خاص : حاورتها – سماح عادل :
“عبير الحلوجي” كاتبة مصرية.. تخصصت في علم “الوراثة” من كلية الزراعة في جامعة القاهرة سنة 2004، وهي تعمل باحثة في البنك القومي للجينات التابع لمركز البحوث الزراعية، وتعمل في المراقبة والرصد لمشروع الموارد الوراثية النباتية في مصر، ورغم اختلاف تخصصها تهتم بالأدب والثقافة، صدرت لها المجموعة القصصية (انتهاك)، التي ضمت 29 قصة قصيرة جاءت في 84 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن “دار أرابيسك للنشر” في القاهرة..
إلى الحوار:
(كتابات) : كيف بدأ أهتمامك بالكتابة .. وكيف تطور خاصة مع تخصصك المختلف ؟
- منذ صغري هوايتي الوحيدة كانت القراءة.. ومازالت هي الهواية المحببة لقلبي، فيقال لكي تكتب كتاب واحد عليك أن تقرأ ألف كتاب. بدأت الكتابة في عام 2008 مع “جماعة القصة القصيرة” بنادي الصيد، ومعهم تعلمت أسس كتابة القصة القصيرة، وهو اللون الوحيد حتى الآن الذي أكتبه. كانت الكتابة بالنسبة لي، في حينها، مجرد هواية ولم يخطر لي أن ما أكتب سيرى النور ويصدر في مجموعة قصصية، إلى أن أشتركت في مسابقة للقصة القصيرة عام 2009، بساقية الصاوي، وفازت قصتي (انتهاك)، مما جعلني أفكر جدياً في طرح ما كتبت من قصص في مجموعة قصصية، خاصة وأن القائمين على تحكيم المسابقة من أفضل النقاد على مستوى العالم العربي، منهم الأستاذ الدكتور “صلاح فضل” والأستاذ الدكتور “يسري عبدالله”.
صدرت مجموعتي الأولى (انتهاك) في 2010. بعدها توقفت لفترة مع أحداث ثورة يناير 2011، إلى أن عدت مرة أخرى. أشتركت بعدة مسابقات للقصة القصيرة، منها مسابقة “صالون نجيب” الثقافية و”مؤسسة إبداع” للنشر لسنة 2015، فزت عن قصة (النسر يحلق مذبوحاً). وأستكملت الكتابة مع جماعة القصة القصيرة بنادي الصيد، وأنا بصدد الإعداد لظهور المجموعة القصصية الثانية.
(كتابات) : في مجموعة (انتهاك) ناقشتي وهم العذرية باعتباره رعب المرأة في المجتمعات الشرقية .. حدثينا عن ذلك ؟
- للأسف في مجتمعاتنا الشرقية يختصر شرف المرأة في العذرية، وهو رعب حقيقي تواجهه كل فتاة، وتناولت في قصتي (انتهاك) تلك القضية، وليس بالطبع تحريضاً على أن تفقد الفتاة عذريتها، ولكن تناولته من منظور علمي يعكس ضعف ثقافتنا في عدة أمور علمية متعلقة بعذرية الفتاة، وهنا البطلة أتهمت من قبل زوجها بالتفريط في عذريتها في حين أتضح عندما عرضها زوجها على الطبيب أنها يلزمها جراحة لتفقد عذريتها. من ناحية أخرى عالق بذاكرتي عندما كنت أقرأ في صفحة الحوادث عن جرائم الشرف وحالات قتل العرائس في ليلة الزفاف بوهم أنهن غير أبكار، ليظهر بعد ذلك تقرير الطبيب الشرعي يثبت عذريتهن. وضع مؤسف أن تفقد إنسانة حياتها نتيجة الجهل، والأكثر أسفاً لأن يختزل شرف المرأة بهذا الشكل، وهو رعب حقيقي تربى الفتاة عليه لدرجة حرمانها مثلاً من الرياضة أو عمل أي مجهود عنيف خشية فقد بكارتها.
