زراعة القلب .. مرور 50 عاماً على أول عملية في العالم

زراعة القلب .. مرور 50 عاماً على أول عملية في العالم

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يحتفل العالم بمرور 50 عاماً على إجراء أول “عملية زراعة قلب طبيعي” في العالم على يد الطبيب الجنوب إفريقي، “كريستيان برنارد”، وهي العملية التي أحدثت طفرة في عالم جراحة القلب، وساهمت في إنقاذ حياة أكثر من 7 آلاف مريض حول العالم خلال العام الماضي فقط.

وأجرى “برنارد” هذا التدخل الجراحي، لأول مرة في العالم، في يوم 3 كانون أول/ديسمبر عام 1967، داخل مستشفى “غروت شور” بجنوب إفريقيا، على مريض يدعى “لويس واشكانسكي”، الذي كان يبلغ من العمر 53 عاماً، وكان يعاني من قصور القلب ومرض السكري، واستغرق الطبيب 5 ساعات لإجراء العملية، بعدها تمكن قلب المتبرع من النبض بشكل طبيعي في جسد المتلقي، لكن المريض توفي بعدها بـ 18 يوماً فقط بسبب إصابته بالإلتهاب الرئوي.

وكرر جراح القلب المحاولة في عام 1968؛ على المريض “فيليب بلايبيرغ”، وكانت هذه المحاولة أكثر نجاحاً، إذ استمر على قيد الحياة لمدة 19 شهراً.

ورغم أن العالم لم يعرف هذه الجراحة قبل عام 1967، إلا أنه في العام التالي أجريت 100 عملية زراعة قلب بشري على مستوى العالم، وخلال نصف قرن تضاعف هذا العدد عشرات المرات، وخلال العام الماضي أجرى جراحو القلب أكثر من 7 آلاف عملية من هذا النوع.

كريستيان برنارد

وكان “برنارد” قد تعلم تقنية زراعة القلب في “سان فرنسيسكو” على يد الجراح الأميركي، “نورمان شومواي”، الذي أجرى أول عملية لزراعة قلب لكلب عام 1959، لكنه لم يستطع استخدام نفس التقنية في زراعة قلب بشري لإختلاف إستجابة جسم الإنسان.

وعادة ما يكون مريض الشلل الدماغي، أو ما يعرف في الطب بـاسم “جسد ميت بقلب نابض”، هو المتبرع الأمثل لشخص حي، لكنه يعاني من مشكلات قصور القلب.

وتشير بيانات حديثة أعلنتها “مؤسسة القلب البريطانية” إلى تزايد عدد المرضى المدرجين على قوائم إنتظار عمليات زرع القلب بنسبة 162% خلال 10 أعوام.

تثبيط المناعة وقطع العصب الحائر..

أعقبت محاولة “برنارد” عدة محاولات أخرى في دول مختلفة، لكنها لم تكلل بالنجاح، لذا توقفت عدة مراكز طبية عن المحاولة، ولم يتمكن الباحثون من تطوير التقنية للوصول إلى نتائج أفضل، حتى السبعينيات من القرن الماضي بعدما اكتشفوا إمكانية استخدام دواء “سيكلوسبورين” لتثبيط المناعة بغرض تقليل فرصة رفض الجسم للعضو الذي تمت زراعته في جسم المريض.

لكن هذه الأدوية تجعل جسد المتلقي أكثر عرضة للأمراض المناعية والإصابة بالعدوى والإلتهابات، فضلاً عن الآثار الجانبية للعملية نفسها خاصة على الكلى والرئة.

وتتضمن العملية الجراحية قطع العصب الحائر، الذي يتحكم في سرعة ضربات القلب، حيث أن تحفيز العصب يؤدي إلى إبطاء نبضات القلب، لذا فإن القلب الجديد يدق حوالي 100 نبضة في الدقيقة الواحدة.

33 عاماً أطول مدة معيشة بعد العملية..

عالمياً، يعتبر الإنكليزي، “جون مكفرتي”، هو حامل الرقم القياسي لأطول معيشة بعد عملية زرع قلب، إذ أجريت له العملية عام 1982 في مستشفى “هاريفيلد” بإشراف الطبيب المصري، “مجدي يعقوب”، وتوفي عام 2016 عن عمر ناهز 73 سنة، أي بعد 33 عاماً من الزراعة.

زراعة قلب اصطناعي..

بعد النجاح الذي توصل إليه الباحثون في مجال جراحة القلب البشري، بدأ العديد من أطباء القلب في تجربة إجراء عمليات لزراعة قلب اصطناعي، وبعدما كان يستخدم كإجراء مؤقت حتى تجهيز قلب المتبرع إلا أنه أصبح يُزرع ليضخ الدم بشكل دائم في جسم الإنسان.

وأجريت أول عملية زراعة قلب اصطناعي ليعمل بديلاً للقلب البشري في عام 1982 بولاية “يوتا” الأميركية، على مريض يدعى “بارني كلارك”، وبقي على قيد الحياة لمدة 112 يوماً بعد العملية، وكان القلب الاصطناعي يزن 6 أضعاف القلب الطبيعي.

ولا تزال الابحاث مستمرة لتحسين تقنيات زراعة القلب الاصطناعي نظراً لصعوبة توفر قلب بشري متبرع في الوقت المناسب، ويبحث الأطباء إمكانية استخدام الخلايا الجذعية لعلاج كثير من المشكلات التي يعاني منها القلب كي تبقى الزراعة هي القرار الأخير.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة