دونما ارتياحٍ فكري او سيكولوجي من استخدام المفردات العامية في الكتابة الصحفية او سواها وخصوصاً المفردات النادرة التداول , ولكنّ عدم الإرتياح هذا يضطرّ لتقديمِ تنازلاتٍ نسبية بهدف توضيح اصول او جذور بعض المفردات الغريبة في اللهجة الدارجة . وعطفاً من دون عواطف على ” المطب ” في العنوان اعلاه , فمعظم المطبّات الطبيعية والمصطنعة في شوارعنا العامرة تسمى < طسّات ومفردها طسّة > وتستخدم كافة الناس كلمة ” طسّة ” للإشارة على المطبّات التي جرى تأسيسها وإنشاؤها وتشييدها بعد الغزو الأنكلو – امريكي للبلاد والكثير من العباد ! , لكنّ معظم الناس لايعرفون المعنى الأصلي للطسّة سوى للتعبير عن حُفرٍ او مطبّاتٍ وما الى ذلك , علماً أنّ السّت ” طسّة ” لا علاقة لها بلغات دول الجوار ولا بلغات دول ما وراء البحار , بل هي كلمةٌ عربية تعني < إناء لغسل اليدين , وتستخدم ايضاً بمعنى ظفر > , وإذ من المحزنِ والمؤسف أنّ المطبّات لها قابلية الأنتشار والتوسّع ” خارج حدود الأقليم ! ” فأنتقلت حمّى هذه العدوى الى الكثير من اصحاب البيوتات من الجماهير غير الكادحة ! حيث قاموا بحرق وتذويب الأسفلت وجعلوا منها مطبّاتٍ مصطنعة كي تخففّ العجلات المارة من سرعتها أمام بيوتهم ! وهكذا اشتركوا هؤلاء مع اولئك في التضييق على حركة وحرية المواطنين .
وبعيداً عن اللتي واللُتَيّا , وبعيداً كذلك عن اللغوِ واللغويات وعن وعورة الطُرقات , فيبدو ستراتيجياً ومن خلال تحليل العناصر السوسيولوجية والسيكولوجية وربما بمشاركة ثيوقراطيّة – THEOCRACY , وإعادة مزجها بطريقةٍ غير متجانسة , فقد يغدو الهدف غير المباشر لوضع ونشر المطبّات في الشوارع والشوارع الفرعية منذ اولى سنوات الأحتلال , هو لأجل اقلمة وتدجين وتعويد المجتمع او عموم الشعب للتكيّف مع مطباتٍ سياسية واقتصادية وخدماتية متقطّعة او متذبذبة كما هو حاصل الآن , وما بعد الآن !