كشف منسق البعثات الاجنبية في العراق “عبد الامير الحمداني”، ان البعثة التنقيبية الاميركية قد عثرت على مرثية لسكان مدينة “اور” القدماء دونوا فيها كل الدمار والخراب الذي لحق بمدينتهم في القرن 21 ق. م.

رثى الأهالي مدينتهم منذ القرن 21 ق. م..

أكد “الحمداني”، للوكالة الوطنية العراقية للآنباء”نينا”، انه خلال عمليات التنقيب التي تشهدها مدينة “اور” الآثرية والتي تقوم بها البعثة الاميركية المشتركة للموسم الثاني على التوالي، بمشاركة منقبين آثاريين عراقيين، عثرت على “مرثية” لسكان مدينة اور القدماء، مكتوبة على لوح من الطين وبالخط المسماري، بعد التعمق في عمليات التنقيب والنزول إلى اعماق اكثر في الارض”. مبيناً ان: “المنطقة التي تم العثور فيها على المرثية تبعد 600 متر من مدينة “اور” الآثرية”.

موضحاً: “عندما تقرأ ما تم تدوينه تصاب بالذهول، حيث رثى سكان المدينة وبشكل محزن ما اصاب مدينتهم من خراب في القرن 21 ق. م، بعد ان كانت المدينة عاصمة العراق القديم ولاجزاء كبيرة من الشرق الادنى القديم”.

وتابع: “كما تم العثور على منصات لتعليم الاطفال القراءة والكتابة، وأماكن جلوس للكاتب وآخرى لجلوس الاطفال، فضلاً عن مدونات على شكل واجبات بيتية للاطفال، وعدداً من الرقم الطينية، وعدداً من القبور المصنوعة من الفخار وفيها اطفال ونساء ورجال، ولم تعثر البعثة على هياكل أو عظام خارج القبور أو داخل ساحة المدرسة، وهذا دليل آخر بان سكان المدينة كانوا يحترمون ويقدسون موتاهم”.

مضيفاً: “كما تم العثور على رسائل مكتوبة على لوح من الطين تبين مدى التخاطب الاداري بين حكام مدينة “اور” وكيفية ادارة المدينة في تلك الفترة”.

“ذي قار” تضم 1200 موقعاً آثرياً ابرزها أقدم محكمة في التاريخ..

تضم محافظة “ذي قار” أكثر من 1200 موقعاً آثرياً، يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسأنية والعصر الإسلامي، وتعد من أغنى المدن العراقية في المواقع الآثرية المهمة، إذ تضم بيت “النبي إبراهيم” و”زقورة أور” التاريخية، فضلًا عن المقبرة الملكية، و”قصر شولكي” و”معبد دب لال ماخ”، الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ.

وكانت محافظة “ذي قار” قد شهدت خلال الأعوام الاخيرة وصول عدد من بعثات التنقيب الدولية للتنقيب في المواقع الآثرية في المحافظة، حيث عملت بعثة أميركية من جامعة نيويورك بقيادة الدكتورة “أليزابيث ستون” نهاية عام 2011، بالتنقيب في محيط مدينة “أور” التاريخية 18 كم جنوب غرب مدينة الناصرية، وآخرى بريطانية باشرت التنقيب في “تل خيبر”40 كم غرب الناصرية عام 2013، فيما عملت بعثتان ايطاليتان في موقعي “أبو طبيرة” و”زرغل”، في حين تعمل بعثة فرنسية في موقع “تلو” الذي يضم مدينة “كرسو” الآثرية في ناحية النصر شمال الناصرية، وبعثة آخرى سلوفاكية تعمل في “تل جوخا” بقضاء الرفاعي 80 كم شمال الناصرية.