12 نوفمبر، 2024 3:28 م
Search
Close this search box.

ألمانيا والهجرة .. دول العالم الثالث مفتاح حل الأزمة الديموغرافية !

ألمانيا والهجرة .. دول العالم الثالث مفتاح حل الأزمة الديموغرافية !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

كشفت دراسة أجرتها مؤسسة (بيرلتس مان) للدراسات؛ أن “ألمانيا” سوف تحتاج إلى عدد هائل من المهاجرين كل عام لمواجهة ارتفاع مستويات الشيخوخة بين سكانها، وسد الحاجة إلى الأيدي العاملة، وذكرت الدراسة أن “ألمانيا” تحتاج إلى استقبال 266 ألف مهاجر بشكل سنوي، على مدار 40 سنة مقبلة، أي حتى عام 2060، وأوضحت أنه من المتوقع أن يصل إليها 114 ألف شخص من دول “الاتحاد الأوروبي”، لكن هذا العدد لن يحل المشكلة؛ لذا سوف تكون في حاجة إلى استقبال 152 ألف مهاجر من دول العالم الثالث كل عام.

واعتمدت الدراسة، التي أجراها، “غوهان فتش” و”ألكسندر كوبيس”، من معهد الدراسات حول سوق العمل، و”لوتز شنيدر”، من جامعة “كوبيرغ”، على قاعدة أن معدل المواليد في “ألمانيا” سوف يرتفع بنفس نسبة زيادة عدد الموظفين الذين بلغوا سن الستين، ومع اعتبار عدة عوامل أخرى مثل؛ رفع السن القانوني للتقاعد إلى 70 عامًا، ومشاركة المرأة في سوق العمل، لن تتمكن “ألمانيا” من سد العجز في الأيدي العاملة بدون المهاجرين.

وذكر عضو مؤسسة (بيرلتس مان)، “جورج دراغر”، أن: “الهجرة تُعد من مفاتيح النجاح المستقبلي، وألمانيا تحتاج إلى عمال مهرة قادمين من دول خارج القارة الأوروبية”.

المهاجرون الأوروبيون لن يحلوا الأزمة..

أشارت الدراسة؛ إلى أن استخدام التكنولوجيا الحديثة لن يقلص الفجوة بين فرص العمل المتاحة وعدد العمالة المتوفرة، وإنما على العكس سوف يزيد الطلب على العمال والموظفين المهرة، وعلى المدى البعيد سوف يهدأ العجز في الموظفين الحاصلين على مؤهلات جامعية، بينما من المتوقع أن تزداد الحاجة إلى أيدي عاملة مدربة، لذا لن يتمكن المهاجرون القادمون من عموم “أوروبا” من حل المعضلة الألمانية، خاصة مع الوضع في الاعتبار أن الدول المجاورة لها سوف تشهد تغيرًا ديموغرافيا في المستقبل، ومن الناحية الاقتصادية، لا تعتبر الهجرة إلى “ألمانيا”، بالنسبة إلى المهاجرين الأوروبيين، أمرًا مميزًا على المستوى المادي، خاصة مع تقارب مستويات الاقتصاد في دول “الاتحاد الأوروبي”.

58 % تجاوزت أعمارهم 50 عامًا..

يعاني المجتمع الألماني من تراجع  معدلات الخصوبة، وتعتبر من أدنى المعدلات في العالم، حيث يبلغ 1.38 طفل لكل امرأة، ويبلغ إجمالي عدد السكان بها نحو 82 مليون نسمة، ومن المتوقع أن ينكمش العدد الكلي للسكان إلى ما بين 65 و70 مليون بحلول العام 2060.

وتشير دراسات إلى أن الألمان، ممن تجاوزت أعمارهم 50 عامًا، يشكلون 58% من إجمالي عدد السكان، ويبلغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة، بينما تقلصت نسبة السكان ما دون 15 عامًا إلى 16% فقط، ومع الاستمرار في إنحصار أعداد المواليد وزيادة نسبة كبار السن قد يتعرض المجتمع للإختلال، ويتوقع خبراء أن تحتل “ألمانيا” المرتبة الأولى في ارتفاع نسبة الشيخوخة على مستوى العالم في غضون 30 عامًا، أي قبل الموعد الذي ذكرته الدراسة الحديثة بنحو 10 أعوام.

التيار اليميني قد يعرقل استقبال المهاجرين..

قد تواجه “ألمانيا” عراقيل في محاولات حل المعضلة الديموغرافية، خاصة مع صعود التيار اليميني الرافض للهجرة والمهاجرين، والمنادي بشعارات عنصرية لا ترحب بالأفارقة، خاصة، والقادمين من دول العالم الثالث بشكل عام، لكن لا يخشى كثيرًا من تأثير الأحزاب اليمينية، إذ إتبعت “ألمانيا”، بقيادة المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، في خضم الحروب التي تشهدها الدول العربية، “سياسة الباب المفتوح”؛ التي فرح بها ملايين المهاجرين العرب أغلبيتهم قدموا إليها هربًا من الأوضاع في “سوريا”، من أجل تحقيق هدف أسمى، وهو سد الفجوة الديموغرافية وتأخير حدوث الكارثة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة