15 نوفمبر، 2024 10:34 م
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. “ضياء فتحي موسى” : الرواية مرآة المجتمع والذات

مع (كتابات) .. “ضياء فتحي موسى” : الرواية مرآة المجتمع والذات

خاص : حاورته – سماح عادل :

“ضياء فتحي موسى”، كاتب مصري شاب، من مواليد محافظة “دمياط”، صدر له روايتين: الأولى (نيس وميس)؛ غلبت عليها الفانتازيا، والثانية صدرت في ٢٠١٨ (حقيبة الرجل الثري)؛ وتتناول قضية السرقة، وهل هي مشروعة في حالة احتياج الإنسان الشديد للمال. وتتميز الرواية بأسلوب شيق في الكتابة ورسم الشخصيات بعمق.

إلى الحوار:

(كتابات) : كيف بدأت لديك الرغبة في الكتابة وكيف تطورت ؟

  • المؤكد أنني كنتُ صغيرًا يومئذ, كنتُ أكتب أي شيء في أي مكان وفي أي وقت, على الحائط أكتب أو على “التاختة”, أتلفتُ جميع كتبي وكرّاساتي وأنا طالب في الإعدادي, أستبدل عنوان الدرس بعنوان قصة أو خاطرة أو فكرة من خيالاتي, هنا تخلقت في داخلي تلك الرغبة في الكتابة, وإن كنتُ لا أعرف لها سببًا أو تعريفًا, وكبرت, فنشرت أولى قصصي على مواقع ومنتديات إلكترونية مثل (شبكة الألوكة), لكن كنتُ كسولًا جدًا أعترف بذلك, أوقات طويلة تمضي بين كل كتابة وكتابة أخرى تليها, ربما لأني كنتُ أرغب في الكتابة, لكن لم تكن لدي خطة أو رغبة في أن أصبح كاتبًا تُنشر أعماله في كتب ورقية وتوزّع في المكتبات, مررت بأوقات صعبة, وأحداث كثيرة, أوصلتني في النهاية لأن يُنشر لي عملين مطبوعين.

(كتابات) : بدأت برواية (نيس وميس) ولم تلق صدى.. حدثنا عنها ؟

  • كتبت أول رواية لي وأنا في سن العشرين, وهي رواية (نيس وميس), ثم سعيت لنشرها وأتممتُ ذلك بعد سبع سنوات, ولم تنجح التجربة, الأسباب كثيرة, بعضها مني, وأوقعني الحظ التعس مع ناشر لم يقدم لي نصيحة, ولم يتم عمله على الوجه المطلوب, أعمل حاليًا على تحويلها إلى “سيناريو” وترجمته إلى الإنكليزية؛ ومن ثم تسويقه وعرضه على شركات إنتاج أميركية.. قلتُ مسبقًا أن التجربة لم تنجح, لكنها لم تمت, وسأبذل أقصى جهد لإنقاذ (نيس وميس) من النسيان.

(كتابات) : رواية (حقيبة الرجل الثري) تتحدث عن النقود.. والسرقة كجريمة لا تغتفر.. لما ؟

  • رواية (حقيبة الرجل الثري) تريدك ألا تسرق, تحثك على ذلك, وتذكر لك الأمثال, السرقة عمل سيء, هذه قناعتي, وليس عليك أن تسرق أبدًا حتى إذا وقفت الظروف ضدك وأرادت إرغامك, هناك طرق أخرى ذكية جدًا يُمكنك بها أن تصل إلى ما تريد.. شيء آخر أردت قوله من خلال الرواية, هو أن الشرفاء أيضًا يمكنهم أن يصبحوا أثرياء, ذلك لأن المنتشر بين العامة أن الثروة لا يصل إليها إلا اللصوص, لكن العالم يملؤه أناس بدأوا من لا شيء ووصلوا إلى القمة دون أن يكونوا لصوصًا. أما هؤلاء الأثرياء الذين يغيظون الفقراء بتبذيرهم لأموالهم وتفاخرهم على الدوام, فيمكن النقاش حول ما يمكن فعله مع تصرفاتهم, لكن حماقتهم لا تسمح لنا بسرقتهم..

(كتابات) : هل تؤمن بدور الأدب في التعبير عن المجتمع ؟

  • الأدب هو أصدق وأبلغ حالات التعبير, والأدب هو أصل التعبير ذاته, فما من فن إلّا ويتكئ على الأدب, على سبيل المثال, فن النحت والتصوير, ذلك التمثال الباسم لطفل ينظر إلى أمه, هنا توجد قصة, والقصة تعني الأدب, قصة بدأ منها النحّات عمله وانتهت إلى الناظر, كذلك تجد في كل الفنون وكل وسائل التعبير عن الذات والمجتمع, ستجد الأدب في صلبها.. والرواية تحديدًا ذو سلطة ومقام في هذا الشأن, فيما مضى, في أيام العرب الأولى, كان الشعر له هذا السلطان, لكن الرواية الآن ليس لها من منازع, فهي المترجم الأفضل لكل خبايانا, وهي مرآة المجتمع والذات.

(كتابات) : هل واجهت صعوبات في النشر ؟

  • لا.. لم أواجه أية صعوبات في نشر روايتي الأولى, ذلك لأني دفعت أموالًا للناشر كي يوافق على نشرها, ليس من صعوبة أبدًا.. أمّا روايتي الثانية, فقد واجهت صعوبات في نشرها, لأني قررت ألا أدفع مليمًا في نشرها, في النهاية نشرتها “دار الكتاب العربي”, أحد أفضل دور النشر في مصر, بعدما قررت أنها رواية تستحق النشر.

(كتابات) : ما تقييمك لحال الثقافة في مصر والبلدان العربية ؟

  • أعتقد أن الوضع جيد جدًا, إذا كنا نقصد بالثقافة “أن تعرف”, أما إذا كنا نقصد بها “أن تعرف الحقيقة”, فسنكتفي بـ”جيد”.. لكن, وبشكل عام, نحن أفضل مما مضى, الثقافة في مصر يتجه سهمها إلى أعلى كل دقيقة, الثقافة أصبحت من الصفات النبيلة التي يسعى الفرد في مجتمعنا أن يحظ بها وأن تلصق به, الأجيال الجديدة تتنافس في نهل القراءة والمعرفة, وتتحاشد على المجموعات الثقافية والتعليمية الإفتراضية, وما يجعل سهم ثقافتنا يرتفع أنه لم يعد بإمكان قوة ما صد أي فرد عن رغبته في إكتساب المعرفة, ذلك لأن مانح المعرفة قوة عُظمى لا قيود عليها, وأقصد هنا “شبكة الإنترنت” بما تحويه من مواقع ومكتبات تعرض آلاف الكتب بلغات مختلفة، ذلك فضلًا عن شبكات التواصل الاجتماعي, من الآن ليس على المعرفة رقيب, إلا عقل كل فرد وفهمه.

(كتابات) : هل جيل الشباب من الكٌتاب يختلف في رأيك عن الأجيال السابقة ؟

  • نحن جيل محظوظ.. أقصد جيلنا من الكُتاب, ونحن مختلفون في كل شيء عن الأجيال السابقة, محظوظ لأننا, وإن واجهتنا صعوبات في نشر أعمالنا, إلّا أنه, وبعقد مقارنة بسيطة بين الجيلين, يتضح لنا بعين ملية وتبيان حق أن كل ما نحسبه صعوبات, هو قليل جدًا مما واجهته أجيال قبلنا, فنحن, وعلى سبيل المثال, نكتب على الكومبيوتر, وهم كانوا يكتبون بأيديهم على الورق, ثم يذهبون لمن ينقل لهم عملهم بالآلة الكاتبة, ونحن نُرسل أعمالنا إلى دور النشر بالبريد إلكتروني, بينما كانوا يذهبون إلى دور النشر التي كان عددها قليل مقارنة بالآن, يذهبون إليها قاطعين مسافات طويلة ليضعوا وريقاتهم في يد الناشر.. ونحن نبحث عن المعلومة بضغط زر في “غوغل” وهم يبحثون عنها في آلاف الكتب الورقية إلخ..

ونختلف عنهم فيما نقدمه, يتقدمون علينا في نقاط, ونتقدم عليهم في نقاط, جيلنا ليس سيء, انتشرنا في صنوف كثيرة من الأدب وقدمنا فيها نتاجًا جيدًا, مثل “الرعب” و”الفانتازيا”, وتلك صنوف لم يعطها السابقون حقها, نحن أكثر الآن ولدينا القوة في التفوق, وإن إمتاز السابقون في بلاغة الكلمة, فإن جزء من جيلنا يلتزم بذلك أيضًا, وربما ينضم لهذا الجزء أجزاء عمّا قريب.

(كتابات) ما تفسيرك لغزارة إنتاج الكتاب وظهور عدد كبير من الكتاب ؟

  • إذا كان عدد السكان في مصر “100” مليون, وعدد الكتاب “500”, و”100″ فقط من هؤلاء يساهمون بشكل ما في تشكيل الوعي, لذا فأنا لا أرى أن عدد الكتاب كبيرًا, بالإضافة إلى أن عددًا كبيرًا من الأشخاص يظهرون بعمل واحد ثم يختفون تمامًا..

هناك غزارة ملحوظة في إنتاج الكتب نعم, قد يكون السبب أنّ كثير من الكتاب تفرغوا للكتابة, لا يفعلون شيء إلا الكتابة, لذا يخرج لنا الواحد منهم كتابًا أو إثنين كل سنة, ليس عيبًا إذا كنت تملك الوقت والموهبة أن تخرج كتابين في سنة, من المنطقي أن نصدق بأن كاتبًا موهوبًا يستطيع فعل ذلك؛ إذاً كان كل يوم على الأقل عشر ساعات يكتب !.. أما السبب الثاني, السيئ, أن يكتب الكاتب أي شيء, وما دمت تكتب أي شيء, “شخبطة” كما يجب أن نقول, فلا بأس أن تخرج في السنة أربع كتبًا لا واحد.

(كتابات) : هل وسائل التواصل الاجتماعي ساعدتك ككاتب ؟

  • هي مفيدة جدًا للكُتاب على العموم, لكن, إذا كان السؤال موجّه إليّ فقط, وغيرنا صيغة السؤال إلى: “هل استفدت من مواقع التواصل ؟”.. ستكون إجابتي حتمًا لا, لست من المحظوظين الذين استفادوا بحق منها, على الأقل إلى تلك اللحظة, عدد متابعيني على حسابي الشخصي بموقع (فيس بوك)، “34” شخص فقط, وعدد الأصدقاء “696”؛ أنا الذي أرسلت لهم طلب صداقة إلّا عددًا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.. يعني, ليس لدي معجبين, ولم أزل مغمورًا في عالم “السوشيال ميديا”, أكتفي بنشر خواطري ومقتطفات من أعمالي.

(كتابات) : هل الكُتاب الذين يعيشون خارج العاصمة مظلمون.. ولما ؟

  • مظلمون في موضع واحد, المسافة والسفر, أنا على سبيل المثال من “دمياط”, والندوات والتجمعات الثقافية والأدبية أغلبها يكون في “القاهرة”, يلزمني السفر ساعات طويلة, ويوم أسافر إلى القاهرة لحضور فعالية أو للاجتماع  مع مسؤولي دار النشر يكون يومًا صعبًا يضيّع يومًا قبله في التهيئة والتفكير ويضيّع يومًا بعده في الراحة.. في غير ذلك لا ظلم ولا تفريق بين كاتب في العاصمة وكاتب في أي مكان آخر.

(كتابات) : هل تعتقد أنّك ستحقق إنجازًا أدبيًا ذات يوم ؟

  • أنا محبط جدًا الآن, أكتب فقط ولا أجد تقدير من أحد, صعب جدًا على الكاتب أن يقضي سنة أو أكثر في كتابة عمله, ثم تمضي شهور بعد نشر العمل, ولم يلتفت إليه أحد, لكن, في ذات الوقت, أنا مستمر في الكتابة, في يدي مشروعين متفرغ لهما..

نعم, سأحقق إنجازًا أدبيًا في يوم ما.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة