8 مارس، 2024 1:34 م
Search
Close this search box.

“جنوب السودان” ينهي الحرب .. بأربع نواب للرئيس و10 ولايات بدلًا من 32 !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد صراع دامٍ ستة أعوام، طوت “جمهورية جنوب السودان”، مرحلة الحرب بشكل نهائي، بإطلاق المرحلة الانتقالية، التي ستستمر لمدة 3 سنوات، يتم خلالها وضع الدستور الدائم، وتجري بعدها انتخابات على كل المستويات.

وأدى زعيم المتمردين في جنوب السودان، “رياك مشار”، اليمين الدستورية في “غوبا”، أمس الأول، أمام الرئيس، “سلفا كير”، ليتولى منصب النائب الأول للرئيس، وينضم بذلك إلى السلطة. كما أدى اليمين 3 نواب آخرين في هيئة الرئاسة، التي تتكون من 6 أشخاص، هم الرئيس ونائبه الأول، وأربعة نواب.

مراسم أداء اليمين جرت وسط حضور إقليمي، لافت، يتقدمهم رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق ركن “عبدالفتاح البرهان”، الذي يتولى حاليًا، رئاسة “الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا”، (إيقاد)، الراعية للسلام في القرن الإفريقي، ونائب رئيس جنوب إفريقيا، “ديفيد مابوزا”، ورئيس الوزراء الأوغندي، “روهاكانا روغوندا”، وممثلون من “الاتحاد الإفريقي”، وهيئة (إيقاد)، إلى جانب البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى “جنوب السودان”، فيما تغيب رئيس الوزراء الإثيوبي، “آبي أحمد”.

وتلا وزير شؤون الرئاسة، “مييك أيي دينق”، المراسيم التي أصدرها الرئيس، “سلفا كير”، بتعيين “رياك مشار”، نائبًا أول لرئيس الجمهورية؛ بدلاً من “تعبان دينق قاي”، الذي تم تعيينه نائبًا للرئيس، كما شمل التعيين، “غيمس واني إيقا”، و”ربيكا قرنق”، أرملة الراحل، “جون قرنق”، زعيم ومؤسس الحركة الشعبية التي تحكم “جنوب السودان”، فيما لا يزال منصب النائب الرابع للرئيس شاغرًا، وهو من نصيب تحالف المعارضة، (سوا)، نتيجة خلافات داخل التحالف.

وقال “مشار”، أمام الحضور: “أقسم أن أكون وفيًا … لجمهورية جنوب السودان”، ثم صاح : ولـ”الرئيس سلفا كير”، غريمه القديم الذي سيسعى لحكم “جنوب السودان” معه للمرة الثالثة.

التعاون في العمل لإنهاء الحرب..

وبعد تأديته اليمين، توجه “مشار” إلى “سلفا كير”، بالقول: “من أجل شعب جنوب السودان، أريد أن أؤكد لك أننا سنعمل سويًا لإنهاء المعاناة”. وكان الخلاف بين “كير”، المنتمي إلى قبيلة “الدينكا”، الواسعة الانتشار، و”مشار” المنتمي إلى قبائل “النوير”، تسبب في اندلاع حرب، في كانون أول/ديسمبر 2013، بعد عامين من استقلال البلاد.

وأعلن “كير”، أمس الأول، أنّه: “يتوجب علينا أن نسامح بعضنا والتصالح. كما أنني أدعو الشعب من الدينكا والنوير إلى أن يسامح كل الآخر”.

عفو متبادل..

وأعلن “سلفا كير”، في كلمته التي استمرت لأكثر من ساعة، العفو عن نائبه الأول، “رياك مشار”، وقادة المعارضة الذين لم يوقعوا على اتفاق السلام، داعيًا، “مشار”، لأن يعفو عنه أيضًا، كما جدد إعتذاره لشعب بلاده ودعاه للتعافي والتصالح فيما بينهم.

وقال “كير” إن رحلة السلام طويلة وصعبة وتواجه تحديات كبيرة، مؤكدًا أن السلام الذي تحقق هو النهائي ولن تكون هناك أي عودة إلى الحرب، التي أدت لمعاناة كبيرة لشعب بلاده، داعيًا “كير”، النازحين واللاجئين، إلى العودة إلى ديارهم ودعم عملية السلام.

