فرقت القوات الامنية اليوم الخميس تظاهرة نظمها ناشطون وحقوقون واعلاميون امام السفارة الايرانية وسط بغداد للمطالبة باطلاق المفكر العراقي الشيخ احمد القبانجي الذي اعتقلته المخابرات الايرانية في مدينة قم الاثنين الماضي.
فقد نظم المئات من نشطاء حقوق الانسان ومثقفين وصحافيين تظاهرة سلمية امام السفارة الايرانية في بغداد وسط اجراءات امنية مشددة للمطالبة بالافراج عن رجل الدين احمد القبانجي الا ان القوات الامنية قامت بتفريقهم بالقوة و تعاملت معهم بعدائية لانهاء تظاهرهم في اسرع وقت الا انه لم تقع اية اصابات بين المتظاهرين الذين اضطروا الى مغادرة المكان لمنع اي احتكاكات مع القوات الامنية.
وقد رفع المتظارون شعارات تندد باعتقال المخابرات الايرانية للقبانجي وتطالبها بالاسراع في اطلاق سراحه. وقال احد المتظاهرين إن “تظاهرتنا التي اقمناها أمام السفارة الإيرانية في بغداد، تاتي للضغط على الحكومة العراقية لاتخاذ موقف حازم مع الحكومة الايرانية التي اعتقلت الشيخ احمد القبانجي بدون مبررات منطقية”. وأشار الى ان “هذه التظاهرة تدعم حرية التعبير عن الراي والفكر وان من حق القبانجي ان يكون له افكار خاصة وليس من حق السلطات الايرانية ان تقوم باعتقاله”.
ومن المنتظر ان تنطلق تظاهرات اخرى امام القنصليات الايرانية في المحافظات والخارج للمطالبة باطلاق سراح القبانجي.
وكان جهاز المخابرات الايرانية (اطلاعات) قد اعتقل الاثين الماضي رجل الدين العراقي والمفكر الاسلامي احمد القبانجي لدى تواجده في ايران بسبب افكار اعتبرتها تنافي الدين الاسلامي.
ومنذ اعتقال القبانجي فقد بدأ ناشطون عراقيون حملة واسعة لدعم ومساندة القبانجي والدعوة لاطلاق سراح هذا المفكر الليبرالي العراقي الذي اعتقل من قبل المخابرات الايرانية .
وقد درس القباجي في الحوزة الدينية في النجف منذ عام 1974 الفقه والاصول على أساتذتها وغادر العراق عام 1979 في عهد صدام حسين إلى سوريا ولبنان واستقر في إيران حيث درس في قم وتبلور فكره أثناء وجوده في إيران ثم عاد الى العراق عام 2008.
ويسعى احمد القبانجي إلى صياغة ما يصفه بالإسلام المدني يتوافق مع العدالة وحقوق الإنسان ويجيب عن إشكاليات الفكر الإسلامي التقليدي حيث يؤكد أن التمسك الحرفي بالنصوص يعني عدم قدرة الإسلام على مواكبة التقدم المعرفي للإنسان وبالتالي عدم قدرة الدين على الاستمرار دون أن يؤدي إلى تأخر المسلمين . ويرى أن كل فكر ديني لا يمثل سوى قراءة للدين وأن النصوص الإسلامية كانت ملائمة للمجتمع الذي جاء فيه لذا لا يمكن الالتزام بها حرفيا ويجب إعادة قراءة النصوص بما يلائم المتغيرات الحالية .. ويشير الى أن الشريعة متغيرة بينما الدين ثابت ولذلك أدلة منها وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن.
ويقسم القبانجي الله إلى اثنين فيقول هناك الله المطلق وهو الخالق وهناك الله الشخصي وهو الوجدان وهو الذي الهم النبي محمد القرآن فالقران كلام محمد وهي مقولة مماثلة لمقولة بعض المستشرقين المعروفة بالوحي النفسي. ويوضح ان القرآن ليس بحجة انما الحجة هو الوجدان وبما ان الوجدان مختلف من شخص إلى آخر فان ذلك سيقود الناس إلى الفوضى .
ورغم أن القبانجي لم يمارس العمل السياسي إلى بداية عام2011 م فإنّه يتعاون مع المفكر والسياسي الاسلامي اياد جمال الدين ا من اجل بناء قاعدة من المؤيدين لهما من اجل النجاح في خوض الانتخابات القادمة. أن المنهج المعلن لأحمد القبانجي هو المنهج الليبرالي وهو يعلن مخالفته للشيعة في أسسهم العقائدية الإسلامية ومنها الولاية كما انه يخالف المفاهيم الليبرالية بشدة من خلال دعوته إلى منع بناء المساجد والحسينيات ودور العبادة وهي دعوة تتعارض مع الليبرالية ومع حقوق الإنسان.