(كتابات) : في مجموعة (انتهاك) .. لما اخترت لغة عالية الكثافة والإيجاز ؟
- أنتهج في كتابتي للقصة القصيرة التركيز على لقطة حياتية واحدة، وتدور القصة كلها حولها. وتعلمت أن كل كلمة لا تضيف للقصة القصيرة يجب أن تحذف، فظهرت عالية الكثافة ومركزة.
(كتابات) : ما رأيك في مصطلح الكتابة النسائية التي تخصص للدفاع عن المرأة وحقوقها .. وهل أنت معها أم ضدها ؟
- الحقيقة أنه مصطلح لا أحبه ولا أستسيغه، أركز في كتاباتي على المشاكل أو القضايا التي تهم الإنسان، سواء كان بطل القصة رجل أو امرأة. بالطبع في مجتمعاتنا الشرقية تعاني المرأة كثيراً فتحتل مساحة كبيرة مما أكتب.
(كتابات) : هل واجهتك صعوبات لكونك كاتبة ؟
- الحقيقة لم أواجه أية صعوبات، وإن كان في بعض الأحيان تنتابني هواجس أن يتم إسقاط ما أكتب على شخصي، لكني أطرد تلك المخاوف وأطرح أفكاري بحرية. وتناولت في قصصي العديد من القضايا الشائكة؛ مثل العذرية والتحرش والحجاب وغيرها، وأستطعت أن أكسر التابوهات المحرم الكتابة عنها.
(كتابات) : ما رأيك في حال الثقافة في مصر ؟
- حال الثقافة في مصر ليس بالجيد، ويحتاج إلى المزيد من الجهود لتنهض مصر ثقافياً وتعود مكانتها كما كانت في عهود سابقة. ونأمل أن ترعى الدولة الثقافة بكل فروعها وتدعمها، فهي الحل الوحيد للنهوض بالشعوب، وإلا احتلت الأفكار الشاذة والمتطرفة عقول الشباب.
(كتابات) : حدثينا عن كتابة السيناريو .. وهل تختلف بالنسبة لك عن كتابة القصة ؟
- كتبت السيناريو لبعض قصصي القصيرة، بالطبع يختلف السيناريو عن القصة، فهو وصف لكل ما يدور على الشاشة، من صورة وأصوات وحوار ومؤثرات صوتية وديكور، أما القصة فهي تعتمد بالأساس على السرد. كانت تجربة ممتعة وتحدي صعب، لكنها أستهوتني جداً ومن ضمن طموحاتي تحويل معظم قصصي القصيرة لسيناريوهات فمعظمها يصلح كعمل درامي.
(كتابات) : ما رأيك في كتابات الشباب من جيلك ؟
- منها ما هو جيد جداً ويستحق القراءة، لكن للأسف يعانوا من عدم الانتشار. خاصة أنهم في أحيان كثيرة ينشرون أعمالهم على حسابهم في دور نشر تستغل طموحهم وآمالهم في ظهور أعمالهم للنور.
(كتابات) : ما رأيك في المبادرات الفردية الثقافية التي تظهر بين الكتاب وهل تدعم الكاتب ؟
- أي حراك ثقافي مفيد جداً والمبادرات الفردية الثقافية مطلوبة، هي قد تدعم الكاتب جزئياً ولفترة بسيطة. لكن الدعم الحقيقي لابد أن يكون عن طريق مؤسسات قوية كي يتحقق للكاتب الانتشار.
(كتابات) : ما هي طموحاتك وأحلامك ككاتبة ؟
- الاستمرار في الكتابة وأستكمال مشروعي الأدبي، خاصة فيما يخص القصة القصيرة، التي أعتبرها فن صعب ومؤثر جداً. البعض يعتبر كتابة القصة القصيرة هي الخطوة الأولى قبل كتابة الرواية، وكأن كتابة القصة القصيرة ما هي إلا تدريب على الكتابة. أرفض التقليل من شأن القصة القصيرة فكثير من الروائيين فشلوا في كتابتها، كما أن عمالقة القصة القصيرة لم تلقى أعمالهم الروائية نفس النجاح، فكل من القصة القصيرة والرواية فن له أدواته وله متعته وله رسالته.