قبل الدخول في موضوعنا إقرأ هذا الخبر ( الجاكوج ) الذي نُشِر تحت هذا العنوان على نطاق واسع منذ أيام . نعيد نشره كما هو , من دون تصحيح أو تعديل أو حذف أو إضافة , وهو :
” كشف عاملون في داخل قناة البغدادية في القاهرة ، ان انور الحمداني معد ومقدم برنامج ستوديو التاسعة ، غادر العمل في قناة البغدادية دون سابق انذار ، وانه اتصل هاتفياً من مدينة دبي التي وصلها امس الاول قادماً من القاهرة ليبلغ رئيس محطة البغدادية عون الخشلوك تركه للعمل في محطته ، مما اصاب الاخير بالاحباط والصدمة ، وان جميع محاولات ارجاع الحمداني قد فشلت بحسب العاملين في البغدادية ، سيما بعد ان اتضحت امامه صورة الفساد المستشري في داخل ادارة البغدادية وانحرافها من خطها المبدئي الى خط مصلحي خاص يخالف الروح االمبدئية التي يجسدها انور الحمداني في برنامجه والتي اثبتت له زيف المحطة التي يعمل فيها، وبحسب المتداول حالياً في دبي ان انور الحمداني سيقدم بعد شهر رمضان مباشرة من احدى الفضائيات العراقية المهمة والكبيرة والتي تبث من دبي ولندن وعمان برنامجاً مهماً جداً خصصت له ميزانية هائلة وستوديو ضخم ، وسيتنقل الحمداني بين هذه العواصم اضافة الى القاهرة وواشنطن ونيويورك ، وسيخصص البرنامج ايضاً لمواجهة الفساد وكشف حركة الاموال العراقية المسروقة من قبل شخصيات نافذة كان بعضها ضيوف الحمداني في ستوديو التاسعة ويدعون انهم يحاربون الفساد فيما الحقيقة هي العكس امثال بهاء الاعرجي وجواد الشهيلي و صباح الساعدي ، كما ستخصص الحلقات الثلاثة الاولى من برنامج ( حرب الملفات ) عن وثائق خطيرة تخص عون الخشلوك نفسه وعلاقاته مع مافيا الفساد المالي وخاصة التي تستهدف بعض البنوك الاهلية ومن كان لها صلة مباشرة في مزاد البنك المركزي عندما كان يرأسه سنان الشبيبي ، ومن هذه الوثائق مواد فلمية عن لقاءات تجمع الخشلوك وبهاء الاعرجي قبل شهرين ، يتحدثان فيها عن كيفية توجيه برنامج ستوديو التاسعة بأتجاه تحميل ائتلاف دولة القانون ورئيس الحكومة نوري المالكي مسؤولية الفساد المستشري في مؤسسات الدولة وعدم التعرض بأي شكل من الاشكال لكتلة الاحرار ، وسيتضمن برنامج حرب الفساد لقاءات خطيرة مع كل من عبد القادر العبيدي وزير الدفاع السابق في واشنطن ، ومع وزير الدفاع الاسبق حازم الشعلان في لندن ، ومع علي الشمري وزير الصحة الاسبق وحلقة خاصة عن عقارات بهاء الاعرجي في لندن ، من جهة ثانية وصف مقربون من انور الحمداني ، قوله انه نادم لما قدمه بحق رئيس الحكومة نوري المالكي من وثائق مزيفة في ستوديو التاسعة ، وانه يعتذر له امام الشعب العراقي ، وانه سيصحح ذلك في برنامجه الجديد حرب الملفات وسيكشف الفاسدين الحقيقين وبالتحديد رئيس قناة البغدادية عون الخشلوك “.
إنتهى الإقتباس , والآن ندخل إلى موضوعنا الأساس , لأن كل ما قرأناه أعلاه عارٍ عن الصحة , ولا أساس له من الواقع .
أما الخبر الذي نزفّه للقرّاء الكرام , فهو :
يستعد مقدِّم برنامج ( ستوديو التاسعة ) في قناة البغدادية السيد أنور الحمداني للعودة إلى برنامجه بقوة بعد إنقضاء شهر رمضان الفضيل والعيد المبارك , ليقدمه في موعده المقرر من ستوديو البغدادية في القاهرة , وهو إذ يقضي فترة عطلته الرمضانية في إعداد الوثائق والكتب والمستندات التي تدين أركان الحكومة ووزرائها ومسؤوليها , ليعرضها على الشعب العراقي في الحلقات القادمة .
وأما المقالة , فهي :
إنه لأمر مخجل أن تتحوّل تلك الوسيلة العظيمة في التواصل الإجتماعي ( الفيسبوك ) وصفحات النت إلى أداة مشينة لنشر الأكاذيب والتلفيقات والأخبار المزيّفة , ويا ليت تلك المنشورات التي تنشر بهيئة مقالات أو أخبار تحمل أسماء موّقعيها الحقيقيين , فهي إما أنها تُترَك من دون إسم يتصدرها , أو تنشر بأسماء لا تشكّل خردلة في عالم الإعلام والصحافة . بينما يتلقفها القرّاء ويشاركها عدد من الأصدقاء , من دون أن يتحققوا من صحة ما ورد فيها من معلومات , أو وثاقة كاتبها , أو صدقيّة مرسلها .
