خاص : كشفت – نشوى الحفني :
في واقعة غير مسبوقة، حدثت دون قصد، تكشف الزيف الأميركي أمام العالم، وقد تقلب موازين خطواتها الرافضة لوجود السلاح النووي، خاصة مع “إيران”، كشف تقرير لجنة الجمعية البرلمانية لحلف الـ (ناتو) معلومات تخص مواقع تخزين الأسلحة النووية الأميركية.
وبعد نشر الوثيقة على الإنترنت لفتت الإنتباه من دون قصد إلى وجود أسلحة نووية أميركية، وعلى إثره طالب سياسيون معارضون في “بلجيكا”، الحكومة، بتقديم أجوبة.
وكشفت مسودة تقرير للجنة الدفاع والأمن، التابعة لـ”الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي”، (ناتو)، تفاصيل حول 6 قواعد جوية في “أوروبا” و”تركيا”، تخزن “الولايات المتحدة” فيها 150 سلاحًا نوويًا، خاصة قنابل الجاذبية من طراز (بي-61).
وتأتي هذه الأنباء وسط مخاوف من سباق تسلح نووي جديد في “أوروبا”، بعدما أصبحت معاهدة تاريخية بين “موسكو” و”واشنطن” للحد من انتشار الأسلحة النووية، تعود لحقبة الحرب الباردة، على حافة الإنهيار، بالإضافة إلى انسحاب “واشنطن” من “الاتفاق النووي” مع “إيران”، مع تصاعد التوتر بين الجانبين الذي بات ينذر بإنهيار الاتفاق تمامًا.
مطالب بالتخلي عن الأسلحة وإنهاء الخداع السياسي..
ووفقًا لوكالة (آكي) الإيطالية، قد أثارت هذه المعلومات جدلاً في الأوساط السياسية في البلاد، إذ عبر البرلماني الفيدرالي، “سامويل كوغولاتي”، من “حزب الخُضر”، عن غضبه لغموض موقف السلطة التنفيذية في البلاد تجاه هذه المسألة لسنوات طويلة.
وقال: “لهذا السبب تطلب مجموعة الخُضر نقاشًا عامًا ومعمقًا؛ بهدف منع أي عملية تخزين لأسلحة نووية على أراضي البلاد”.
ودعا البرلماني الفيدرالي، الحكومة، إلى التخلي عن هذه الأسلحة، وانهاء حالة الخداع السياسي التي دامت طويلاً.
هذا وقد دأب مسؤولو الأحزاب اليمينية الأعضاء في الائتلاف الحاكم على التأكيد على موقفه المؤيد لنزع السلاح النووي.
وقال “الحزب الاشتراكي الفلمنكي”، (sp.a)، أنه يرغب في أن تعلن “بلجيكا” عن نفسها بأنها دولة خالية من أي أسلحة نووية، ودعا إلى نزع جميع الأسلحة النووية الموجودة على الأراضي البلجيكية.
وعلى موقع (تويتر)، دعا “John Crombez”، رئيس “الحزب الفلمنكي”، (SP.A)، أمس الأول؛ إلى “نقاش شفاف” حول الموضوع.
وقال “Crombez” بأن: “حزب (sp.a) يرغب في أن تقوم بلجيكا بسحب نفسها من خدمة الآخرين في نهاية المطاف”، على حد تعبيره.
من جانبها؛ استعادت الاشتراكية الفلمنكية، “Melissa Depraetere”، ذكرياتها القريبة، بأن حزبها السياسي كان ينادي، منذ فترة طويلة، بنزع الأسلحة النووية الموجودة في “بلجيكا”.
وأشارت “Depraetere”، بشكل خاص، إلى المناقشة التي سبقت وقوع اختيار “بلجيكا” على الطائرة (F-35)، تلك الطائرة المقاتلة الجديدة التي من المفترض أنها ستحل محل الطائرة (F-16)، والتي كانت متوافقة مع “مسؤوليات البعثات ذات السعة المزدوجة”، سواء أكانت تقليدية أم نووية.
وأضافت “Depraetere”: “منذ فترة طويلة ونحن نطالب بنزع الأسلحة النووية لتجنب حملها بواسطة طائرات الـ (F-35). سوف نضع ذلك مرة أخرى على الطاولة أمام لجنة الدفاع”.
يوجد 150 سلاح نووي في 6 قواعد..
ويشير جزء من مسودة التقرير، الذي وضعه السيناتور الكندي، “غوزيف داي”، إلى ما مجموعه “نحو 150 سلاحًا نوويًا” في قواعد “كلاين بروغل”، في “بلجيكا”، و”بوتشيل”، في “ألمانيا”، و”أفيانو” و”غيدي توري”، في “إيطاليا”، و”فولكل”، في “هولندا”، و”إنغرليك”، في “تركيا”.
نشر مسبقًا وتمت إزالته..
ونشر في شهر نيسان/أبريل 2019، تقرير صادر عن عضو كندي في لجنة الدفاع والأمن التابعة لـ”الجمعية البرلمانية لحلف الناتو”، بعنوان: (عصر جديد من إحتواء الأسلحة النووية)، تناول مسألة الحداثة والحد من انتشار الأسلحة النووية، وتمت إزالة التقرير، فيما بعد، لكشفه عن وجود نحو 150 رأسًا نوويًا أميركيًا في “أوروبا”. حسبما ذكرت صحيفة (واشنطن بوست)، وقد تم تعديله، الأسبوع الماضي، لإزالة الإشارات التفصيلية إلى القواعد الجوية.
ويبدو أن المعلومات الواردة في التقرير اقتبست من ورقة سنوية عن القوات النووية الأميركية، تنشر في (نشرة علماء الذرة)؛ التي تقدم تفاصيل عن المواقع المعلن عنها لجميع الرؤوس النووية الأميركية.
و”الولايات المتحدة” واحدة من 3 قوى نووية في “حلف شمال الأطلسي” إلى جانب “بريطانيا” و”فرنسا”، ورغم أن التهديد النووي يمثل جزءًا أساسيًا من استراتيجية الردع، فإن الحلف يرفض مناقشته بالتفصيل.
ونأى الحلف بنفسه عن التقرير، حيث شدد أحد مسؤوليه أنه: “ليس وثيقة رسمية للحلف”.
وقال المسؤول إن الحلف لن يعلق على المسائل النووية، و”الوثيقة المقتبس عنها هي مسودة تقرير لبرلمانيي دول حلف شمال الأطلسي الذين يجتمعون في إطار الجمعية البرلمانية للحلف”.
توجد أسلحة أميركية نووية في بروكسل..
وكان وزير بلجيكي قد أقر، في أواخر الثمانينيات، بوجود أسلحة نووية أميركية في قاعدة “كلاين بروغل”، التي تقع على بُعد حوالي 90 كيلومترًا شمال غربي “بروكسل”، قرب الحدود الهولندية، إلا أنه لم يتم تقديم تفاصيل في السابق عن عدد الرؤوس الحربية أو كيفية استخدامها.
يُذكر التقرير أن قنابل (بي-61) يمكن أن تحملها “طائرات الولايات المتحدة والحلفاء ذات القدرة المزدوجة”، لكن لا يمكن استخدامها إلا بأمر من الرئيس الأميركي.
تأكيد لحقيقة معروفة..
ونظرت العديد من وسائل الإعلام إلى التقرير على أنه تأكيد لحقيقة كانت معروفة منذ زمن طويل. وتم نشر مقال في صحيفة (دي مورغن) البلجيكية؛ تحت عنوان: (أخيرًا وببساطة يوجد سلاح نووي أميركي في بلجيكا).
خرق للاتفاقيات النووية.. وستواجه الاتحاد الأوروبي بأكمله..
تعليقًا على ما تم اكتشافه، قال المحلل السياسي الفرنسي، “توفيق قويدر شيشي”، إن ما قامت به “الولايات المتحدة” في “أوروبا” يمثل خرقًا للاتفاقيات النووية، وبالتالي فـ”الاتحاد الأوروبي” لديه الآلية لإتخاذ كافة التدابير القانونية.
كما ذكر “شيشي” أن الدول الأوروبية، وخاصة محور “باريس-برلين”، قد تستدعي السفراء الأميركيين، على وقع كشف سر الصواريخ النووية الأميركية في “بروكسيل”.
وأوضح “شيشي” أنه يجب على “واشنطن” أن تفهم أنها إذا إرتكبت حماقة، في هذا الموضوع، ستكون في مواجهة “الاتحاد الأوروبي” بأكمله.
كما لفت أن أجهزة الاستخبارات الأوروبية؛ ومنها “هيئة الاستعلامات الفرنسية” هي من كشفت قضية الصواريخ النووية الأميركية في “بروكسيل”.