12 نوفمبر، 2024 2:14 ص
Search
Close this search box.

مع فشل جهود الوساطة بين واشنطن وطهران .. عقبات قد تصل لحرب أهلية في انتظار العراق !

مع فشل جهود الوساطة بين واشنطن وطهران .. عقبات قد تصل لحرب أهلية في انتظار العراق !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تزداد المخاوف العراقية يومًا بعد يوم؛ لما يُرتقب من تأثيرات بشكل مباشر على الداخل العراقي جراء تصاعد توترات الصراع “الأميركي-الإيراني”، خاصة إذا فشلت الوساطة العراقية التي أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، قائلًا إن: “الساعات المقبلة ستشهد إرسال عدد من الجهات أو الأطراف إلى عدد من العواصم، ومنها واشنطن وطهران، لمحاولة تهدئة الموقف وحدة التوتر”، مؤكدًا على أن هناك خطة لتعدد منافذ تصدير “النفط”.

وبسبب هذه المخاوف؛ شهدت العاصمة العراقية، “بغداد”، ومدينة “كربلاء”، أمس الجمعة، مظاهرات حاشدة تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري، “مقتدى الصدر”، مطالبين بتجنب الحرب المحتملة بين “الولايات المتحدة” و”إيران” وإبعاد “العراق” عنها.

وحمل المتظاهرون، العلم العراقي ولافتات؛ كُتب عليها: “لا للحرب” بعدة لغات، محذرين من مغبة إندلاع الحرب على بلادهم أمنيًا واقتصاديًا.

“عبدالمهدي” يتحرك في مسارين متوازيين..

تعليقًا على ذلك؛ يقول الأكاديمي والكاتب السياسي، الدكتور “دياري الفيلي”، أن: “هناك قوى وشخصيات راديكالية موجودة في الولايات المتحدة وإيران، وما يخشى منه أن تكون لهذه الشخصيات الراديكالية الكلمة النافذة، وبالتالي يمكن أن تخرج الأمور عن سياقها الطبيعي وتفشل كل محاولات الوساطة التي يقوم بها الجانب العراقي، من أجل نزع فتيل الأزمة بين طهران وواشنطن”.

مضيفًا: “إن السيد عادل عبدالمهدي؛ بدأ يدرك حقيقة هذا التصور، وصار يتحرك في مسارين متوازيين، الأول يبدأ من نقطة التعويل على فكرة إمكانية أن يطرح العراق مشروعًا للتقريب بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، والمسار الآخر يكمن في الاستعداد لإمكانية زيادة التوتر بين واشنطن وطهران، على اعتبار أن العراق سيكون الساحة الأكثر تأثرًا جراء حدة الإشتباك بين الطرفين، خاصة إذا ما علمنا أن رئيس الوزراء العراقي بدأ يرسل رسائل واضحة المعالم مفادها أن هناك قوى على الأرض العراقية، تعمل لمصلحة إيران، وقد تقوم بخطوات غير مدروسة وإنفعالية، تساهم في تأجيج المشكلة وتدفع بالجانب الأميركي في إتخاذ خطوات عسكرية”.

يجب تفعيل المبادرات السياسية بدلًا من دور “ساعي البريد”..

حول إمكانية نجاح وفود رئيس الوزراء العراقي إلى “طهران” و”واشنطن” من أجل التهدئة، يقول “الفيلي”، أن: “العراق لا يملك خيارات كثيرة، ولابد له من القيام بخطوة سياسية تلعب الدور الكبير في إضفاء نوع من المسؤولية تجاه ما يحدث، كون من مصلحة العراق التحرك وبخطوات متسارعة، وعليه تفعيل مبادرات دبلوماسية، لا أن يتحول إلى ساعي بريد بين الولايات المتحدة وإيران، ونقطة الإشكال الحقيقية تكمن في الدور الذي يتوجب على العراق أن يقوم به، فهل هناك فعلًا إستراتيجية واضحة المعالم ومتفق عليها بين القوى السياسية العراقية ؟.. هل عندنا مشروع يشكل رؤية إنطلاق لإجماع وطني يستطيع من خلاله رئيس الوزراء العراقي وحكومته ممارسة دور الوساطة بين هاتين القوتين المؤثرتين على المشهد السياسي العراقي ؟”.

معتقدًا “الفيلي”: “أنه لا يوجد لدى العراق خيار آخر غير ممارسة هذا الدور، وإذا ما فشل العراق في لعب دور الوسيط؛ فإن النتائج ستكون كارثية على العراق على المدى القريب”.

قد تؤدي لتدمير السلام الهش في العراق..

في الوقت ذاته؛ حذر تقرير نشره معهد “بروكنغز” الأميركي للأبحاث؛ من أن التوترات بين “الولايات المتحدة” و”إيران” يمكن أن تؤدي إلى “تدمير السلام الهش في العراق”.