وأضاف: “هنا في القاعة معنا ممثلو المجتمع الدولي نناشدهم بدعم السلام وإعادة الإعمار، وهم يعلمون ذلك وهي مسؤوليتنا في الحفاظ على حياة شعبنا”، مشيرًا إلى أنه سيعمل لتحقيق شعار الاتحاد الإفريقي: “إسكات البندقية في إفريقيا”، وتابع: “لقد جاء السلام لكي يبقى وألا يهتز مرة أخرى وسأعمل سويًا مع أخي، رياك مشار، ونواب الرئيس الآخرين”، لكنه سخر من وجود خمسة نواب للرئيس، وقال: “لا أعرف دولة في العالم فيها خمسة نواب للرئيس، ولكن هذا قدرنا”.

من جانبه؛ أكد “مشار” أنه سيعمل مع “سلفا كير” لإيقاف معاناة شعب بلاده، وقال: “أود أن أشكر كل من تعاون معنا لوقف الحرب وتحقيق السلام وتقدير خاص للرئيس، سلفا كير، الذي قام بخطوة كبيرة لتحقيق السلام بإعادة البلاد إلى 10 ولايات”، كما شكر دول: “السودان وجنوب إفريقيا وإثيوبيا والكونغو الديمقراطية”، التي قال إنها وقفت معه في الصعوبات التي واجهها عندما خرج من “غوبا”، عام 2016، مشددًا على أنه مُلتزم بالعمل مع الرئيس، “سلفا كير”، على تنفيذ اتفاق السلام نصًا وروحًا.

حل الحكومة لتشكيل أخرى..

وقام “سلفا كير” بحل الحكومة منذ يومين، من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، التي يُعتقد أنّها ستُعلن لاحقًا. وقال “مشار” إنّ: “تشكيل هذه الحكومة يمنحنا الأمل بأنّ ثمة زخمًا جديدًا لإنهاء معاناة الشعب؛ وبأنّ ثمة سبيلًا لسلام مستدام”. وسبق لـ”مشار” أن كان نائبًا للرئيس لمرتين، بين 2011 و2013، ولفترة قصيرة في عام 2016.

ولم تنجح المحاولتان الآخيرتان في تشكيل حكومة وحدة في ظل تواصل الخلافات حول إنشاء جيش موحد وعدد الولايات، بالإضافة إلى الضمانات التي ستمنح لـ”مشار” بشأن أمنه الشخصي.

10 ولايات بدلًا من 32..

وكان عرض الرئيس، “كير”، الأخير القائم على العودة إلى نظام فيدرالي يُضم 10 ولايات بدلاً من 32، بالإضافة إلى إنشاء ثلاث “مناطق إدارية”، هي: “روينق وبيبور وأبيي”، ساهم في الخروج من المأزق. وكان “مشار” قد رفض بداية هذا العرض بسبب وضعية “روينق” ضمنه، وهي المنطقة الرئيسة لإنتاج “النفط”. ولكن ذلك لم يمنع الاتفاق بشأن الحكومة.

رفع العقوبات عن جنوب السودان..

وفي كلمته؛ قال رئيس مجلس السيادة السوداني، “عبدالفتاح البرهان”، الذي ترأس بلاده هيئة (إيقاد)؛ إن: “السودان يفتخر بما تحقق في جنوب السودان”، معتبرًا أن الرئيس، “سلفا كير”، وقادة المعارضة استطاعوا تجاوز العقبات والصعوبات ووضع بلادهم في الطريق الصحيح.

وأضاف: “السلام يحتاج إلى التضحيات والشجاعة والإرادة السياسية”، وتابع: “لقد كنتم شجعانًا وحققتم السلام ولديكم الإرادة القوية وتستحقون أن تكونوا قادة في بلادكم”.

وأشار “البرهان” إلى أن الفترة الانتقالية تحتاج إلى الإصطفاف من الجميع لتحقيق مهامها؛ كما أنها تحتاج إلى الدعم والمساندة لإستكمال مطالب الفترة الانتقالية، داعيًا “الولايات المتحدة” لرفع العقوبات عن “جنوب السودان” وعن القادة الذين يواجهون عقوبات من “واشنطن”، كما طالب المجتمع الدولي والمانحين إلى تقديم الدعم للمساعدة في تحقيق السلام والاستقرار في هذا البلد.

تسوية “كير” دفعت بالمحادثات..

الخبير في مجموعة الأزمات الدولية، “آلان بوسويل”، اعتبر أنّ: “التسوية التي طرحها، كير، بشأن الولايات سمحت للطرفين أخيرًا بالمضي قدمًا؛ رغم أنّه لا يزال أمامهم كثير لفعله في الأسابيع والأشهر والسنوات المقبلة”.

وأشاد “مشار”، أمس الأول، بالقفزة التي حظي بها “الجنيه” في “جنوب السودان”، من 320 للدولار الأميركي الواحد إلى 220، على خلفية العمل على تشكيل الحكومة الجديدة. وقال: “إّنها ثمار السلام”.

