6 أبريل، 2024 9:57 م
Search
Close this search box.

“بارزاني” حليف أحلام “تل أبيب” : لا أحد يستطيع أن يلقي إسرائيل في البحر ونرحب بـ”صفقة القرن” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

يلعب “مسعود البارزاني” دورًا خطيرًا في المنطقة العربية لحساب “إسرائيل”، لا تتمثل خطورته في مجرد  حلم الاستقلال عن “العراق”، بزعم مظلومية “القومية الكُردية”، ورحب “مسعود البارزاني”، رئيس “إقليم كُردستان العراق”؛ وزعيم “الحزب الديموقراطي الكُردستاني”، بـ”صفقة القرن”، في حديث لصحيفة (إندبندنت عربية)؛ مدعيًا أن إقامة علاقات بين الأكراد و”إسرائيل” ليست جريمة نظرًا لكون العديد من الدول العربية لها علاقات مع الدولة العبرية، ويمكن للأكراد أن يفتحوا قنصلية في “أربيل” تابعة لـ”إسرائيل”، وفي حقيقة الأمر هذه ليست المرة الأولى التي يُصدر فيها “البارزاني” مثل هذه التصريحات، فقد سبق وصرح بها أثناء زيارة له لـ”الكويت”، بل ليست عجيبة ممن تعتبره “إسرائيل”: “حليف أحلامها”، كما سبق ووصفته صحيفة (يديعوت أحرونوت).

حلفاء إسرائيل بالوراثة وعلاقتهم بـ”الموساد” !

ويعتقد “مسعود البارزاني”، ومعه بعض أكراد العراقيون؛ أنه: “نظرًا لقوة إسرائيل داخل لوبيات السياسة في الولايات المتحدة، فإن الدعم الإسرائيلي لاستقلال كُردستان يعني في الأساس دعم الولايات المتحدة لاستقلال الأكراد”.

وكذلك أيضًا كانت رؤية والده، “مصطفى البارزاني”، وبعض الأكراد العراقيين يعتقدون، أنه إذا كانت “إسرائيل” و”الولايات المتحدة” يقفا بجانب “كُردستان”، فمن يمكنه أن يقف ضدهم ؟

ومع ذلك لم ينجح الأكراد فى إقامة دولتهم الكُردية ولم تسمح لهم العواصم، لا العربية ولا غيرها، بإقامة دولتهم، فلا أحد يقبل أن تقوم دولة على أساس عرق أو دين.

وقد سبق وأذاع التليفزيون الإسرائيلي؛ صورًا ترجع لسنوات عقد الستينيات من القرن الماضي، تُظهر إلتقاء “مصطفى البارزاني” مع قيادات إسرائيلية.

وليس من المستغرب أن تكون “إسرائيل” هي الوحيدة في العالم التي تُعلن تأييدها للانفصال الكُردي عن “العراق”، فـ”الكيان الصهيوني” لم يأل جهدًا في إضعاف البلدان العربية بشتى الوسائل والأساليب، وقد إمتدت ذراعه المخابراتية، (الموساد)، إلى “أكراد العراق” إبان تمردهم المسلح في الستينيات من القرن المنصرم، وكان هذا العقد يُمثل بداية التغلغل الإسرائيلي في شمال “العراق” الكُردي.

إذ زار المنطقة الكُردية، في عام 1965، “دافيد كمحي”، أحد كبار الضباط في جهاز المخابرات الإسرائيلية، (الموساد)، وإلتقاه، وقتذاك، زعيم التمرد الكُردي، الملا “مصطفى البارزاني”، (والد مسعود)، الأمر الذي أدى إلى تنامي العلاقات “الكُردية-الإسرائيلية”، وكان من ثمار ذلك، زيارة الملا “مصطفى البارزاني” إلى “إسرائيل”، في عامي 1968 و1973، وبعد رحيل “البارزاني الأب”، تواصلت هذه العلاقات في حقبة “البارزاني الابن”، ليحصل من جراء هذه العلاقة تطور مخابراتي بالنسبة إلى “الكيان الصهيوني”، عندما أنشأ جهاز (الموساد) الإسرائيلي قاعدة سرية في منطقة “زاويتة”، التابعة لمحافظة “دهوك”، قبل أن تقوم دولة إقليمية بإحراق هذه القاعدة في عام 2008.

ووفقًا لما ذكره “إليعازر تسافرير”، وهو مسؤول كبير سابق في (الموساد)؛ كان لدى “إسرائيل” مستشارون عسكريون في مقر الملا  “مصطفى البارزاني”، وقامت بتدريب وتزويد الوحدات الكُردية بالأسلحة النارية والمدفعية الميدانية والمدفعية المضادة للطائرات.