ويقول التقرير، الصادر عن فرع المعهد في “قطر”، إن على “الولايات المتحدة” أن تدرك حجم الأزمة التي يمكن أن يواجهها “العراق” إذا وقعت صدامات مع عملاء إيرانيين في هذا البلد.

ووفقًا للتقرير، فقد يؤدي ذلك إلى سلسلة من العواقب غير المقصودة التي قد ينجم عنها إراقة الكثير من الدماء داخل “العراق” وإحياء الصراع الطائفي وعودة تنظيم (داعش)، حيث أنه من شأن الصراع بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، على الأراضي العراقية، أن يدمر التوازن السياسي الصعب الذي نشأ بعد انتخابات العام الماضي؛ والهزيمة الإقليمية لتنظيم (داعش).

ويشير كاتب التقرير إلى أن إجماع تقاسم السلطة في “العراق” لا يزال هشًا وضعيفًا إلى حد أن أي إختلال كبير يمكن أن يؤدي إلى انفجار سياسي في “بغداد”.

وسيؤدي، عدم الاستقرار في “العراق”، إلى إزدهار بيئة تفضلها الميليشيات المسلحة المدعومة من “إيران”.

ومن شبه المؤكد أن يفضي هذا الإنهيار إلى اشتباكات فتاكة قد تقود في النهاية إلى حرب أهلية.

ويرى التقرير أن مجموعات الميليشيات الشيعية في “العراق”، مثل كتائب “حزب الله” و”حركة النجباء” و”عصائب أهل الحق”، أثبتت نفسها كجهات فاعلة عابرة للحدود الوطنية تمتد طموحاتها وقدراتها القتالية إلى ما وراء الحدود الإقليمية.

الحكومة العراقية ضعيفة لا تستطيع مواجهة الميليشيات..

والأهم من ذلك، يقول التقرير، إن الجماعات المنحازة لـ”إيران” لديها أسلحة وأموال طائلة تسمح لها بالعمل بشكل مستقل عن الدولة ومواجهة القوات المسلحة التقليدية العراقية عند الضرورة.

ويتابع أن هؤلاء يرسخون بقوة في النظام السياسي العراقي، فهم يخوضون الانتخابات ويشغلون مقاعد في البرلمان، ويتم التعامل مع مقاتليهم دستوريًا كأفراد في القوات المسلحة العراقية؛ كما تـُقدَّم لهم رواتب من الميزانية الوطنية العراقية.

وبعبارة أخرى؛ فإن الحكومة العراقية، بحسب التقرير، ضعيفة وغير قادرة على كبح جماح الميليشيات التي لديها القدرة والرغبة في تحويل “العراق” إلى منصة لشن هجمات على “الولايات المتحدة”.

ويخلص تقرير معهد “بروكينغز” إلى أن “الولايات المتحدة”، وفي حال حصلت أي مواجهة محتملة مع “إيران”، تحتاج إلى تأسيس إستراتيجية تؤمن مشهدًا سياسيًا عراقيًا يعزز النفوذ الأميركي في البلاد ويضمن عدم تعزيز نفوذ “إيران” في المستقبل.

يُذكر أن زعيم التيار الصدري، “مقتدى الصدر”، كان قد حذر، الإثنين 20 أيار/مايو الحالي، من أن: “الحرب بين إيران وأميركا ستكون نهاية للعراق”، مؤكدًا على أن: “أي طرف يزج العراق بالحرب ويجعله ساحة للمعركة؛ سيكون عدوًا للشعب العراقي”، وتابع: “نحن بحاجة إلى وقفة جادة مع كبار القوم لإبعاد العراق عن تلكم الحرب الضروس التي ستأكل الأخضر واليابس فتجعله ركامًا”.

والثلاثاء الماضي، أعلن “العراق”، الذي يشكل ملتقى استثنائيًا لـ”الولايات المتحدة” و”إيران” المتعاديتين فيما بينهما، استعداده للتوسط لوقف التصعيد، حيث قال رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي” إن: “بغداد تعتزم إرسال وفود قريبًا جدًا إلى طهران وواشنطن سعيًا للتهدئة بين البلدين”.

وتدهورت العلاقات بين “طهران” و”واشنطن”، بعد قرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، في أيار/مايو 2018، الانسحاب من “الاتفاق النووي” وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على “إيران”.

وبلغ التوتر أشده، خلال الأسبوعين الماضيين، بعدما أعلنت “الولايات المتحدة” تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط لمواجهة ما أسمته “تهديدات” إيرانية، وقالت “واشنطن” إنها تدرس إرسال المزيد من القوات إلى المنطقة لضمان أمن القوات المنتشرة فيها بالفعل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة