خاص: حاورته- سماح عادل
“علي عليوي عبد الحسين” فنان تشكيلي عراقي، من مواليد الحلة 1965، خريج كلية الفنون الجميلة 1991 – 1992، يمارس الفن التشكيلي منذ أكثر من خمسين سنة. عضو في عشرات الجمعيات والنقابات والمؤسسات الفنية، أقام اثنى عشر معرض شخصي.
كرم بوسام المبدعين، وهو أرفع وسام يكرم به المبدعين في العراق لمرتين متتاليتين. شارك في دول “مصر وسوريا ولبنان والإمارات وأسطنبول وإسبانيا”، ولديه مقتنيات من أعماله في دول مختلفة من العالم (سوريا- البحرين- الإمارات-الاردن- مصر- المغرب- ايران- تركيا- أمريكا- ألمانيا).
كان لي معه هذا الحوار الشيق:
* متي بدأ شغفك بالفن التشكيلي وهل وجدت الدعم من الأسرة؟
– بدأت بين كنوز حضارة بابل وسحر النهر وبين أحضان النخيل، وكنت مهووسا بالفن أمارس الرسم والنحت والخط منذ كنت طالب في الروضة في الخامسة من العمر. ومنذ ذلك الحين إلى الآن لم انقطع عن الفن وكنت محظوظ، حتى عملي الوظيفي رسام وخطاط ومصمم، رغم أنني لم أحظ بأي دعم لا من الأسرة ولا من أي أحد في مسيرتي الفنية .
* ماهي المواد التي تحب استخدامها في لوحاتك؟
– رغم أنني استخدم كل الألوان ولكن كنت دائما أحب الألوان الزيتية، وهي تعطي مساحة كبيرة من الحرية في تجسيد أدق التفاصيل في الوصول إلى ما أريد. وكانت لوحتي زاخرة بالألوان المبهجة وبهارمونية الألوان البراقة الزاهية، والقيم الفنية والجمالية التي تحقق مشاركة وجدانية وفنية مع المشاهد، وهي تلهمني التأمل والحياة التي يخرج منها الإنسان مدرك جاد وواضح وصريح محب للجمال.
* ماهي المعارض التي شاركت فيها؟
– شاركت في مئات المعارض داخل العراق من شماله إلى جنوبه وفي الكثير من المعارض خارج العراق، طالما أن الزمان والمكان يفرض علينا أن تكون لك بصمة يفهمها ويحبها الجميع، لنترجم واقعنا المفجوع الذي نعيشه في تدفق النزيف الإنساني والأخلاقي والوجداني في جسد الوطن المثخن بالجراح وآلام الإنسان. وهذا التصدي السافر لأحلامنا وطموحاتنا بغياب الأمل ونفاذ إرادة الحريات نبقى نرسم ونشارك.
* ما تقييمك للفن التشكيلي العراقي وهل يعاني من مشكلات؟
– الفن في كل العالم يعاني من الضياع وهيمنة التكنولوجيا الحديثة، ولكنني لا أحب أن أضع نفسي كناقد أمام القارئ في هذه التقييم والتصنيف والمصطلحات الفنية التي تتطفل على الفن أو الفنان، لاسيما وأنا اتميز بالدفاع عن الحريات وقبول كل المدارس والأساليب التي تضيف خبرة معرفية وجمالية وفكرية للفنان، وتزيد من خلاصة تجربته في كشف الحقائق والأسرار، لاسيما وأنا لي أسلوب يرفض التشبيه والتقليد والاستنساخ في الحركة الفنية التشكيلية.
* ماهي موضوعات لوحاتك؟
– اللوحة عندي اعتمدت على معطيات الموضوع وبناء الرؤية التراجيدية والفكرية واللونية، في موضوع له نداءات جوهرية في رواسب الماضي، وكشف تحديات الحاضر المهزوم في ديمومة الوجع وتدفقه إلى العراء على شكل مدركات حسية وبصرية واضحة المعالم .
* هل لابد وأن يقدم الفنان التشكيلي رسالة في لوحاته أو يكون لديه مشروع فني؟
– يجب أن يكون أي من له هدف وقضية تحقق رسالة انسانية فكرية أو جمالية يكون عنده مشروع لكي تعيش وتبقى أعماله في ذاكرة الزمان.
فكانت أعمالي زاخرة بالقيم الفنية وهي تلهمني الصبر ومرارة التجربة وقساوة الحياة التي يخرج منها الإنسان مدرك جاد وواضح وصريح …
* ما رأيك في إقبال الجمهور علي الفن التشكيلي؟
– لقد تراجع الفن على كل المستويات الذوقية والحسية والمهنية والجمالية والمادية حتى أصبح لا يلبي حاجة الإنسان، بحكم تطور وسائل الاتصال الرخيصة وهو مباح لكل المدعين والمتطفلين دون قيم وتقويم النقد والإعلام والحماية ولذلك أصبح رخيص وقد تلاشت قيمته.
* كرمت بوسام المبدعين ماهو شعورك حيال ذلك؟
– كنت محظوظ بالحصول على الكثير من الجوائز والتكريمات والهدايا منذ أن كنت طفلا صغيرا، وأكيد هذا الحافز يجعلني مثابرا وجادا في استثمار كل الطاقات واكتشاف أسرار الخلق والإبداع والفوز بالتكريمات التي كانت هي تسعى إليه لا أنا.
* لديك مقتنيات في مختلف البلدان العربية كيف هم المتلقين الذين يسعون لاقتناء لوحاتك؟
– ما يجعلني ارسم بتلقائية وصدق كبير هو قبول هذا التنوع من أعمالي وما يعكسه من حوار يتفاعل مع مظلومية الإنسان وجراح الأوطان، وليس التعالي على المشاهد. ولذلك كانت تخرج ما بين ٣٠٠ إلى٤٠٠ عمل من أعمالي كل عام خارج العراق. وهذا العطاء الكبير له مقبوليه من قبل الجميع وفي أنحاء مختلفة من العالم لنواصل الطريق بأسلوبي الميال للمدرسة السيريالية، وشغفي الكبير للفن التشكيلي الذي يجمع بين جمالية اللون وحداثوية التكوين والإمكانية الأكاديمية وماتحمله من تجربة تشكيلية، رغم أنها امتداد لعمق حضارة وادي الرافدين بأطيافها المتحجرة في ذاكرة المكان.
* ما علاقتك بالألوان وهل لديك شغف بألوان معينة؟
– نعم أنا باحث ومتجدد غزير الإنتاج وكثير المشاركات، اعمل بطاقة جمالية ولونية وبصرية مترابطة ومنسجمة لتحمل بين طياتها شيء من الجمال والحب اللاشعوري للون الوردي والبنفسجي الذي يطغى على أغلب أعمالي لأوثق هذا التأثير والمقبولية لفني بشكل هارموني له موسيقى تسمعها العيون قبل العقول..