7 أبريل، 2024 2:01 ص
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. ضي رحمي : ترجمة الشعر عوضًا جميلًا ومشبعًا عن فشلي في كتابته

Facebook
Twitter
LinkedIn

حاورتها – سماح عادل :

قد يفاجئك أثناء تجوالك على شبكة “فيس بوك” الإجتماعية نص مميز.. يلمس شئ ما بداخلك، يفيض رقة وعذوبة.. تتوقف لديه لحظات لتستمتع، ثم تبحث عن كاتبه.. هكذا هي نصوص المترجمة “ضي رحمي”، التي تختارها بإحساسها.. تعرفت على نصوصها من خلال مشاركة الأصدقاء لها.. “ضي رحمي” تترجم الشعر لتستمتع به، ولتنقل دفقات شعورية مميزة لقرائها الكثيرين على شبكة التواصل “فيس بوك”، تجيد نقلها وكأنها هي من كتبتها.. فالترجمة لديها تتميز بالدقة وبالاحساس المرهف نحو الكلمات.. حاورتها (كتابات) لنتعرف عليها أكثر..

(كتابات): متى بدأت الترجمة.. ولماذا ؟

  • درست في كلية أداب جامعة القاهرة، قسم ترجمة اللغة الإنكليزية.. بدأت ترجمة منذ سبع سنوات.. في البداية كانت ترجمات سياسية واقتصادية، ثم انتقلت للترجمة الأدبية على نطاق ضيق، بعض المقالات التي تعرض لروايات ما، أما الشعر فشرعت في ترجمته منذ عامين بتشجيع من صديق.

(كتابات): لماذا تهتمين بترجمة الشعر.. رغم أنه أصعب أنواع الترجمات ؟

  • الحقيقة أنا استمتع للغاية بترجمة الشعر.. الصعوبة موجودة بالطبع لكنها صعوبة ممتعة.

(كتابات): لماذا تختارين شعراء أمثال “تشارلز بوكوفسكي”.. “بابلوا نيرودا”.. “آن ساكستون” وغيرهم.. هل شعرهم يلمس أشياء داخلك ؟

  • “بوكوفسكي” شاعر مستفز، صريح إلى حد الوقاحة في بعض الأحيان، ربما جرأته وصراحته السبب.. “آن ساكستون” الأقرب إلى قلبي بهشاشتها واضطرابها النفسي وضعفها البشري التي لم تكن تخفيه، كذلك لأنها تعرف كواحدة من الشعراء الاعترافيين، بكل ما يحمل الاعتراف من خصوصية التجارب والمشاعر، ولجرأتها أيضاً في تناول موضوعات مثل الإجهاض وإدمان المخدرات والأفكار الخاصة بالإشكالية الدينية.. “بابلو نيرودا” ترجمت له نصان فقط كنوع من التحدي لنفسي، لأنه من أهم شعراء عصره.

(كتابات): هل تشعرين بالرضا حين يعجب القراء بترجماتك وينشرونها على حساباتهم على “فيس بوك” ؟

  • أشعر بالرضا التام.. واستطيع القول أنهم مرآتي الحقيقية، والسبب الرئيس والداعم لي في مواصلتي لترجمة الشعر.

(كتابات): لماذا لا تنشرين ترجماتك في كتاب ليصل إلى عدد أكثر من القراء ؟

  • الحقيقة لا أعرف إن كانت الأعمال المنشورة أكثر قراءةً مما ينشر على “السوشيال ميديا” أم لا.. لكن عدم نشر ترجماتي في كتاب  ليس موقًفا نهائيًا، ربما مستقبلًا أجمعهم في كتاب.

(كتابات): ماذا يعني الشعر بالنسبة لك.. وهل حاولت كتابة قصائد شعر ؟

  • الشعر من أحب ألوان الأدب لنفسي.. وربما كانت ترجمة الشعر عوضًا جميلًا ومشبعًا عن فشلي في كتابته.

