10 مارس، 2024 10:07 ص
Search
Close this search box.

برغم عدائها المعلن لهم .. بغداد تستجدي الخليجيين لحماية أجواء العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

على الرغم من الحملات السياسية التي يشنها يوميا سياسيون واجهزة اعلام عراقية مدفوعين من قبل الحكومة العراقية التي تهيمن عليها قوى دينية توجهها أيران ضد دول الخليج العربية فأن نظام بغداد لم يتورع عن استجداء عطف هذه الدول من اجل العمل على حماية اجواء العراق التي انكشفت اثر الانسحاب الاميركي وأصبحت مسرحا لهيمنة كل من اراد بالعراق شرا.  
وقال نصير العاني رئيس ديوان الرئاسة العراقية ان بلاده تسعى للتوصل الى اتفاق للدفاع الجوي المشترك مع دول الخليج العربية حيث تعمل على تأمين مجالها الجوي بعد انسحاب القوات الامريكية من البلاد بنهاية الشهرالحالي . واضاف العاني في مؤتمر منعقد بالعاصمة السعودية الرياض ان العراق يفتقر الى الموارد اللازمة لتأمين مجاله الجوي حيث ان القدرات العراقية محدودة في هذا القطاع. واشار الى ان العراق يأمل في ان تكون أيام تعرض المجال الجوي العراقي للانتهاك من جانب قوة معادية قد ولت.
واوضح ان العراق يعتمد على اقتراح توقيع اتفاق مشترك للدفاع الجوي مع دول الخليج لا يغطي المجال الجوي العراقي وحده وإنما المنطقة كلها وان هذا ما يأمل العراق في أن يتحقق وما يسعى إلى تحقيقه. وقال العاني إن العراق يفتقر إلى الموارد اللازمة لتأمين مجاله الجوي حيث إن القدرات العراقية محدودة في هذا القطاع.
ولم يتبين بعد المستوى الذي طرح العراق عليه اقتراحه في الدول الاخرى والمدى الذي ذهبت اليه اي مناقشات اجريت في هذا الشأن وما الذي قد يتضمنه اتفاق للدفاع المشترك.

مخاوف من أختراق ألاجواء العراقية
وفي بغداد أبدت لجنة الامن والدفاع النيابية تخوفها من اختراق الاجواء العراقية بعد الانسحاب الاميركي . وقال نائب رئيس اللجنة أسكندر وتوت إن “هناك تخوفاً حقيقياً من أختراق الاجواء العراقية بعيد انسحاب القوات الاميركية من العراق”. وأضاف أن “التكنلوجيا الاميركية تتيح رصد الطائرات الغريبة والمشكوك بأمرها الا ان العراق لايمتلك حالياً تلك الاجهزة لمراقبة دخول الطائرات وخروجها منه”. واشار الى أن “مجلس النواب العراقي لن يعترض على موضوع مساعدة واشنطن بحماية الاجواء العراقية وفق الية تحددها الحكومة العراقية بعد عودة رئيس الوزراء من واشنطن”. وكشفت وزارة الدفاع العراقية في وقت سابق عن إعدادها بدائل لحماية الأجواء العراقية وسد الفراغ الجوي الذي سيخلفه سحب طائرات “F16” الأميركية مؤكدة أن الحكومة العراقية لا تخشى الفراغ الأمني بعد الانسحاب ومستعدة لمواجهة أي اعتداء طارئ .

أسف لفقدان العراق قوته الجوية التي كانت الاقوى في المنطقة
وعبر مراقبون عن الاسف لاضطرار العراق الى طلب اغاثة خارجية لحماية اجوائه سواء من الدول العربية الخليجية او من الولايات المتحدة  في وقت كان يمتلك في عقدي الثمانينات والتسعينات أقوى الاسلحة الجوية في الشرق الاوسط اذ بلغ قوامها 40 ألف فرد وألف طائرة من بينها طائرات مقاتلة من طراز ميغ السوفيتية وميراج الفرنسية.
والان تكمن معظم القدرات الجوية القتالية في ثلاث طائرات من طراز سيسنا مزودة بصواريخ هيلفاير. وفي خطوة لاصلاح اختلال الموازين في مواجهة المتمردين واضطرابات اقليمية اعلن العراق مؤخرا انه وقع عقدا بمليارات الدولارات لشراء 18 طائرة لوكهيد مارتن واف-16 .
ولكن لن تسلم قبل عدة اعوام .
ويؤكد مسؤولون امريكيون وعراقيون ان العراق يحتاج مساعدة كي يحكم السيطرة على مجاله الجوي. وقال البريجادير جنرال توني روك وهو امريكي يساعد في إعادة بناء القوات الجوية العراقية “سيبلغونك مثلما ساقول لك ان الدفاع الجوي في مقدمة أولوياتهم حين يتعلق الامر بسد الثغرات.” واضاف “حين نغادر … لن يكون لديهم قدرة على الاعتراض الجوي حتى (يحصلون على) طائرة مقاتلة متعددة الاغراض مثل اف-16.”
وبعد ثمانية اعوام من الاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين تضم وحدتان جويتان في العراق هما القوة الجوية وقيادة طيران الجيش 158 طائرة من بينها طائرات هليكوبتر ونحو 7500 فرد حسب الارقام الامريكية اي تزيد قليلا عن نسبة واحد بالمئة من الجيش وقوات الامن العراقية وقوامهما 650 الفا.