مناسبة هذه المقدمة هي ما تمّ تداوله في الأيام الماضية من خبر كاذب أعلاه , لا يمت إلى الحقيقة بصلة , مفاده إن السيد أنور الحمداني قد إستقال من عمله في قناة البغدادية , أثر خصومة مع مالك القناة السيد عون حسين الخشلوك , الذي أرغمه على مناصبته العداء للسيد رئيس وزراء العراق , فزعم وعرض في برنامجه وثائق مزوّرة , واتهم حكومته باطلا وزورا في معظم الحلقات التي عرضت في الشهور الماضية .
ووفقاً للخبر الملفّق نستنتج إن ضمير الحمداني بعد هذا الأداء الكاذب قد صحا فجأة , ووجد نفسه إنه يودي دوراً عدائياً لرئيس الحكومة , بما يخدم أجندات خارجية معادية للعراق , ذلك بعد أن إستطاع الخشلوك أن يغيّب ضميره المهني ويشتريه للعب هذا الدور , بما يصّب في مصلحته الشخصية ومصلحة قناته .
مقدِّم البرنامج حاز على شهرة واسعة النطاق بين صفوف العراقيين , ربما كان يحلم بها الرجل يوما من الأيام , وربما كانت سببا في إثارة أحقاد الآخرين عليه , وهذا ما جعل منه مرمى توّجَه إليه سهام المتضررين من إتهاماته وطعونه .. فراح هؤلاء يبحثون عن تاريخه , وينبشون ماضيه , ليعرضوه أمام الناس من أنه شخصية تافهة ومأجورة , من أصول فلسطينية وتاريخ بعثي مشين , كان يرتدي الزيتوني ويعمل لدى عدي صدام حسين , ويأتمر بأوامره وينفّذ طلباته .
وبغض النظر عن صحة أو عدم صحة ما كال له الآخرون من إتهامات , قد يصدق بعضها وقد يكذب , فإن الغرض من هذه الحملة التسقيطية والتشهيرية واضح , وبالنتيجة تنحصر في شخصه هو , ولا تسري على ما يقدمه من حقائق وفضائح . بينما مَنْ يريد أن يكذّب مقدّم البرنامج وبرنامجه والقناة التي تبثه , عليه أن يعرض الحقائق ويردّ بالأدلة والوثائق والبراهين , لا بالتسقيط والإفتراء .
ربما لا يدرك البعض بأن هذا الأسلوب هو أسلوب إعلامي رخيص ومعروف لدى المحترفين , الغاية منه التشويش على أذهان الناس , ليدوم شهراً كاملاً , فإن تحققت الأكذوبة لاحقا تحقق معها ما زعمه ولفقه الملّفقون , وإن لم تتحقق الأكذوبة فيما بعد إنقضاء الشهر الفضيل , سيزعم مدّعوها بأن محاولات حثيثة ومتواصلة قام بها الخشلوك والوسطاء من أجل ثني الحمداني عن قراره والتراجع عنه مقابل إغراءات وأموال . وبهذا تتحقق كل الغايات التي من أجلها رُوِّجَت الأكذوبة .. فيُنال من الخشلوك ويُهان الحمداني ويُحَطُّ من شأن القناة .
هؤلاء المروّجون التافهون إستغلوا فترة شهر رمضان الكريم , الذي تتوقف فيه العديد من البرامج الإعتيادية التي تقدّمها ليس قناة البغدادية فقط , وإنما سائر القنوات الأخرى , لتحلّ مكانها البرامج والمسلسلات الرمضانية .
البرنامج ذائع الصيت بالعراق , يُعرض من على شاشة البغدادية , يثير جدلا واسع النطاق بين أبناء الشعب العراقي , بعد أن يتسمر هؤلاء يوميا أمام الشاشة الفضية في تمام الساعة التاسعة مساءً , ليستمعوا إلى فضائح المسؤولين السياسيين وسرقاتهم واختلاساتهم لأموال الشعب العراقي , وتزويراتهم لوثائق الدولة العراقية , على لسان المسؤولين والنوّاب والإعلاميين .
أما ما يخص القناة ( البغدادية ) فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنها محطة فضائية محترفة , بغض النظر عن بعض النواقص التي تعتريها , أو تعتري بعض مقدّمي البرامج فيها , والتي لا تنجو منها محطة في العالم , وإنها تودي دوراً وطنياً شريفاً . وقد باءت محاولات رئيس الحكومة كلها بالفشل الذريع من أجل إسكاتها أو إغلاقها ..
تلك المحاولات التي نجحت مع أغلب المحطات الأخرى , ليس فقط تلك التي تابعة للدولة , ولا حتى التابعة لخصومه السياسيين في حكومته , فهؤلاء شركاؤه فيما يسمى بالعملية السياسية , ومصيرهم ومستقبلهم مع مصيره ومستقبله واحد , إنما نجحت مع محطات أسستها الولايات المتحدة الأميريكية , مثل الحرة الأصل والحرة العراق فرعها , ومثل السومرية وغيرها , تلك المحطات التي إستطاع رئيس الوزراء أن يشتري أداءها الإعلامي ويسخّر بعض العاملين فيها ليكونوا في خدمته , ويروجوا له ولحكومته , وليسكتوا الصوت المعارض المدوّي ضده .
بيد أن هذا الصوت لن يسكت , وسيبقى يهدر في سماء العراق ما دامت هناك بغداديّة , وما دام هناك مالك لها إسمه عون يعين الآخرين إعلامياً , ولا يحتاج إلى أحد يعينه .