نقل إسرائيليين يهود للعيش في المنطقة الكُردية..

ووفقًا للتقارير الأخيرة، هناك بين 400 – 730 أسرة يهودية تعيش في المنطقة الكُردية. وفي 18 تشرين أول/أكتوبر 2015، أطلقت حكومة “إقليم كُردستان” اسم، “شيرزاد عمر مامساني”، وهو يهودي كُردي، بصفته الممثل اليهودي لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

وفي 9 أيلول/سبتمبر 2017، أصبحت “إسرائيل” أول بلد يؤيد الاستقلال الكُردي، كانت “إسرائيل” القوة العالمية الكبرى الوحيدة التي تدعم استقلال “كُردستان العراق”. وفي الهجوم العراقي الذي تلاه ضد الأكراد، سرعان ما حرر الجيش العراقي الأراضي التي أستولت عليها (البيشمركة) الكُردية خارج حدود “كُردستان العراق”، خلال الحرب ضد (داعش)، بينها مدينة “كركوك” خلال الحرب القصيرة.

وكانت  صحيفة أميركية، قد سبق وكشفت، عن اتفاق سري بين رئيس “إقليم كُردستان”، “مسعود البارزاني”، و”إسرائيل”، يُنص على نقل مئتي ألف كُردي يهودي من “إسرائيل” إلى الإقليم بعد استفتاء الاستقلال.

وقالت صحيفة (al-monitor)، أن عدة وسائل إعلامية تركية أكدت أن رئيس “إقليم كُردستان”، “مسعود البارزاني”، توصل إلى اتفاق سري مع الحكومة الإسرائيلية، يتضمن الاتفاق على نقل اليهود الإسرائيليين من أصل كُردي – وهي جماعة تُضم حوالي 200.000 شخص – من “إسرائيل” إلى حكومة “إقليم كُردستان” بعد استفتاء الاستقلال.

الدعم والتحريض ضد “صدام حسين” بزعم القمع..

وعندما ثار الأكراد ضد حُكم الرئيس العراقي السابق، “صدام حسين”، وحَظوا بتعاطفٍ إقليميٍّ ودولي، كانت حجتهم، وقتها، أن الرئيس العراقي، ومن سَبقه من رؤساء، لم يكونوا ديمقراطيين، ومارسوا القمع ضد الشعب الكُردي وانتفاضته، ويَقفون في خَندق العَداء في مُواجهة “أميركا” و”إسرائيل”، أما الآن تختلف الصورة، و”كُردستان العراق” يتمتع بالحكم الذاتي ووضع اقتصادي جيد، ولذا فإنه إذا اندلعت شرارة الحَرب الأهليّة، أو توسّعت إلى حربٍ إقليميّة، فإنه سيَكون من الصّعب على السيد “البارزاني” أن يَجد من يُسانده في المَنطقة أو خارجها إلا حليفه وشريك حلمه، “إسرائيل”، التي تتمنى تقسيم “العراق”، بل وكل دول الجوار لدويلات صغيرة.

ويعود تاريخ العلاقات “الكُردية-الإسرائيلية” إلى الستينيات من القرن الماضي، حين رأت “إسرائيل” في الأكراد حليفًا قويًّا يمكن دعمه والإعتماد عليه لإضعاف النظام العراقي السابق؛ إذ قامت “إسرائيل” بمساندة قوات (البيشمركة)، المجموعات القتالية الكُردية، ودعمتهم بالسلاح والعتاد والتدريبات، في أثناء خوضهم حرب الاستنزاف مع الجيش العراقي، سنة 1966، وتكرر الأمر نفسه في حرب 1974. وقد ذكرت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية أن الجنرال الإسرائيلي، “تسوري ساغيه”، قد أُرسل، وقتها، إلى “إقليم كُردستان”، لتطبيق التدريبات التي أعطاها للأكراد على الطبيعة الميدانية هناك. كما أنه أرسل “ساغيه” مع إثنين من كبار الضباط المظليين الإسرائيليين، “يهودا بار” و”عوزي فرومار”، والخبير في العمليات المسلحة، “ناتان راهاف”، إلى “إيران” لتدريب ضباط أكراد على شن عمليات مسلحة داخل “العراق”، بالاشتراك مع المخابرات الإيرانية، فيما قد هرَّب الأكراد، في المقابل وبالتعاون مع (الموساد) الإسرائيلي، “منير ردفا”، الطيار المقاتل الآشوري الذي انشق عن الجيش العراقي، عبر تحليقه بمقاتلة من طراز (ميغ-21) من “العراق” إلى “إسرائيل”، عام 1966.