مشكلة تزويد الطائرات بالوقود خلال عملياتها
ولا تقتصر المشكلة على نقص الطائرات فحين ترسل قيادة طيران الجيش طائرة هليكوبتر لملاحقة المسلحين فانها غالبا تحتاج للتزود بالوقود من واحد من عشرات مستودعات الوقود التي اقامتها الولايات المتحدة وتديرها في سائر انحاء العراق.
ولكن مع تفكيك الجيش الامريكي لقواعده قبيل مغادرته العراق فان عددا كبيرا من نقاط التسليح واعادة التزود بالوقود المتقدمة التي اعتمد عليها العراقيون لتوسيع نطاق التغطية الجوية لملاحقة المتمردين سيختفي.
ويقول اللواء حامد المالكي رئيس قيادة طيران الجيش انه اكتشف ان شاحنة الوقود أهم من الطائرة مضيفا ان العراق لا يملك عددا كافيا من الشاحنات لتزويد القوات الجوية والجيش العراقي بالوقود. واشار الى انه يمكن للقوات الجوية العراقية ان تعمل بدون الامريكيين ولكنه اضاف انها مازالت بحاجة اليهم.
ولتهدئة المخاوف العراقية طلب الجيش الامريكي ثماني شاحنات وقود تكتيكية وسيسلم للجيش العراقي بعضا من محطات التزود بالوقود النائية. ولكن قصور عمليات التزود بالوقود ليس نقطة الضعف الوحيدة للقوات الجوية العراقية فحين تكمل القوات الامريكية انسحابها ستقتصر قدرة العراق على تغطية 60 في المئة من مجاله الجوي من خلال نظامي رادار بعيدي المدى في تليل في الناصرية جنوبا وفي التاجي بشمال غربي بغداد. وتحتاج القوات الجوية العراقية نظامي رادار بعيدي المدى اخرين لتغطية مناطق اخرى في الشمال والشمال الغربي والغرب وانظمة دفاع جوي ارضية ولكن هذا يحتاج لسنوات.
وفيما ينتظر العراق الطائرات اف-16 تعتمد القوة الجوية العراقية على قدرات ناشئة تضم 69 طائرة من بينها ثلاث طائرات سيسنا مزودة بصواريخ وثلاث طائرات استطلاع من طراز سيسنا ايضا قادرة على تصوير ونقل افلام فيديو على الهواء وطائرات شحن من طراز سي -130 إي وطائرات تدريب وغيرها.
ولدى قيادة طيران الجيش 89 طائرة هليكوبتر من بينها طائرات روسية من طراز ام.اي 171 وسيجري تعزيزها بعدد 27 طائرة هليكوبتر من طراز بل 407 ومعظمها مزودة باسلحة. وكان متوقعا تسليم الطائرات في 31 ديسمبر كانون الاول ولكن الموعد تأجل إلي مارس اذار أو ابريل نيسان.
ولن تصل أول طائرات من طراز اف-16 قبل عام 2014 او 2015 ولكن سيظل العراق متأخرا عن جيرانه حتى بعد وصولها. وقال قائد عسكري عراقي طلب عدم نشر اسمه “الحصول على هذه المقاتلات لا يعني ان القوات الجوية العراقية ستكون على قدم المساواة مع نظيراتها في الدول المجاورة.” واضاف “اذا قارنا مستوى القوات الجوية العراقية بما كانت عليه قبل عام 2003 حين وقع الغزو الامريكي يمكن القول انه لا يزيد عن عشرة بالمئة إن لم يكن صفرا.”

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب