خاص: إعداد- سماح عادل
انطلقت أمس فاعليات معرض بغداد الدولي للكتاب الدورة 23، وسط أحوال جوية مضطربة في العاصمة العراقية بسبب العواصف الترابية، بمشاركة 355 دار نشر ومؤسسة من نحو 20 دولة.
أقيم المعرض تحت شعار (نقرأ لنستمر) وتنظمه شركة صدى العارف بالتعاون مع اتحاد الناشرين العراقيين والشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية من 19: 28 من مايو أيار. وشاركت بالمعرض دور نشر من مصر ولبنان وسوريا وإيران والإمارات والكويت والسعودية والأردن وليبيا والسودان والجزائر وتونس وتركيا وبلجيكا وإيطاليا وهولندا والدنمرك وبريطانيا وألمانيا والهند والولايات المتحدة.
وبالتزامن مع المعرض يقام لأول مرة “مهرجان بغداد للثقافة والفنون العالمية” الذي يشمل أنشطة فنية وأدبية وشعرية ومسرحية وسينمائية بحضور مجموعة كبيرة من داخل وخارج العراق. ومن أبرز الشخصيات التي ستكون ضيفة شرف في المعرض، هو الشاعر “أحمد بخيت”، والإعلامي اللبناني “جورج قرداحي”، والروائي المصري “أحمد خالد مصطفى”، وشخصيات أخرى.
الافتتاح..
افتتح د.حسن ناظم وزير الثقافة والسياحة والآثار ممثلاً عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وقال في كلمة الافتتاح: “إنَّ العراق صانع الكتب والثقافة، وأنَّ معرضَ الكتاب معرضٌ للثقافة العراقية والذوق العراقي العالي، العراقيون صناع للثقافة ومن المهم أن تقام بشكل مستمر هذه التظاهرات الثقافية. إنَّ كلَّ معرض للكتب يقدم الثقافة العراقية التي نؤمن بها وبتجلياتها المتنوعة. وأنَّ هذا المكان سيجمع الكتب والناس معاً ويكون مجالاً للتعارف، وعرض الإبداعات والتعاون الثقافي من خلال الفعاليات المرافقة للمعرض حيث أنَّ هناك دائماً فعاليات علمية للمثقفين والأكاديميين في العراق”.
وأضاف: “أنَّ من المهم أن يكون هذا اللقاء للتعاون الثقافي، فضلاً عن كونه معرضاً للكتاب ومتابعة ما يستجد في الثقافة العراقية. أنَّ المعارض في العراق بعد جائحة كورونا بدأت تستعيد نشاطاتها وبدأ التواصل بين المثقفين والقراء، العراقيون أمة قارئة عرفت بذلك منذ فجر الثقافة ، وقد مرت ظروف صعبة على القراء العراقيين حصاراً وحروبا ، ليبقى شغف العراقيين بالقراءة قائما، وحريّ بمثل هذه المناسبات أن ترعى القراء وأن تُنشط الثقافة العراقية.
وأشار إلى أن: “السياسيين يذهبون إلى القول: إنَّ مشكلة العراق هي في المقام الأول ثقافية فالمشاكل الاقتصادية والخلافات بالرأي في ظل نظام ديمقراطي يمكن تجاوزها والتفاهم عليها، لكن مشكلة تربية المجتمع هي الأهم فمجتمعنا متعدد الثقافات فالثقافة يجب أن تولى عناية فائقة، واحسب أن نظامنا في الدولة وفق الدستور والقوانين في نظامها الحديث يأخذ بعين الاعتبار ثقافة المجتمع العراقي.
هذه التظاهرة في هذا اليوم هي جزء من هذا الاهتمام بثقافة المجتمع العراقي، والشكر الجزيل للقائمين على هذا المعرض للجهود الحثيثة التي واكبتها نهاراً وليلاً كي يتحقق كل هذا ليأتي الناشرون من كل مكان لكي يعرضوا بضاعتهم الثقافية”.
وقال “عبد الوهاب الراضي” رئيس اتحاد الناشرين العراقيين: “تعودنا بغداد وهي تحتفل بعيدها الثقافي الكبير وعلى مدى ثلاث وعشرين دورة معرض بغداد الدولي للكتاب، مبتدئة مبادرة بوضع لبنتها الأولى للمعرض مع وجود انقطاعات للأسباب المعروفة للجميع، واليوم ارتدت هذه المدينة ثوبها الأبيض البهي معلنة عن بدء مهرجان كتابي عراقي كبير.
إنَّ بغداد تلك المدينة التي حباها الله بكل ما يتمناه المرء من خير ورفعة وسؤود فقد جبل أبناؤها على شغف القراءة وغزارة العلم، فكانت أقلام مثقفيها تملأ الدنيا ومحافلها تزدهي بالمبدعين علما وأدبا. كنا ومازلنا حريصين على أن يكون هذا المهرجان الثقافي لبناء إنسان قوي الفكر هو الذي يبني الأمم”.
دعوة للمقاطعة..
يذكر أنه قد شهدت مواقع “التواصل الاجتماعي” العراقية، استياء واضحا من منظمي معرض بغداد الدولي للكتاب، إثر إسناد افتتاح المعرض لرئيس الحكومة العراقية الأسبق، نوري المالكي. ودعا بعض المثقفين والكتاب إلى مقاطعة المعرض بسبب ذلك. وعبّر رواد مواقع “التواصل الاجتماعي” عن غضبهم من اللجنة المنظمة للمعرض، لاختيارها المالكي، من أجل افتتاح أهم حدث ثقافي سنوي في العراق.
ويقام معرض بغداد للكتاب، سنويا على أرض معرض بغداد الدولي، الواقعة في حي المنصور، بجانب الكرخ، غربي العاصمة العراقية بغداد، ويحضره الآلاف سنويا من مختلف فئات المجتمع. وتقام سنويا ضمن فعاليات المعرض، جلسات استذكار لعدد من المثقفين والكتّاب الراحلين، وجلسة موسيقية، كما تُقام ندوات عن الصحافة الثقافية والتاريخ والفلسفة والسينما والترجمة والاستشراق واللسانيات، وحلقات نقاشية عن النشر الحكومي.