أما بعد سقوط النظام العراقي السابق، عام 2003، فقد توطدت العلاقات العسكرية والسياسية بين الطرفين، وأصبحت العلاقة أكثر وضوحًا، إذ عبر رئيس الوزراء السابق، “آرييل شارون”، وبعد اجتماعات بين مسؤولين إسرائيليين وأكراد؛ عن: “عمق العلاقات الطيبة مع إقليم كُردستان”، فيما ذكرت صحيفة (نيويوركر)، عام 2004؛ أن عناصر الجيش والمخابرات الإسرائيليين ينشطون في المناطق الكُردية في “إيران، وسوريا، والعراق”، ويقدمون التدريب لتلك الوحدات، ويشنون عمليات سرية بمساعدتها، وما يزال ذلك الدعم العسكري مستمرًا للأكراد من قِبل “إسرائيل” حتى يومنا هذا، كما أن “إسرائيل” هي التي أشارت على “الولايات المتحدة”، و”التحالف الدولي”، بالدعم والإعتماد على الأكراد في حربهم ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، في “سوريا” و”العراق”، 2014.

مصدوم من الموقف الأميركي..

وكشف “البارزاني”، في أحاديثه بشكل شفاف، أن “الولايات المتحدة” خذلت “القومية الكُردية” بشكل عجيب؛ حين قالت قبل الاستفتاء إنها ستقف موقف المحايد، ثم إنحازت للسلطة الاتحادية في “بغداد” بشكل واضح حين اقترب الاستفتاء وأصبح واقعًا. ويقول: “لم يعِدنا الأميركيون أبدًا بأنهم يؤيدون استقلال كُردستان، وعندما طرحنا موضوع الاستفتاء في البداية لم يعترضوا وقالوا نحن سنتخذ موقفًا محايدًا، ولكن عندما صار الاستفتاء إنحازوا عمليًا للنظام في بغداد ولم يكن موقفهم محايدًا بعكس ما توقعنا. لم نكن نتوقع هذا الموقف من أميركا أبدًا. أخلفوا وعدهم بإتخاذ موقف محايد على الرغم من أننا شرحنا لهم أن الاستفتاء ليس لإعلان الاستقلال مباشرة، ولكننا سندخل من خلاله في مفاوضات مع بغداد بإشرافكم وبإشراف الأمم المتحدة، نعطيه الوقت اللازم، ولكنهم حقيقة استغلوا الفرصة، بغداد وغيرها، وأرادوا أن يقوموا بنفير عام، ولكن الحمدلله أنهم فشلوا”.

وعن موقف دول الخليج من الاستفتاء يقول: “أنا ممتن جدًا من موقف الدول العربية بصورة عامة ودول الخليج بشكل خاص، موقفهم كان أشرف بكثير من مواقف دول كنا نتوقع أن تكون إيجابية أو محايدة. موقف دول الخليج كان إنسانيًا ومعقولاً ومتوازنًا”.

حرض السُنّة على الانفصال لكنهم رفضوا..

لم يتوقف حراك “البارزاني” نحو تفتيت “العراق” عند حلم قوميته الكُردية التي يتاجر بها مستغلًا عواطف بسطاء الأكراد، لكن كما قولنا؛ هو يلعب دورًا أخطر من ذلك.

فبعد سقوط نظام “صدام”، توجه “مسعود البارزاني” لأهل المذهب السُني وزعاماته ونصحهم بتشكيل فيدرالية لهم وحكم ذاتي، لكن ذلك لم يتم. وإتخذ أهل السُنة في “العراق” منحى المقاطعة والعيش على مباديء الوحدة، فكانت النتيجة سلبية وضدهم تمامًا. ومع تزايد الفساد والتهميش للسُنة عادت مرة أخرى دعاوى الانفصال، ويقول “البارازاني”: “السُنة إرتكبوا أخطاء كبيرة، قاطعوا العملية السياسية بعد سقوط النظام؛ وكان هذا خطأ كبيرًا. دعوتهم 3 مرات إلى أربيل وحاولت أن أشرح لهم أن الأمور تغيرت والعالم تغير والمنطقة تغيرت والعراق تغير، يجب أن يعيدوا النظر، ولكنهم كانوا لا يزالون تحت تأثير الثقافة القديمة. بعد صياغة الدستور كان الجميع مقتنعًا بالفيدرالية على أساس أنها توزيع عادل للثروة وللسلطة، وحتى الشيعة كانوا موافقين في البداية والسُنة هم من رفضوا، وبعد ذلك تغيرت المعادلة. السُنة إرتكبوا خطأين، الأول مقاطعة العملية السياسية بعد السقوط، والخطأ الأكبر رفضهم الفيدرالية بعد صياغة الدستور”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب