خاص : ترجمة – محمد بناية :
دعا الملك السعودي، الطاعن في السن، لاجتماع طاريء بمدينة، “مكة المكرمة”، في ظل الأوضاع الإقليمية الملتهبة؛ نتيجة السياسات الأميركية الطائشة. وتعهد المسؤولون السعوديون ببذل جهدهم لإنقاذ المنطقة من حرب جديدة.
والسؤال: هل الغرض، من هذه الجلسة، هو الحيلولة دون إندلاع حرب جديدة بالمنطقة أم كما يقول، “محمد علي الحوثي”، رئيس اللجنة العليا للثورة اليمنية: هي جلسة للتآمر على استقرار وأمن المنطقة ؟.. بحسب سؤال طرحته صحيفة (جام جم) الإيرانية؛ الصادرة عن هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية، في معرض تحليل نشرته حديثًا.
اجتماع طاريء..
دعا الملك السعودي، “سلمان بن عبدالعزيز”، القيادات العربية والخليجية، إلى اجتماع طاريء، بعد أسبوعين، لمناقشة الحوادث الأخيرة في المنشآت النفطية السعودية وميناء “الفُجيرة” الإماراتي، حسبما ورد في بيان “الخارجية السعودية”.
وكانت “الخارجية الإماراتية” قد إدعت، قبل نحو أسبوع، تعرض ناقلات النفط الإماراتية والسعودية والنرويغية لعلميات تخريبية على مقربة من ميناء “الفُجيرة” بـ”الإمارات”. ولم تتبنى أي جهة، حتى الآن، مسؤولية هذه العمليات، لكن سعت وسائل الإعلام السعودية والغربية، على مدى الأيام القليلة الماضية، إلى استغلال مثل هذه العمليات الوقائية من جانب ثوار “اليمن” داخل العمق السعودي في حشد الأجواء ضد “إيران”.
وكان وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، قد حذر، قبل أسابيع، من مساعي المجموعة التي أسماها، (الفريق باء)، لإفتعال حوادث تستهدف توتير الأجواء وخلق نوع من المواجهة ضد “إيران”.
وبموجب تصريحات الوزير الإيراني؛ يضم الفريق (ب)، “جون بولتون”، مستشار الأمن القومي الأميركي، و”بنيامين نتانياهو”، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، و”محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، و”محمد بن زايد”، ولي عهد “أبوظبي”.
ترحيب الأتباع..
أعلنت دول “الإمارات” و”البحرين”؛ الموافقة على دعوة الملك السعودي بمجرد الإعلان عنها، وقالت البلدان: “المبادرة السعودية تستهدف توطيد السلام والاستقرار في المنطقة”.
وأكد بيان “الخارجية الإماراتية”: “إن الأوضاع الحساسة الراهنة؛ تتطلب موقف موحد من جانب الدول العربية والخليجية”.
في السياق ذاته؛ قال الرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، أثناء مراسم استقبال السفير السعودي بـ”القاهرة”: “مصر تسند الرياض في جهودها الرامية إلى توفير الأمان والاستقرار في الخليج”. ولا تعتبر “مصر” جزءً من دول “مجلس التعاون الخليجي”؛ وإن كانت عضو “الجامعة العربية”، ومن ثم فقد أعلن “السيسي” بوضوح عدم المشاركة في الاجتماع السعودي.
والسؤال: ما هو الموضوع المهم الذي دفع الملك السعودي إلى إتخاذ قرار جمع قيادات الدول العربية ؟.. الحقيقة أن مسألة الهجوم على عدد من حاملات “النفط” في ساحل “الفُجيرة”؛ أو مهاجمة طائرة “الحوثيين” المسيرة، المنشآت النفطية السعودية، لا يمكن أن تكون موضوعًا مهمًا على مستوى قيادات جميع الدول العربية، ما لم نسلم أن الهدف من اجتماع “مكة” الطاريء شيء آخر.
توطين العسكريين الأميركيين..
وافقت القيادات الخليجية، قبل أيام، على مطلب أميركي بتوطين العسكريين الأميركيين في دول الخليج، ومن المقرر تسكين بعض هذه القوات في دولة “الكويت”.
وكانت جريدة (القبس) الكويتية قد نشرت، قبل أيام، نبأ الموافقة على استضافة “الكويت” قوة أمنية، “كويتية-أميركية” مشتركة، بالإضافة إلى أنباء أخرى تتحدث عن تقوية عناصر درع الجزيرة في “الكويت”.
كما شهدت “المنامة”، عاصمة دولة “البحرين”، اجتماع عسكريين أميركيين مع عدد من القيادات العربية الخليجية لمناقشة سُبل تأمين الملاحة واستمرار تدفق التجارة الحرة في المنطقة.
وكلها شواهد تعكس استعداد عرب الخليج، بزعامة “السعودية”، للأوضاع الحربية. ورغم إعلان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، وعدد من القيادات الأميركية بوضوح أن تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الخليج لا يعني الحرب، لكن يبدو أن القيادات السعودية تعتزم، (بقصد أو بدون)، توريط الأميركيين في حرب ضد “إيران”، الأمر الذي سيؤدي للإضرار بـ”الولايات المتحدة” وكل حلفاءها من العرب.
“الجبير” مجددًا !
بعد أشهر من الغيبة؛ اتهم الدبلوماسي، سيء السمعة، “عادل الجبير”، وزير الخارجية السعودي السابق، “إيران”، بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، وقال: “المملكة العربية السعودية لا تتطلع إلى الحرب، لكنها سوف تدافع عن مصالحها إذا دعت الحاجة”.
وطبقًا لوكالة أنباء (فارس)، جاءت هذه التصريحات بعد ساعة واحدة على إعلان الملك السعودي دعوة ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية إلى اجتماع طاريء في “مكة”، وقال “الجبير”: “الهدف من اجتماع مكة الطاريء هو النظر في السياسات الإيرانية العدائية”.
وإدعى هذا المسؤول السعودي، متجاهلاً إعتداءات بلاده التخريبية ضد المسلمين في “اليمن” والعمل على زعزعة الاستقرار في دول المنطقة الأخرى مثل “العراق” و”سوريا”، أن “الرياض” لطالما سعت إلى توطيد السلام والاستقرار في المنطقة !