وكان “مشار” يعيش في المنفى، منذ الإخفاق في تشكيل حكومة وحدة، في 2016، بسبب نشوب معارك شرسة بين قواته والقوات الموالية لـ”كير” في “غوبا”.

إلى ذلك؛ قال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان، “أتينغ ويك أتينغ”: “ليس هناك من مبرر بأن يعود رياك مشار إلى الخرطوم، كما كان في السابق، لا يمكنه أن يُقيم هناك بعد تنصيبه نائبًا أول للرئيس”، وأضاف: “يمكن أن يذهب إلى الخرطوم وهو نائب أول لرئيس جنوب السودان، لأنه لا يمكن أن يقيم في بلد آخر وهو نائب لرئيس البلد”.

وأعلن الرئيس “كير”، الخميس الماضي، أنّ القوات الموالية له ستكلّف تأمين العاصمة، “غوبا”، وضمان أمن “مشار”.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، “موسى فكي”، في بيان، إنّ: “كير ومشار أظهرا نضجًا سياسيًا بقيامهما بالتضحيات الضرورية والتوافق”.

مقتل أكثر من 380 ألف شخص وفرار 4 ملايين..

وأسفر النزاع، طوال نحو ست سنوات، عن مقتل أكثر من 380 ألف شخص وسط تفاقم أزمة إنسانية مأساوية. وتُشير “مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” إلى أنّ أكثر من أربعة ملايين شخص فروا من منازلهم، بينهم نحو 2.2 مليون نزحوا إلى الدول المجاورة أو طلبوا اللجوء فيها.

وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى “غوبا”، “ديفيد شيرر”، أمس؛ عن أمله برؤية “العديد من النازحين … يعودون إلى ديارهم”.

ورغم غنى “جنوب السودان”، بـ”النفط”، يعيش نحو 82 في المئة من 11 مليون مواطن تحت خط الفقر؛ بحسب مجموعة “البنك الدولي”، في 2018. وتحل الدولة في المرتبة 186 من أصل 189 في ترتيب “مؤشر التنمية البشرية” الصادر عن “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”.

وذكر تحقيق نشرته “الأمم المتحدة”، خلال الأسبوع الحالي؛ أن قوات حكومة “جنوب السودان” وغيرها من الجماعات المسلحة، “جوَعت عمدًا” السكان من خلال منع دخول المساعدات وتشريد هؤلاء.

واشنطن تُعلن استعدادها لمساعدة غوبا..

وتوالت ردود الأفعال المرحبة بتلك الخطوة، فقد أعلنت “الولايات المتحدة”، أمس الأحد، أنها على استعداد لمساعدة “جنوب السودان” على تحقيق الاستقرار والسلام، بعد إعلان تشكيل الحكومة الجديدة في “غوبا”.

وأكدت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، “كيلي كرافت”، أنها شخصيًا على استعداد للمساعدة، في الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والسلام في “جنوب السودان”.

وأضافت في بيان وزعته البعثة الأميركية لدى “الأمم المتحدة”: “أرحب بقرار المعارضة تشكيل حكومة وحدة انتقالية جديدة”.

وأوضحت أن: “هذه هي الخطوة الأولى في سلسلة من الخطوات الحاسمة التي يجب إتخاذها لتحقيق الكرامة والسلام لشعب جنوب السودان”.

ترحيب مصري أممي..

ورحبت “مصر” و”الجامعة العربية” بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

وأعربت “مصر”، في بيان صادر عن “وزارة الخارجية”، عن أملها في أن تولد هذه الخطوة الدفعة اللازمة لجهود تنفيذ بنود اتفاق السلام المُنَشِط كافة، بما يُحقق السلام الدائم والشامل في “جنوب السودان”.

وعبر “أحمد أبوالغيط”، الأمين العام لـ”جامعة الدول العربية”؛ عن دعم الجامعة لـ”غوبا”. كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريس”، بتشكيل الحكومة.

ودعا “غوتيريس”، في بيان؛ جميع الأطراف، إلى الإلتزام التام بنص وروح الاتفاقية، حتى يتمكن شعب “جنوب السودان” أخيرًا من إدراك فوائد السلام الدائم والاستقرار الذي يستحقه.

كما أكد استعداد “الأمم المتحدة”، بالتنسيق الوثيق مع منظمة (إيقاد) و”الاتحاد الإفريقي”، لمساعدة الأطراف في تنفيذ بنود الاتفاق.

بدوره، رحب “الاتحاد الأوروبي” بتشكيل الحكومة، واعتبرها أساسية في مسيرة البلاد نحو السلام في “جنوب السودان”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب