خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
بعد الكثير من المناوشات والتكهنات، زار مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، “رافائيل غروسي”، العاصمة الإيرانية، “طهران”، للقاء المسؤولين: “حسين أمير عبداللهيان” وزير الخارجية، و”محمد إسلامي” رئيس منظمة الطاقة الذرية.
وتتزامن هذه الزيارة مع الاجتماع المرتقب لمجلس حكام “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” ومفاوضات إحياء “الاتفاق النووي”، وقد تؤثر تلك الزيارة على العلاقات الإيرانية مع الوكالة؛ وكذلك المفاوضات النووية.
والمؤكد أن تواجد “غروسي” في “طهران” ربما يحول على أبسط تقدير دون صدور أي قرار عقوبات أو حتى بيان إدانة ضد “إيران” وتغير الموقف تحت وطأة الضغوط الغربية.
لكن يتعين انتظار نتائج مباحثات “غروسي” مع “عبداللهيان” و”إسلامي”؛ ومدى تأثير هذه اللقاءات على اجتماع مجلس الحكام ومفاوضات إحياء “الاتفاق النووي”. بحسب “سهيل ثابت”؛ في صحيفة (آرمان ملي) الإصلاحية الإيرانية.
زيارة “غروسي” وتأثيراتها..
رغم تراجع “إيران” عن الإلتزام بوعودها، وفق البنود (26) و(36) من “الاتفاق النووي”، وتأكيدات المسؤولين الإيرانيين المتكررة على مسألة عدم التراجع عن هذه الخطوة؛ طالما لم تلتزم باقي الأطراف بتعهداتها المنصوص عليها في “الاتفاق النووي”؛ والأهم إلغاء العقوبات المفروضة على “إيران”.
مع هذا؛ وبعد مرور عامين، ماتزال الوكالة تدعو “إيران” إلى تقديم طلبات لا منهجية تنطوي في الغالب على أبعاد سياسية. ويمكن بسهولة ملاحظة هذه المطالب وتلكم السلوكيات في التقارير المتعلقة بـ”الجمهورية الإيرانية” و”الاتفاق النووي”؛ إذ تتخذ الذراع القانونية والفنية بـ”الأمم المتحدة” جانب بعض الدول.
وهو ما تحول إلى أداة ضغط في أيدي الأوروبيين يستخدمونها ضد “إيران”. ووفق مدير عام وكالة الطاقة الذرية السابق والحالي، فقد إلتزمت “إيران” بتعهداتها، إلا أن من يشعرون بتهديد مصالحهم يضغطون على الوكالة، ومن ثم تغير توجه هذه المنظمة الدولية تجاه “إيران”.
لكن ورغم التكهنات بخصوص زيارة “غروسي”، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ وكذلك تصريحاته وتعجبه من عدم لقاء مسؤولي الحكومة الإيرانية الجديدة، كشف المتحدث باسم الخارجية؛ وكذلك المتحدث باسم “وكالة الطاقة الذرية الإيرانية” عن زيارة، “غروسي” المرتقبة إلى “إيران”.
ويعتقد الكثيرون أن هذه الزيارة والمباحثات مع المسؤولين الإيرانيين قد تؤثر على نوع وطبيعة موقف الوكالة الدولية تجاه “إيران”، فالمؤكد أن الوكالة تعلم وكذلك الأطراف الغربية، بتداعيات أي تحرك خاطيء ضد “إيران” وفرض المزيد من القيود على إحياء “الاتفاق النووي”.
ويبدو أن مثل هذه اللقاءات قد تستدعي المزيد من التعامل للقضاء على المشكلات العالقة والحيلولة دون تأزم الموقف وتوتر الأجواء.
يُذكر أن “غروسي” زار “إيران” قبل ذلك؛ وهذا هو اللقاء الثاني مع المسؤولين الإيرانيين، وعلينا انتظار نتائج هذا اللقاء.
نأمل أن تكون الزيارة بناءة..
أكد المتحدث باسم “الخارجية الإيرانية” سعي بلاده الدائم إلى تكوين علاقات فنية في إطار الضمانات مع الوكالة. وأعرب، “سعيد خطيب زاده”، عن أمله أن تكون زيارة مدير عام الوكالة الدولية إلى “طهران”؛ بناءة كسابقتها، وقال: “نركز على أن تتسم مفاوضات فيينا بالجدية، وأن تعلم الأطراف المقابلة أننا سوف نركز على إلغاء العقوبات الأحادية والشاملة ضد إيران”.
وأضاف تعليقًا على اجتماع مجلس حكام الوكالة: “لطالما نصحنا الوكالة بالبقاء على مسار التعاون الفني وعدم السماح للدول الأخرى بتحقيق أهدافها وأغراضها السياسية باسم الوكالة… ولطالما سعينا إلى حل المشكلات بين إيران والوكالة في إطار الضوابط الفنية. ونحن نطلب إلى الوكالة العمل في هذا الإطار”.
بدوره أعرب مدير عام الوكالة الدولية عن أمله في أن تتمكن الوكالة من استئناف من وصفه: بـ”أنشطة التحقق الضرورية في إيران”. وقال: “آمل أن نتمكن من فتح قناة مؤثرة والبدء في حوار مباشر يقوم على المشاركة”.