(كتابات): هل هناك صعوبات أثناء الترجمة خاصة في اختيار الكلمات المناسبة والأقرب للمعنى الذي أراده الشاعر ؟

  • طبعًا.. التخوف من ضياع المعنى المقصود هاجس يلاحقني دائمًا أثناء الترجمة، في رأيي أن مفتاح الترجمة الشعرية هو الفهم، قبل ترجمة الكلمات بشكل آلي جاف.. في النهاية دور المترجم هو نقل الحالة التي قصد الشاعر تضمينها في قصيدته من لغتها الأم إلى اللغة المترجمة، وهذا يتطلب قدر من الألفة في اختيار الكلمات والتعبيرات بما لا يخل بالمعنى المقصود.

 

  • يذكر أن “ضي رحمي” ترجمت لشعراء مميزين مثل: “مايا أنغيلو، اكتافيو باث، أوغدن ناش، سارة تيسدال، فيكرام سيت، آنا أخماتوفا، تشارلز وايلز، سيلفيا بلاث، فيسوافا شيمبورسكا، آنا سفير، تشارلز بوكوفسكي، بابلو نيرودا”.

 

نصوص مترجمة لها:

متوحدة تناجي نفسها – سيلفيا بلاث

أنا ؟

أنا أمشي وحدي؛

فيدور شارع منتصف الليل

حول نفسه

تحت أقدامي

أغمض عينيّ

فتنطفئ تلك البيوت الحالمة كلها،

وبرغبة مني

يتدلى القمر

كمصباح سماوي

أعلى القراميد الحمراء.

أنا

كلما ابتعدت

انكمشت البيوت

وتقلصت الأشجار،

أحدّق بعيني

فينشد خيط البشر – الدُمى

الغافلين عن تضاؤلهم

غير الواعين

لضحكهم

قبلاتهم

ثمالتهم،

الذين يجهلون أن برمشة مني

يموتون.

أنا

حين يعتدل مزاجي

أمنح العشب اخضراره

والسماء زرقتها، وأنعم على الشمس

بالذهب.

لكن، متى اعتل

استجمع سلطتي المطلقة

فأحظر كل لون

وأحرم أي زهرة من أن تكون.

أنا

أعرف أنك تبدو واضحًا

بجواري،

إنكاري لك يقفز خارجًا من رأسي،

استحضاري لك

يشعل الحب بما يكفي لتتجسد حيًا،

رغم هذا

من الواضح تمامًا

أنّ كل ما تملك من جمال

كل ما تملك من فطنة

مجرد منحة، ياعزيزي،

مني أنا.

***

كل صباح – تشارلز وايلز

حين استيقظ كل صباح

أتأملك لفترة

أقبلك بهدوء،

ثم أراقب شفتيكِ إذ تغدوان ابتسامة.

تسأليني: كم الساعة ؟

فأهمس في أذنك

أنّ الوقت لا يعنينا

حين تكونين هنا، دافئة وقريبة.

تتسع ابتسامتك،

لكنك تشيحين بوجهك بعيدًا.

تختبئين تحت الوسادة،

أملًا في الاحتيال على

الصباح.

خصلات شعرك

المتماوجة

تنساب كمياه للأسفل

لكنها لا تخفي الرقبة

التي سرعان ما تنكشف أمامي

هانئة، مستكينة لضغط شفتيّ.

أتحسسك بنعومة،

أمرر أصابعي على فقرات ظهرك.

على مهل، يستفيق جسدك

تلفين حتى تلتقي عينانا.

في تلك اللحظة،

تحديدًا،

بينما شفتاك غواية تامة،

حين استيقظ

كل صباح

أهيم تمامًا في النعيم.

***

قنابل حارقة – آن ساكستون

نحن أميركا

مالئو الأكفان.

بقّالة الموت.

نعبئه في صناديق مثل القرنبيط.

القنبلة تنفتح كصندوق حذاء.

والطفل ؟

الطفل بالتأكيد لا يتثاءب الآن.

والمرأة ؟

المرأة تغسل قلبها،

المقتلع منها،

وكفعل أخير تطهره في النهر.

هذا سوق الموت.

أميركا،

أين أوراق هويتك؟

***

السبب والنتيجة – تشارلز بوكوفسكي

في كثير من الأحيان

ينتحر أفاضل الناس

سعيًا للنجاة

فحسب.

أما من تركوهم ورائهم

فلا يفهمون أبدًا

لماذا قد يرغب أحدهم

في الهرب منهم !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب