29 مارس، 2024 12:09 ص
Search
Close this search box.

بين مواجهة الأصولية وإبراز لمشاعر الحب .. “الفالنتين” يشعل المجتمع الأفغاني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – محمد بناية :

يوافق 14 شباط/فبراير من كل عام ذكرى (الفالنتين)، أو “عيد الحب”، في العالم.. ورغم إحتفاء الغرب سنويًا بتلكم المناسبة، لكن الاحتفال بهذا اليوم في “أفغانستان” ظاهرة جديدة انتشرت مؤخرًا بين عموم المواطنيين الأفغان.

وفي هذا اليوم يتبادل الشباب من الجنسين الهدايا؛ التي هي في الغالب عبارة عن باقة ورد تعبيرًا عن المحبة. وقد تباينت الآراء بشأن الاحتفال بـ”عيد الحب”.

“الفالنتين” .. بين مناسبة لإبراز الحب ورفض الثقافة الغربية !

يقول “فردين أميني”، صاحب محل ورود، حسبما ذكر “رحمان أحمدي”؛ مراسل وكالة أنباء (أفق) الأفغانية: “تزداد وفود الشباب على المحل سنويًا، حيث يقبلون على شراء كل أنواع الورود والزينة. من ثم نحن نضاعف من تهيئة أنفسنا كل عام لأن الإقبال في زيادة مطردة. هذا العام على سبيل المثال استمر العمل حتى الثالثة فجرًا؛ حتى نتمكن من تجهيز الطلبيات”.

في السياق ذاته؛ يرى المحتفلون أن (الفالنتين) علامة على إبراز المحبة والسعادة.. يقول “فريد”، الذي أهدى الفتاة التي يرغب بالزواج منها باقة ورد: “للإنسان الحق في السعادة وإغتنام أي فرص تحقق له السعادة. وأنا أريد في هذا اليوم أن أتقدم للفتاة التي أحب بعرض زواج. وآمل أن يتحول الاحتفال بهكذا أعياد إلى تقليد عام في المجتمع”.

في المقابل؛ ينتقد البعض الاحتفال بـ (الفالنتين) لأنه مظهر للثقافة الغربية، ويقول “أحمد خالد”، المقيم بمدينة “كابل”: “هذا الاحتفال مستورد عن الثقافة الغربية، بينما تختلف الثقافة والقيم الأفغانية. (الفالنتين) ليس من الإسلام والشباب متأثر بالثقافات الغربية. فإذا كان الهدف من الاحتفال بمثل هذه المناسبات إبداء الحب، فذلك لا يحتاج إلى مسميات خاصة”.

ويقول خبراء علم النفس إن الاحتفال بمثل هذه المناسبات من شأنه تعزيز العلاقات، لكن إساءة استغلالها مؤخرًا تسبب في موجة من الأضرار الروحية والنفسية للأفراد.

تقول “زهرا میرزایي”، خبير علم النفس: “لا مانع بالاحتفال بهذه المناسبات بغرض تحسين العلاقات، لكنه تسبب بالكثير من المشكلات في العلاقات غير المباحة شرعًا. للأسف هناك استغلال لبساطة فئة معينة ومن ثم ترك إنطباع سيء”.

رد فعل خاطيء لمواجهة الأصولية..

فيما رأى آخرون، في الاحتفال بـ (الفالنتين)، مؤشر على ظهور جيل جديد يعارض الأصولية. يقول الشاعر، “رامين مظهر”، والذي أعد قافلة مع آخرين للطواف في مدينة “كابل” وإنشاد الأشعار بمناسبة (الفالنتين): “يحتفل العالم أجمع بعيد (الفالنتين) وهو ذريعة للتعبير عن الحب لشريك الحياة، لكن المسألة مختلفة في كابل. لدينا نسل جديد وهو يعبر في هذا اليوم عن الاختلاف الواقعي مع الأصولية والطالبانية التي تعتمد مباديء الاغتيال والقتل ومعاداة السرور والحياة”.  

في المقابل تقول وكالة أنباء (آوا) الأفغانية: “استحال الاحتفال بـ (الفالنتين) دعاية للمجون بدلاً من ترويج المحبة. بينما القس (فالنتين) كان يحافظ على الكيان الأسري بإكسير الحب. في حين يعاني الكيان الأسري حاليًا في الغرب أو الدول المستغربة، على السواء، من تراجع مشاعر الحب تحت وطأة المجون والإبتذال والشهوة”.

تضيف الوكالة: “(الفالنتين) مؤشر على غلبة الثقافة الغربية واستسلامنا للثقافة السائدة. فلو كانت أوضاع المسلمين كما هي حال الغرب حاليًا، لأمكنهم المحافظة على قوتهم وتقليد الغرب للقيم الثقافة والدينية للإسلام”.

وعددت وكالة أنباء (آوا) الأفغانية عددًا من الملاحظات بشأن الاحتفال بـ (الفالنتين) على النحو التالي :

1 – يستحيل قمع الحب، لكن يمكن بناء قواعد وأسس هذا الأمر طبقًا للقيم الدينية والثقافية الأفغانية، بحيث لا يقتصر الأمر على التقليد الأعمى للغرب.

2 – كان هدف القس (فالنتين) توطيد الكيان الأسري طبقًا للأخلاق والقيم المسيحية مع جوهر الحب، ولم يهدف إلى ترويج الفساد والإبتذال، حيث الاحتفال حاليًا باسم (الفالنتين) تسبب في إنهيار الأخلاق وأسس العشق الطاهر وتلاشي الكيان الأسري.

3 – (الفالنتين) عادة غربية، وتعميمها في العالم الإسلامي مؤشر على الاستسلام للغرب والعادات والمنتوجات الثقافية الغربية، والاحتفال بهذه المظاهر لا يستدعي المباهة وإنما الخجل.

4 – الحب حقيقة، لكن (الفالنتين) عنوان خاطيء للعشق الحقيقي وحقيقة العشق، إنتهى إلى إنحسار الحب الطاهر لصالح المجنون غير البريء. ويجب أن نبحث عن الحب في عاداتنا الدينية والثقافية وأن نصنع ثقافتنا طبقًا لقيمنا الدينية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب