على الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية”.
واشار إلى أنه يجب توفير الدعم المالي لتلك المدارس لتدريب المعلمين على التعامل مع مشاكل الطلاب النفسية، من خلال خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية الممولة بشكل جيد.